أتت اطلالة الامين العام لـ"حزب الله" في الساعة التي تلت مغادرة البابا بينيديكتوس السادس عشر ارض لبنان متعجلة بعض الشيء كأنه اراد ان يستعيد شيئا من البريق الذي استقطبه البابا والوحدة التي احاطت به لبنانيا، وكأنه اراد ايضا ان يقول لمن هم في اعلى السلطة ان في لبنان مرشدا اعلى على غرار ايران، واللياقات لا تلغي حقيقة ان الارض في لبنان يملكها من يملك القوة على الارض. وعلى رغم استعجال نصرالله الخروج على الاعلام وان في قضية كبيرة ومحقة فإننا ايدنا موقفه في ما يتعلق بالفيلم المسيء للاسلام، ومدى خطورته. الحال اننا لم نكن ننتظر نصرالله لكي نرى في هذا الفيلم المقيت عملا تخريبيا كبيرا في حق مئات الملايين من اهل هذه الكرة الارضية، في عقيدتهم، وفي دينهم. وحسنا فعل سيد حسن نصرالله في الدعوة الى تظاهرات حضارية احتجاجا على الفيلم. وبالفعل كانت التظاهرة الاولى في الضاحية حضارية سلمية لا غبار عليها، خصوصا اذا ما قارناها بالفاجعة التي حصلت في بنغازي، او بالتظاهرات السخيفة في القاهرة، او الخرطوم، او صنعاء او حتى طرابلس. ولكن بصرف النظر عن الجانب الاحتجاجي المحق - وكنا وددنا لو دعانا نصرالله نحن اللبنانيين الى ملاقاته في التظاهرة لنضم غضبنا على الاعتداء السافر الذي شكله الفيلم على كل مسلم في العالم، وعلى كل مؤمن الى اي ديانة او مذهب انتمى - بصرف نظر عما تقدم ندرك ان "حزب الله" بتنظيمه هذا النوع من التظاهرات في هذه المرحلة له اهداف جانبية لا تخفى على احد: فهو يريد تذكير بقية اللبنانيين بقوته الجماهيرية. ويريد التأكيد ان المتغيرات في منطقة ولا سيما في سوريا لم تضعف من قوة "حزب الله" وقدرته على حشد جماهير تمثل خزانا شعبيا واحتياطي مقاتلين في حال طرأ شيء ما دراماتيكي على المعادلة المشرقية. ان التظاهرات من ناحية اخرى هي تذكير بأن ايران تملك قاعدة متقدمة في المشرق العربي على شاطئ البحر المتوسط وعلى حدود اسرائيل، وان القاعدة قطعة من ارض ايران حيث لا ينفك مسؤولوها يعلنون المرة تلو الاخرى تبعية لبنان (عبر "حزب الله") لقرارهم واستراتيجيتهم. ومن ناحية اخرى تشكل هذه التظاهرات عملا استنفاريا ضروريا للقواعد الشعبية التي بدت عليها في المدة الاخيرة علامات التعب من ادارة الحزب لأمورهم الحياتية، ولا سيما ان الفساد تغلغل الى قلب الحزب. لقد احسن نصرالله بالدعوة الى التظاهرات دفاعا عن كرامة الإسلام، لا سيما ان حرية التعبير المكفولة في الدستور الاميركي لا تعطي الحق في الاعتداء على الاديان والمعتقدات، في الوقت الذي يعتبر الفكر النازي مدانا وملاحقا بالقانون. من هنا ضرورة ان تقوم الادارة الاميركية بعمل ما وحاسم. ولكن "حزب الله" ارتكب معصية كبيرة عندما رفع صور بشار الأسد قاتل الاطفال في سوريا وشعارات مؤيدة للنظام هناك: ما هكذا يُدافع عن النبي وكرامة المسلمين يا سيد حسن! المصدر : النهار
الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012
قاتل الأطفال في تظاهرة النبي!
أتت اطلالة الامين العام لـ"حزب الله" في الساعة التي تلت مغادرة البابا بينيديكتوس السادس عشر ارض لبنان متعجلة بعض الشيء كأنه اراد ان يستعيد شيئا من البريق الذي استقطبه البابا والوحدة التي احاطت به لبنانيا، وكأنه اراد ايضا ان يقول لمن هم في اعلى السلطة ان في لبنان مرشدا اعلى على غرار ايران، واللياقات لا تلغي حقيقة ان الارض في لبنان يملكها من يملك القوة على الارض. وعلى رغم استعجال نصرالله الخروج على الاعلام وان في قضية كبيرة ومحقة فإننا ايدنا موقفه في ما يتعلق بالفيلم المسيء للاسلام، ومدى خطورته. الحال اننا لم نكن ننتظر نصرالله لكي نرى في هذا الفيلم المقيت عملا تخريبيا كبيرا في حق مئات الملايين من اهل هذه الكرة الارضية، في عقيدتهم، وفي دينهم. وحسنا فعل سيد حسن نصرالله في الدعوة الى تظاهرات حضارية احتجاجا على الفيلم. وبالفعل كانت التظاهرة الاولى في الضاحية حضارية سلمية لا غبار عليها، خصوصا اذا ما قارناها بالفاجعة التي حصلت في بنغازي، او بالتظاهرات السخيفة في القاهرة، او الخرطوم، او صنعاء او حتى طرابلس. ولكن بصرف النظر عن الجانب الاحتجاجي المحق - وكنا وددنا لو دعانا نصرالله نحن اللبنانيين الى ملاقاته في التظاهرة لنضم غضبنا على الاعتداء السافر الذي شكله الفيلم على كل مسلم في العالم، وعلى كل مؤمن الى اي ديانة او مذهب انتمى - بصرف نظر عما تقدم ندرك ان "حزب الله" بتنظيمه هذا النوع من التظاهرات في هذه المرحلة له اهداف جانبية لا تخفى على احد: فهو يريد تذكير بقية اللبنانيين بقوته الجماهيرية. ويريد التأكيد ان المتغيرات في منطقة ولا سيما في سوريا لم تضعف من قوة "حزب الله" وقدرته على حشد جماهير تمثل خزانا شعبيا واحتياطي مقاتلين في حال طرأ شيء ما دراماتيكي على المعادلة المشرقية. ان التظاهرات من ناحية اخرى هي تذكير بأن ايران تملك قاعدة متقدمة في المشرق العربي على شاطئ البحر المتوسط وعلى حدود اسرائيل، وان القاعدة قطعة من ارض ايران حيث لا ينفك مسؤولوها يعلنون المرة تلو الاخرى تبعية لبنان (عبر "حزب الله") لقرارهم واستراتيجيتهم. ومن ناحية اخرى تشكل هذه التظاهرات عملا استنفاريا ضروريا للقواعد الشعبية التي بدت عليها في المدة الاخيرة علامات التعب من ادارة الحزب لأمورهم الحياتية، ولا سيما ان الفساد تغلغل الى قلب الحزب. لقد احسن نصرالله بالدعوة الى التظاهرات دفاعا عن كرامة الإسلام، لا سيما ان حرية التعبير المكفولة في الدستور الاميركي لا تعطي الحق في الاعتداء على الاديان والمعتقدات، في الوقت الذي يعتبر الفكر النازي مدانا وملاحقا بالقانون. من هنا ضرورة ان تقوم الادارة الاميركية بعمل ما وحاسم. ولكن "حزب الله" ارتكب معصية كبيرة عندما رفع صور بشار الأسد قاتل الاطفال في سوريا وشعارات مؤيدة للنظام هناك: ما هكذا يُدافع عن النبي وكرامة المسلمين يا سيد حسن! المصدر : النهار
0 comments:
إرسال تعليق