الثلاثاء، 7 فبراير 2012

مسؤول روسي: خلال إسبوعين، يحسم بشّار عسكرياً أو يطيح به "جماعتنا" في الجيش





في ظل هذه الأوقات العصيبة جداً في حمص وادلب وريف دمشق والزبداني وبعد فيتو سمح للنظام السوري اقتحام مدن سورية بفظاعة أكبر ..

يصبح حديثنا مع سياسي روسي قديم يعرف المنطقة جيداً مهماً جداً …

الضيف رفض الكشف عن اسمه كي يتكلم بعيدا عن المقيدات الديبلوماسية والرسمية .

دافعنا عن القذافي لحماية سوريا وإيران

س: هل يمكن أن يفهم العرب سبب رهان روسيا على بشار الأسد ؟

ج: رهان؟؟ أي رهان؟؟ ليست المسألة أن روسيا تراهن على بقاء الأسد ..وإلا كانت مهتمة ببقاء القذافي …!!

المسألة بالنسبة لروسيا تحسب كالتالي..

حين ندافع عن القذافي.. لم نكن ندافع عنه.. كنا نعرف أنه راحل.. بل كنا ندافع عن سوريا وإيران بدفاعنا عن القذافي.. والآن يصح هذا الكلام على بشار الأسد ..وأغلب القيادات الروسية تعرف أن بشار الأسد راحل وقد ذكر وزير الخارجية ان بشار الاسد ليس حليف استراتيجي لروسيا ..لكننا نريد أن نحافظ على مكتسباتنا مع من يأتي بعده … ونحافظ على إيران.. لأن رحيل بشار دون أن تمتلك روسيا أوراقاً مهمة في إيران … يعني سقوط إيران أيضاً.. وخروج روسيا من الخليج نهائياً

س: ماهي الأوراق التي تريدونها..؟؟؟

ج: أهم أوراقنا المطلوبة، أن يكون لنا دور في سوريا القادمة، وفي البلقان…، ونستطيع ضمان ذلك في حالتين فقط..

في سوريا ذهاب العسكر يعني ذهاب أصدقائنا…، ليرحل بشار لكن تبقى المؤسسة العسكرية..

س: كيف يرحل بشار وتبقى المؤسسة العسكرية ؟ لماذا إذاً كان الفيتو؟

ج: الجامعة العربية تعرف تماماً أننا لسنا حريصين على بقاء بشار ولكننا حريصون على منع التدويل…لأن التدويل يعني تماماً انهيار المؤسسة العسكرية في سوريا وبالتالي خسارتنا أهم أصدقائنا في سوريا… وخروجنا من سوريا نهائياً.

س: ألم تعطيكم المعارضة السورية هكذا ضمانات؟

ج: بالعكس أخافتنا أكثر … إنهم مصممون على التخلص من أغلب المؤسسة العسكرية والاقتصادية … لا يصرحون بذلك ولكنهم لا يمانعون أن يحصل ذلك…

س: ما هو حل هكذا إشكال برأيك؟

ج: رحيل بشار وعدد ممن معه وبقاء المؤسسة العسكرية في مجلس عسكري يتعهد بالديمقراطية والتعددية ويحضر لفترة انتقالية تساهم في انتقال سوريا ولا يمنع أن يصاحب هذا المجلس العسكري المكون من ضباط كبار مجلس آخر سياسي أو حكومة من المعارضة أو أي صيغة أخرى تضمن انتقالاً سلمياً وتحت اشراف دولي.

س: هل سيوافق بشار على هكذا حل؟

ج: لا أخفيك نحن نحاول منذ أشهر مع بشار الأسد لكنه يرفض وإيران غير مرتاحة لهكذا قرار وتعتبرها مغامرة يمكن أن تخسرنا سوريا أنا بقناعتي وقناعة عدد من السياسيين الروس الكبار…

الأحداث القادمة بما فيها أسوأها.. من قتل وحرب أهلية سيكون دافعاً لضباط كبار ليضغطوا باتجاه هكذا حل ويتعاون بشار الأسد مع هكذا حل مقابل خروجه خروجاً مشرفاً.

س: ذكرت احتمالات الحرب الأهلية.. هل تعني أن روسيا لا تمانع دخول سوريا الحرب الأهلية؟

ج: ليست المسألة تمانع أو لا تمانع …البلد مقدمة ..ربما دخلت في بدايات الحرب الأهلية … يمكنك أن تشاهد الجانب الإيجابي لبعض الأشياء السلبية…

س: جانب إيجابي في حرب أهلية ؟ كيف؟

ج: بدايات الحرب الأهلية أو تأكد دخول هذا البلد في هذه الحرب، سيجر الكثير من القيادات العسكرية للضغط على بشار الأسد وربما التضحية به…وهذا سيساهم كثيراً في اجباره على الرحيل أو حل سلمي أو تنازلات ديمقراطية كبيرة… يقوم بها العسكر مقابل عدم دخول البلاد في حرب أهلية…

س: هل هناك ضمانات أن يحصل ذلك؟

ج: في السياسة والحرب لا ضمانات، ولكن الرأي الغالب أن ذلك سيحصل .

س: متى … بعد كم ألف قتيل؟

ج: ليست المسألة بالعدد بل المسألة في تأكد هؤلاء القيادات أن بشار يجرهم إلى حرب ستذهب بهم وبه…

س: متى ؟ متى يتأكدون؟

ج: أظنها قريبة …. ربما أيام قلائل…، توقعاتي أن لا يجدي الحسم العسكري شيئاً…عندها سيكون أمامهم إما التدخل الدولي أو الانقلاب على بشار…

س: الانقلاب كيف؟

ج: سيساعدوننا بإيجاد مخرج سياسي للجميع ، مقابل أن يجبروا بشار على هذا الحل…

س: وإن رفض بشار ذلك؟

ج: أخشى أن خياراته على البقاء على قيد الحياة تكون معدومة..

س: هل تلمح إلى شيء؟

ج: لا، لكن من يعرف سوريا جيداً.. يتوقعها…

س: ما هي رؤيتكم لهؤلاء العسكر القادرين على نقل سوريا؟

ج: المهم أن لا تكون من عائلة الأسد والقريبين إليه بالدم، ومهم جداً أن يكونوا عدد لا بأس به من الطائفة العلوية … لإعطاء المجلس تطمينات للطائفة ولباقي الضباط.. وباقي المجلس العسكري من قيادات عسكرية من باقي الطوائف…

وقد زار ضابط ومسؤول كبير علوي موسكو بزيارة غير معلنة وتم التوصل لكثير من النقاط التي تصب في رؤيتنا لما يجري .

س: والوضع الدولي هل سيساعدكم؟

ج: إيران تعارض حتى الآن خروج بشار

أما تركية فهي تتفاوض معنا على صفقات مهمة في البلقان وتنازلات لتركيا عن مصالح مهمة هناك مقابل موافقتنا على رحيل بشار ومن معه… وخاصة أنهم لا يعترضون على كثير من أسماء العسكر وليست لهم مشكلة معهم.

أما أميركا والاتحاد الأوربي … فهذا الحل يضمن لهم استقرار سوريا وعدم دخولها في حرب أهلية…وكذلك فراغ سياسي وكذلك تكون الأقليات محمية وبذلك تضمن أميركا حدود العراق ومصالحها…

ويضمن الاتحاد الأوربي مصالحه السياسية والاقتصادية في سوريا ومشروعاته الكثيرة غير المنتهية .

س: ماهي رؤيتك لزيارة المسؤولين الروس إلى سوريا خلال اليومين القادمين؟

ج: سيحتمون بالنتائج على الأرض…

هذه آخر فرصة لبشار الأسد ليثبت لهم فكرته التي يدافع عنها من أشهر عن العصابات المسلحة وأنه يصبر عليهم ..

إذا لم يحسم الأرض….

سيخسر بقاءه…

وإن استمرار الوضع مقلقاً خلال الاسبوعين الأولين من شباط…

يمكن أن نشهد مبادرة روسية ملزمة أو حتى قاسية…أهم شيء فيها الديمقراطية الجدية وإلا التدويل قادم وعندها سوريا مفتوحة على كل الاحتمالات …

س: تتكلم روسيا عن سوريا وكأنها الحل الأوحد…

هل هذا مبالغة في دورها، أم أنها فعلاً تملك أراق الحل؟

ج: برأيي كسياسي عاصر أخطر الأحداث المهمة في المنطقة…

من يملك الحل الحقيقي في سوريا… هو الطرف القريب إلى الاقتصاديين والعسكريين والطبقة الصامتة من الشعب السوري … وهذه الأطراف لا زالت قريبة جداً إلى روسيا…

ولم يقنعها بعد خطاب المعارضة الهزيل…

لذلك أتمنى أن لا يذهب المزيد من الدم السوري ..ويكون الدور الروسي حاقناً للدم ومساعداً في الدخول في فترة انتقالية تدخل البلاد إلى الديمقراطية والتعددية…

فأنا لا أعتقد أن هناك في روسيا من يسعده الدم السوري مهما كان .

كلنا شركاء

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية