السبت، 9 أبريل 2011

حزب الله" في مرحلة ضعف وإرباك


وسط تصاعد الخطابات النارية بين فريقي "14 آذار" و"8 آذار" بقيادة "حزب الله" والمراوحة التي يمنى بها مسار تأليف الحكومة بعد أن كلف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، لفت الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي إلى أن "التخوين يأتي من جهة حزب الله فقط، فالحزب الذي يتقن هذا الفن منذ سنوات على اعتبار أنه يضع العناوين في الواجهة لينقض على أخصامه السياسيين الا أن هذه الوسيلة باتت مكشوفة وغير مجدية لأنها تتواجه وحقائق تغير الواقع أو الافتراض الذي يتحدث عنه حزب الله".

الزغبي وفي حديث خاص لموقع 14 آذار، اعتبر أن "حزب الله كشف أوراقه بشكل سافر ووأضح في الآونة بأنه ذراع للمشروع الإيراني على ساحل المتوسط وتحديداً لبنان لأن حزب الله لم يخرج عن صمته ولم يرد بشكل قاس من خلال بيان تهديدي شديد اللهجة على الرئيس الحريري إلا حين تناول الأخير التدخل الإيراني في الشؤون العربية وخاصة لبنان والبحرين والكويت وكل ما يقال عن عناوين أخرى كالمقاومة والتصدي لإسرائيل مجرد شعارات تخفي ورائها المشروع الإيراني الذي يلتزم حزب الله تنفيذه".

هذا ورأى الزغبي أن "حزب الله الآن في حالة ارباك شديد ليس فقط بسبب صمود قوى 14 آذار منذ شهرين ونصف وتزايد الثقة الشعبية بسياستها بل بسبب ضعف جناحيه السوري والإيراني لأن الأول في وضع دقيق ومرتبك ومنصرف إلى شؤونه الداخلية والثاني بات يسجل تراجعات حادة وواضحة في الأوراق التي جناها واكتسبها في السنوات الماضية خصوصاً في العراق ولبنان والخليج العربي وتركيا الدولة الأهم على اعتبار أن إيران تخسر شريكاً حاولت توظيفه بشكل أو بآخر في تغلغها في الشرق الأوسط وخيارات أنقرة باتت مختلفة عن المرحلة السابقة فهي تحاول إنقاذ النظام السوري شرط انفصاله عن إيران إضافة إلى أنها تمدّ يد المساعدة إلى الشعوب العربية التي انتفضت على أنظمتها".

الزغبي وإذ أشار إلى "خسارة إيران وتراجعها على مستويات عدة"، شدد على "التراجع الأخطر التي تمنى به إيران والمتمثل بخسارتها لشريكها العميق في الاستراتيجية أي للنظام السوري الذي بدأ يتخذ مواقف مغايرة ومناقضة لموقفها وتحديداً فيما خص البحرين والقضايا العربية"، مشيراً إلى أن "حزب الله بات عالقاً بين إحباط سوري وتراجع إيراني ما يجعله يشعر بهذه الورطة ويخرج عن صمته وتريثه الذي كان يعتمده منذ أشهر ليشنّ حرباً شعواء على الحريري، وكلامه دليل ضعف وارتباك وليس قوة، فحزب الله في مرحلة دقيقة وعليه إعادة حساباته ليستطيع الاستمرار أقله كحالة سياسية في لبنان".

دعوة جنبلاط للحوار صرخة في واد عميق وبحث عن تموضع جديد

أما حول كلام رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط الذي دعا الى الحوار كحل وحيد مشدداً على الابتعاد عن سياسة المحاور، قال الزغبي أن "جنبلاط كما الجميع يعلمون أن فرص الحوار معدومة وهي نظرية غير قابلة للترجمة في المرحلة الحالية بسبب مكابرة حزب الله في التسليم بضرورة وضع سلاحه بشكل جدي على طاولة الحوار إضافة إلى محاولة تملصه من المحكمة الدولية فأي حوار سينجح طالما أن حزب الله يتهرب من طرح موضوعين أساسيين لذلك فإن دعوة وليد جنبلاط في هذا الإطار تبدو كأنها صرخة في واد عميق".

ولاأى أن "جنبلاط يدعو إلى الحوار لأنه لا يملك أية وسيلة أخرى من وسائل التموضع، هو كان متموضعاً بشكل أساسي في 14 آذار وخرج منها ليتركز في الوسط فوجد نفسه عالقاً في براثن 8 آذار وسوريا وهو يشعر الآن بارتباك سوريا و8 آذار ما يجبره على البحث عن تموضع جديد عله يحن الى السابق ولكنه لا يجرؤ الآن لاتخاذ مثل هذه الخطوة في ظل غموض وضعي إيران وسوريا".

تلويح ميقاتي بورقة الاعتذار الثمينة يربك "حزب الله" أكثر

هذا وعلق الزغبي على المشهد الحكومي وموقع قوى "8 آذار" بعد تنفيذهم الانقلاب، فقال أن "أسوأ ما تعرض له فريق 8 آذار هو عجزه عن التوافق والالتقاء على فكرة أو مشروع واحد وحالة هذا الفريق مرتبطة بشكل أساسي بالمرجعية السورية التي ستضعف 8 آذار طالما هي معطلة إذ أن ميقاتي يملك ورقة ثمينة في وجه حزب الله و8 آذار هي ورقة الاعتذار، والتلويح بهذه الورقة سيزيد من إرباك حزب الله لأن الأخير لن يستطيع تأمين أكثرية جديدة لأي مرشح".

وأضاف: "ميقاتي يستشعر اليوم أنه في وضع أفضل بعدما استحوذ على غطاء من اجتماع دار الفتوى وبات أكثر قدرة على مواجهة طلبات 8 آذار وهذا ما سيؤدي حكماً إلى إطالة عمر ولادة الحكومة علماً أنه ليس في الأفق ما يشير لقرب إبصارها النور بالشروط المطروحة سواء بموقف رئيس الجمهورية أو المكلف أو الفريق المشكل لهذه الحكومة فكل يوم يمر يكشف عن زيف تجمع 8 آذار وهشاشته ويضعف ورقته السياسية والوطنية لأنه غير مبني على أهداف واضحة ومحسومة بل فقط على مشروع الانقلاب والانقضاض على السلطة دون أي تصور بديل للحكم".

الزغبي الذي اعتبر أن "أطراف 8 آذار مصعوقون أمام هول النتائج"، لفت إلى أن "الانتصار الذي يدعون تحقيقه كان عبئاً عليهم بسبب فقدانهم لمشروع أو خطة واضحة ما يجعلهم بحاجة للانقاذ، فحزب الله بحاجة لانقاذه من سلاحه وسوريا منشغلة بذاتها و÷يران بتراجعاتها العربية وها إن حزب الله متروك إلى قدره لذلك فعليه عدم الذهاب بعيداً في المكابرة على طريقة الرد التي يستعملها ضد 14 آذار".

تركيز اهتمام ميقاتي اليوم هو على مصيره السياسي المستقبلي أكثر من الحكومة

أما حول تحرك ميقاتي باستعمال ورقة الاعتذار، فقال الزغبي: "لا أتوقع أن يلجأ ميقاتي الى الاعتذار في المدى القريب لأن الاعتذار ورقة للتهويل بوجه 8 آذار وليست للتنفيذ لأنه يتمسك بتكليفه لرئاسة الحكومة وهو يركز اليوم اهتمامه على مصيره السياسي في طرابلس بعد سنتين وعلى امكانية الحفاظ على اسمه أكثر مما يركز على الاسراع في تشكيل الحكومة".

بري يحاول أن يجد لنفسه مخرجا ويثبت وهن وضعف "8 آذار"

وعن موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي نعى فيه قوى "8 آذار" واصفاً حالة الفريق بالمؤلمة، اعتبر الزغبي أن "كلام بري ليس إلا دليل على مدى الوهن والضعف الذي يعصف بـ8 آذار"، لافتاً الى أنه "يؤسس لنفسه مخرجاً ما بعد أن استشعر اتجاه حزب الله إلى مزيد من الضعف والنظام السوري إلى تغير جذري وتراجع الأداء الايراني، فكلام بري عن جبهة وطنية ضمنها جنبلاط وكل من ليس في 14 آذار غير صحيح لأن قصد بري تمحور من جديد في الوسط السياسي".

الحوادث الأمنية حروب بديلة يشنها "حزب الله" لتغيير مجرى الأمور وتحويل الإهتمامات

وفيما خص الأحداث الأمنية التي يتخبط بها لبنان في الفترة الأخيرة، رأى الزغبي أن "حوادث سجن رومية وخطف الأستونيين وتفجير كنيسة السيدة في زحلة وكل برامج التحرك في الأيام القليلة الماضية ليست إلا حروب بديلة وعمليات إلهاء يشنها "حزب الله" وحلفائه ليغير موقع الاهتمامات إلى أمور فرعية أخرى لتغيير مجرى الأمور نظراً للمجرى السياسي الذي يضيّق الخناق على "حزب الله".

كلام قاسم مردود عليه وعلى حلفائه.. والدليل البحرين وساحل العاج

هذا وتطرق الى كلام نائب أمين عام "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم الذي لفت في احتفال ديني أن مشروع "14 آذار" هو العبور بالدولة وليس إلى الدولة معتبراً أن السلاح صدر من "14 آذار"، أكد الزغبي أن "كلام قاسم ينطبق على حزب الله الذي أخذ الدولة بسلاحه ودمرها في حرب تموز من العام 2006 كما ضرب الأسس الديمقراطية لهذه الدولة التي لا تبنى بقرارغير شرعي وباستنساب المواقف السياسية كما حصل في قضيتين رئيسيتين اتخذ فيهما حزب الله وبري مواقف مناقضة للشرعية وللدولة أي في ساحل العاج والبحرين حيث دفعت الجالية اللبنانية ثمن تدخلهما في شؤون البلاد الداخلية". وأضاف: "هذان الخطآن الخارجان عن الشرعية يؤكدان أن ما قاله قاسم يرتد عليه وعلى فريقه السياسي قبل سواه".

النظام السوري الى زوال سواء بالثورة أو بالاصلاحات

وختم الزغبي حديثه متطرقاً إلى الاحتجاجات التي شهدتها سوريا والتي حاول الرئيس الأسد إيقافها بإعلانه عن بعض الإصلاحات، فرأى أن "سوريا دخلت خطأً غير مرتد فالرئيس السوري بات أمام خيارين إما الإلتزام بإصلاحات فعلية حقيقية سياسية تؤكد الحريات والديمقراطية وتغير النظام المعروف منذ 40 عاماً سلمياً عبر انتخابات ديمقراطية قد تأتي بغير الأسد وإلا فإن الثورة والانتفاضات ستكون لهم بالمرصاد ومن الأفضل أن يتم تصفية النظام الحاكم بشكل سلمي على اعتبار أنه سيتغير سواء بالاصلاحات أو عبر الثورة.


باتريسيا متى

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية