الأربعاء، 4 مايو 2011

إصلاحات ،دبابات ،لقمع مظاهرات ،،، ثورة ربيع سورية...!!


من الواضح جدا بان مظاهرات "جمعة الغضب السورية"، قد وضعت النظام السوري إمام تحدي جديد بالرغم من استخدامه لكل الوسائل العسكرية والأمنية المتاحة لديه في قمع شعبه،حتى محاصرة درعا والمدن الأخرى بالدبابات وقصفها بالمدفعية الثقيلة ،لكون النظام اتخذ قراره النهائي بقمع وسحق المتظاهرين المطالبين بالحرية والعدالة الاجتماعية بقوة السلاح .

النظام السوري الذي يحاول استنساخ المشهد الليبي من خلال عسكرة المشهد السياسي السوري، وقمع المتظاهرين بالحديد والنار من خلال مشهد درعا الذي يحاول إيهام العالم كله بأنه يتصدى للإرهاب، ويشن حربه ضد إرهاب جديد ومنظم يستهدف سورية وأمنها. مشهد سريالي غريب سيطر على الحياة السورية العامة الدبابات تقتحم درعا وتمر على بعد أمطارا من منطقة الجولان المحتلة، ليس لمقاتلة العدو الصهيوني ، وإنما لقمع الشعب . سورية تقمع شعبها بقوة الجيش العربي السوري بالوقت التي تعتبر جبهة الجولان مع العدو الإسرائيلي أمنة وهادئة.

النظام أراد قمع الانتفاضة الداخلية السورية ،بأية وسيلة كانت وبأي ثمن ممكن،كانت درعا،هي المدينة التي أراد النظام من خلالها إرسال رسالة إلى الداخل السوري: بان مصير التظاهر والاحتجاج سوف يكون مصيره كما هو الحال في درعا. النظام السوري يحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء عندما ارتكب خطاء شنيع بحق شعب "حماة "عام 1982من خلال مجزرة دموية تحت حجة وقحة بأنه قمع تمرد "لحركة الإخوان المسلمين"في سورية ، وكأن هذا النظام العفن لا يستفيد من التجارب الماضية ،واخذ العبر من التاريخ، لقد استطاع سابقا أن يفصل "حماة "عن باقي المدن والقرى السورية ويرتكب جريمته الشنيعة فيها. إما اليوم الوقت اختلف بان يفصل درعا ،أو بانياس عن باقي الواقع السوري الثائر ضد النظام وأجهزته القمعية، من خلال فبركات إعلامية تقوم على :

1-"اعترافات وهمية لأشخاص يهددهم النظام أو يجبرهم على الكلام، بأنهم من حركات تخربيه ، تكفيرية ".

2- "تسجيل أفلام مصورة وبثها من خلال شاشات إعلام النظام"أو "كتابة مقالات إنشائية وتوزيعها على الوسائل المكتوبة التي يشرف عليها النظام ومخابراته لتبجل النظام والحالة التي يعيشها الشعب السوري".

3-" من مدافعي النظام الذين يعتلون المنابر الإعلامية ويستبسلون في الدفاع عن انجازات النظام الذي حققها.

لن يستطيع النظام كسر إرادة الشعب السوري الذي حرم حريته ورأيه طوال 40 عاما من سيطرت الأجهزة المخابراتية وحزب السلطة والشبيحة القابعة على صدور الشعب السوري.

الشعب السوري كسر القيد وحاجز الخوف من خلال حراكه الشعبي الذي بداء يعم كافة المدن السورية ونواحيها، لن يتراجع إمام دبابات هذا النظام مهما ارتفعت نسبة القتلى والجرحى والمعتقلين،فالشعب السوري في "جمعة الغضب" تحدى النظام ونزل على الشوارع ، بالرغم من كل إمكانيات النظام العسكرية والأمنية والتخوفية، التي حاول استخدامها بوجه الشعب لمنعه وقمعه، من النزول والتظاهر،إلا أن الشعب السوري اثبت شجعته وقوة عزم إرادته على المواجه .

إن خروج الشعب السوري إلى الشوارع كان التحدي الأكبر للنظام ،لان الشعب الذي أصبح قائد التغير للحياة السورية ،أراد في "جمعة الغضب" أن يرسل رسالة للنظام السوري والأجهزة الأمنية التي تتحكم بمصير سورية:

1-الشعب السوري واحد،مهما ارتفع صوت النظام عاليا من خلال التهديد بالخطر الطائفي ،هذا الشعب يتظاهر ضد النظام ويناصر درعا المحاصرة .

2- الشعب لا يثق بالقيادة السورية والحكومة المركبة الفاقدة للشرعية،التي تقود إصلاحات كرتونية،انتهى مفعولها عندما اجتاحت الدبابات المدن وتحصر أهلها.

3-الإصلاحات هي كذبة حكومية حاولت الدولة امتصاص نقمة الشارع الغاضب،قانون الطوارئ علق ،ومازالت سورية ترزح تحته

4-رسالة مباشرة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، بان رصيدك نفذ ولم يعد باستطاعتك استلام رسائل حتى من المقربون .

من الواضح جدا بان تظاهرات "الجمعة العظيمة" تميزت هذه المرةعن باقي التظاهرات والاحتجاجات بتنظيمها وترتيبها "لقد ظهرت في التظاهرات أللفتات المكتوبة". لقد شاهدنا تظاهرات النساء التي خرجن صامتات في شوارع دمشق ،وهن بدورهن ينفون أكاذيب النظام بأنهم سلفيون أو تكفيريون،الاختراق الكامل لمواقع رسمية بث عليها دعوات للمشاركة "بجمعة الغضب" وهذه الحالة الجديدة التي بتنا نرها في المظاهرات ماهية ألا نقلة نوعية جديدة في تنظيم العمل التظاهري ".

بالرغم من الضغط الشديد الذي يمارسه النظام على المحتجين وعلى وسائل الإعلام الغير حكومية ، ومنعها من المشاركة في تغطيت الإحداث وممارسة النظام للتعتيم الإعلامي،لكن الصور والإخبار تخرج سريعا من سورية ، لتعبر بنفسها عن حالة الشارع السوري الذي يسعى إلى التغير الايجابي من خلال رفع شعار جامع لكل القوى المشاركة في الشارع" الشعب يريد تغير النظام "، المشكلة لم تعد محصورة بشخص الرئيس الأسد ،لأنها ليست مشكلة شخصية وإنما بطبيعة النظام الهرم العفن ، المتربع على عرش سورية، ويغذي الفساد والقمع .

النظام السوري يزيد تدرجيا بالإجرام في قتل الشعب والمتظاهرين من اجل الدفاع المستميت عن امتيازات الأشخاص الموجدين في السلطة، هذه الأجهزة لا ترهبها الموت الجماعي والتنكيل بالمواطنين ،لا ترهبهم لغة الاحتجاج، والاعتراض والحوار، وإنما تردعهم فقط لغة القتل والقمع التي نشوا عليها وتربوا في ظلها ،كما هو الحال مع كتائب ألقذافي في ليبيا ،لان النظام القمعي في سوريا أو إي دولة شمولية أخرى شبيه جدا ،لقد ربوا عصابات،شبيحة،تصفق وتصفر للنظام تعودا على الفوضى الخلاقة والقتل والسرقة ،فكيف يمكنهم إن يعيشوا في دولة القانون والعدالة الاجتماعية، شريحة اجتماعية واسعة من أزلام النظام نمت بسرعة كما ينمى الفطر في الطبيعية .

بعد درعا وبانياس، وقمع المتظاهرين ،وحالة القتل الجماعي الذي يمارسه النظام بحق أبناء شعبه المحتجين والمعترضين ، لم يعد يستطيع النظام السوري تسويق نفسه عالميا ومحليا ، لان الإعلام الشمولي غير قادر على أخفى صور الجرائم المرتكبة بحق الشعب ، بظل انتشار وسائل الاتصال الاجتماعي المنتشرة في كافة إنحاء سورية.

لم يعد يستطيع النظام السوري من إقناع المجتمع الدولي والعالم كله ،بأهمية وجوده بظل بما يجري في سورية من ارتكاب جرائم بشعة بحق شعب اعزل لا يستطيع الدفاع عن نفسه أمام آلة الموت المخابراتية الرسمية ،لذا أصبحنا نرى يوميا ارتفاع وتيرة الضغط على النظام السوري بالرغم من محاولته المتكررة باعطى النظام فرصة جديدة لتطبيق إصلاحات كاملة وعد بتطبيقها، علها ترضي الشعب السوري المنتفض .

لكن التململ لم يختفي أبدا عن لسان ووجهه الأصدقاء الذين أضحوا يحسون بان النظام السوري بداء يكذب ويتهرب من الوعود الذي قطعها على نفسه إمامهم ،هذا "الطيب رجب اردوغان" يوجه إنذارات لسورية من خلال تصريه الذي يقول:بان لا يريد حماة ثانية في سورية "، وذاك وزير خارجية فرنسا "ألن جوبيه"، الذي يحاول وضع اسم الرئيس الأسد على ألائحة الدولية الذي يفرض عليها الحصار الاقتصادي ".

هذا لا يعني أبدا بأنه هناك سكوت غربي على ما يجري في سورية من خلال الموقف الأمريكي الذي بداء يعلو نبراته يوما بعد يوم،كما كان الموقف الدولي إبان حالة ليبيا ،فالموقف العربي الذي تمثل بالإمارات العربية جاء ليؤكد للجميع بان العرب قد فعلوا ما استطاعوا فعله للنظام السوري ، لكن الأسد لم يتجاوب مع العرض العربي المتمثل بالإمارات العربية.

من الواضح جدا بان الوضع السوري يتجه نحو التأزم،فالمظاهرات اليومية التي باتت تخرج إلى الشوارع تؤكد بأنه لا عودة عن ورقة الشارع ،بسبب بطش النظام وأجهزته الأمنية ، لقد بتن اليوم أمام مزيد من الاتساع لمظاهر الاحتجاج اليوم والتي أنضمت مؤخرا مدينة "حلب" إلى رقعة التظاهرات. "حلب"، العاصمة الثانية لسورية والعاصمة الاقتصادية ،"حلب"ذات القوة البشرية والمالية الكبيرة التي لها الانعكاس الايجابي للمتظاهرين الذين أصبحوا يعتبرون بأنه لا عودة عن الشارع بظل قمع البعث لشعبه، التحدي الكبير هو الذي أصبح عنوان المرحلة القادمة للتظاهر،من خلال معادلة تقوم على :الشعب أم النظام وأجهزته القمعية ،ففي سياق التاريخ العالمي كله العالم لم يعرف أبدا بان نظام تحدى شعبه ...

أمام هذه حالة الهلع التي يعمل النظام السوري على رسمها في المجتمع السوري،ويحاول تسويقها على المستوى الداخلي والخارجي من خلال بطشه وإجرام أجهزته المخابراتية، نحن إذا إمام سيناريو ليبي جديد في سورية ،يقود إلى ادخل قوة كبرى في محولة لقمع هذا النظام المستبد في قمع وتنكيل شعبه الأعزل،لان هذا النظام مثل "الراصور لا يفهم إلا لغة الضغط إي القوة المتبادلة كما هو متعارف عليه بقانون نيوتن الفعل وردة الفعل .

الجمعة القادمة التي بتنا جميعا ننتظرها ،هي التي سوف تفرج عن المشهد السوري الشعبي من خلال حراكه المتسع والمنتشر في بقاع القطر، فالمظاهرات وحركة إدارة الاحتجاجات هي التي بدورها سوف تضع النظام البائد في سورية في خانة الزاوية ،لعدم قدرته في التعامل مع حالة التظاهر،التي أصبحت الفزاعة الفعلية له، هي التي تخيفه وترهبه وترفع الغطاء الشرعي عنه إمام العالم كله


د.خالد ممدوح العزي


0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية