الأحد، 2 سبتمبر 2012
هل سيصمد حزب نصرالله بعد سقوط بشار الأسد
12:28 م
اضف تعليق
أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" في مقال لها إلى إن "الحكومة السورية حاولت مراراً نقل الأزمة التي تعيشها حالياً إلى لبنان، ولكنها فشلت في التسبب في انفجار حقيقي من شأنه أن يشعل جذوة الحرب الأهلية اللبنانية من جديد. ولكنها نجحت على الرغم من ذلك في إثارة القليل من أحداث العنف التي وضعت البلاد على شفار الانهيار خلال السبعة عشر شهراً الماضية".
ولفتت الصحيفة إلى ان "جماعة حزب الله"، التي كانت منذ فترة طويلة وكيل الحكومة السورية في لبنان، فقدت قدراً من قوتها في كفاحها بين حماية أصولها ومصالحها وحماية النظام المتداعي في سوريا المجاورة، إذ يبدو أن الجيش اللبناني حصل أخيراً على غطاء سياسي من الرئيس ميشيل سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي لمواجهة حزب الله وحلفائه ووضع حد للعنف"، مشيرة إلى ان "هذه الخطوة تحمل في طياتها دلالات سياسية هامة، حيث إنها تعني أن الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء لم تعد لديهما الرغبة في تعريض استقرار بلدهما للخطر من خلال منح حزب الله الغطاء الكامل على غرار ما كانا يفعلان عندما جاءت حكومة لبنانية يهيمن عليها "حزب الله" إلى السلطة.
ورات الصحيفة ان "سوريا تفقد نفوذها في لبنان نتيجة لأن جماعة حزب الله لم تعد تمارس المستوى نفسه من الهيمنة والنفوذ على مؤسسات الدولة كسابق عهدها، فقد بات الشارع العربي ينظر الآن إلى حزب الله بوصفه حليفاً لديكتاتور يقتل شعبه، وهو ما يكلفه خسارة شعبيته الإقليمية والدعم والتأييد الذي يتمتع به في الداخل"، مشيرة إلى ان "حزب الله لا يستطيع تحمل مثل هذه الخسارة نظراً لأن الانتخابات البرلمانية ستعقد في لبنان في العام القادم، ولذا فإن الجماعة اللبنانية تفضل عدم المخاطرة والمجازفة، كما إنها ستسعى للقيام بكل ما في وسعها للحفاظ على نفوذها داخل لبنان".
وأضافت: "تراجع نفوذ حزب الله بدأ منذ اعتقال وزير الإعلام اللبناني السابق ميشال سماحة في 9 آب الجاري بتهم تتعلق بالتدبير لسلسلة من التفجيرات تستهدف شمال لبنان، واتهمته السلطات هو ورئيس الأمن القومي اللواء علي مملوك بالتخطيط لهجمات إرهابية واغتيال عدد من الشخصيات السياسية والدينية في لبنان، ورغم أن حلفاء سوريا في لبنان لم يهبوا للدفاع عن سماحة، خرجت مظاهرات في شوارع لبنان بعد بضعة أيام بينما بدأت عمليات خطف عشوائي للسوريين".
واشارت الصحيفة إلى ان "الرئيس بشار الأسد قد لا يدرك أن أيامه باتت معدودة، ولكن حزب الله يعلم ذلك بالتأكيد، ومع ذلك، لن تغير الجماعة موقفها إزاء سوريا كما فعلت حركة المقاومة الفلسطينية حماس نظراً لأن ذلك قد يكبدها خسارة منافذ وخطوط الدعم الإيراني"، لافتة إلى انه "من مصلحة حزب الله الحد من أعمال العنف في لبنان، ولكن بقاء الأسد في السلطة يزيد من خطر اندلاع التوترات الطائفية هناك
0 comments:
إرسال تعليق