الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

"اللي اختشوا ماتوا"

بقلم ايلي فواز

تذكرت عند سماع خبر تورط شقيق النائب فنيش في قضية تزوير الأدوية، اتهام حسن نصرالله للولايات المتحدة الأميركية في إحدى إطلالاته الغاضبة، بصرف مليارات الدولارات من أجل تشويه صورة حزب الله. وتساءلت عن أية صورة تُراه يتحدث؟ وعن أية صورة يمكنه، بالرغم من براعته الكلامية، الدفاع بعد اليوم؟

فهل بالإمكان بعدُ التعمية عن هذا الكم الهائل من الفساد وتجييره لحساب مقاومة إسرائيل أو محاربة الإمبريالية الأميركية؟ وهل يمكن بعد اليوم تجاهل سرقة أموال الناس العاديين جداً من قبل رجل أعمال حزب الله صلاح عز الدين (واستطراداً أين اصبحت قضيته؟)، أو تبييض الأموال الوسخة عبر بعض البنوك اللبنانية لا سيما البنك اللبناني الكندي، أو صناعة الكبتاغون من قبل شقيق نائب آخر في حزب الله، أو سرقة الأموال العامة كأموال مرفأ بيروت والتي يقدرها البعض بمليارات الدولارات؟ هل كل تلك الأفعال يمكن ان يبررها وجود إسرائيل أو شعار محاربة الإمبريالية؟

فالصورة الوحيدة الراسخة في ذهن الناس، ومن دون مجهود أميركي يذكر، هي وجود اعضاء مطلوبين للعدالة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لدى هذا الحزب، ومطلوبين أيضاً للعدالة المحلية في محاولة اغتيال النائب بطرس حرب. الصورة الوحيدة الراسخة في ذهن العامة، هي أن هذا الحزب يجاهد في سوريا من أجل بشار الأسد، ويرتكب معه ما يرتكب من جرائم شنيعة. 

الصورة الوحيدة الراسخة في ذهن الناس هي تلك التي تعكس الاهتراء الداخلي للحزب على وقع اكتشاف شبكات التجسس الإسرائيلية التي خرقت جسمه المترهل. 

الصورة الوحيدة الراسخة في ذهن الناس هي مدى الضرر الذي تسبب به الحزب بمصالح اللبنانيين جراء انكشاف خلاياه النائمة من مصر إلى أذربيجان وصولاً الى الإمارات. الصورة الوحيدة الباقية هي صورة قطّاع الطرق وحارقي الإطارات وشبيحة 7 ايار.

الصورة الوحيدة الراسخة هي صورة القمصان السود الذين ينتقلون من بيروت إلى الشمال ثم إلى صيدا وحيث تدعو الحاجة، لترهيب الناس أو إسقاط الحكومات أو الانقلاب على نتائج الانتخابات النيابية.

ومن يعرف كم من أسرار نائمة وفضائح غير معلنة قد تطال الحزب وتنتظر أن تبصر النور؟ ومع كل هذا السجل الحافل بالفساد والعمالة والإجرام يطل الأمين العام لحزب الله ليغشي بصر البعض بإسرائيل الحاضرة أبداً في كل نقاشاته السياسية العقيمة وفشله على الصعيد الاجتماعي والاخلاقي والثقافي. نعم بعد كل هذا السجل الحافل يمنّن أمين عام حزب الله جماعة "العملاء" في 14 آذار بقبوله محاورتهم على أساس أنه كرم أخلاق منه. من كانت حاله هكذا يتواضع، ولا يماري النفس بخدع واهية قد تقضي على ما تبقى من سلمنا الأهلي واقتصادنا الوطني ونسيجنا الاجتماعي وعيشنا المشترك الذي يتفكك مع كل إطلالة للسيد. 

ولكن صحيح "اللي اختشوا ماتوا"

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية