حسـام عبسـي
على خلاف ما ذكرته صحف أميركية عن نزوح كثيف لأهالي الجولان السوري المحرّر (لا الجزء المحتلّ) باتجاه إسرائيل، فإنّ نزوح هؤلاء تمّ باتجاه الداخل السوري، إذ إن الشريط الشائك وحقول الألغام لا تزال صامدة هناك تفصل بين اسرائيل وسوريا.
وفي حين يثير الخبر الأميركي سبقاً صحفياً، فإنه يحمل كذلك تشويهاً لسمعة الثوار السوريين. وما يبطل ويكذّب تلك الأخبار تصريحات قادة الجيش الإسرائيلي منذ أول حراك عسكري للثوار السوريين في الجولان، بأن الجيش الاسرائيلي سيقيم جداراً إسمنتياً في مواجهة القرى السورية التي حررها الثوار من يد نظام بشار الأسد. كما أن الجيش الإسرائيلي كثّف دورياته التي تقوم بحراسة الشريط الحدودي، وأقام أبنية جديدة وسواتر ترابية في مراصده، ولأول مرة منذ اربعين سنة تُشاهد دبابات الميركافا في المنطقة.
أما ما تداولته بعض المواقع الإلكترونية عن وفاة جريح من "الجيش السوري الحر" داخل الأراضي المحتلّة، فإن المعلومات الواردة من أشخاص قادمين من القنيطرة، تفيد أن سبعة شبان مدنيين مصابين بقصف قوات الأسد الأول لبلدة جبّاتا، كانوا مختبئين في الأحراش المحاذية للشريط الشائك، وهناك قامت قوات العدو الإسرائيلي باعتقالهم وتسليمهم الى قوات اليونيفيل، التي سلّمتهم بعد ساعات إلى فرع سعسع التابع للمخابرات السورية.
فضيحة ثانية لنظام الأسد "المقاوم"، تمثّلت في عدم اعتراضه على اي من الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق محافظة القنيطرة، والتي بدأها الطيران الاسرائيلي منذ بدء العمليات العسكرية. إذ سُجّل اكثر من مئة خرق اسرائيلي، ولم يسجّل أي رد فعل من المضادات الجوية وأنظمة الدفاع الجوي السورية المنتشرة في القنيطرة.
وتشير معلومات أخرى إلى أن "تعاون الأسد وإسرائيل" بلغ أوجّه في التنسيق العسكري ضد "الجيش السوري الحر"، إذ إنّ القنابل الضوئية الاسرائيلية كانت تنير الدرب أمام قوات الأسد لملاحقة الثوار.
ويجزم ضباط سوريون منشقّون أن الإصابات الدقيقة لمدفعية النظام في الهجوم الليلي على قوات "الجيش الحر" في القنيطرة، لم تكن لتحصل لولا قيام الجيش الإسرائيلي بتسليم قوات النظام السوري التحديد الدقيق لأماكن تواجد "الجيش الحر"، وذلك بواسطة التحليق الدائم لطيران المراقبة الإسرائيلي، ولقرب المراصد الاسرائيلية من المنطقة.
وفي خطوة تشكّل فضيحة أخرى علنية، يروي سكانٌ محليون في الجولان أن "سيارات مرسيدس تابعة للنظام تعبر الحدود باتجاه إسرائيل، ثم تعود بعد 8 ساعات الى نقطة تابعة لقوات حفظ السلام"، ويعتقد السكان أن الأمر يشير إلى انعقاد لقاءات طويلة بين ضباط من قوات بشار الأسد وضباط الجيش الاسرائيلي، وهو كان بدأ منذ عام 1967، بحسب ما سرّبه أحد ضباط النظام، ولايزال مستمراً حتى اللحظة.
تاريخ من العلاقات السرية
وعطفاً على ما تقدّم من معلومات، ُيضاف إليها سحب النظام السوري لنحو عشرين ألف جندي من قواته من منطقة الجولان والقنيطرة ما يفتح الباب أمام أي تحرك عسكري إسرائيلي، فإنّ للبترول حصة في العقلات السرية بين النظام السوري وإسرائيل.
في هذا المجال كشف رجل الأعمال السوري فراس طلاس المنشقّ، أن نظام الأسد لم يكن ممانعاً تماماً تجاه إسرائيل، بل كان ممانعاً شكلياً، إذ هناك صفقات سياسية واقتصادية أُبرِمت وراء الكواليس بين النظام السوري وإسرائيل، ومنها تصدير النفط السوري مباشرة إلى إسرائيل، وذلك بحسب ما ذكره طلاس في لقاء له مع محطة "العربية" الفضائية.
وربط طلاس بين هذه الصفقة وبين انتحار رئيس الوزراء الأسبق محمود الزعبي- رغم أن هناك من يقولون إنّه قُتل لتهديده بفضح هذا الملف. وأضاف فراس طلاس أنه لم يكشف هذه المعلومة في حينه، لأنه كان يخشى أن يقتل أو يرغم على الانتحار مثل الزعبي.
موقع "الحقيقة" الذي يديره نزار نيوف، والذي كان معارضاً للنظام وأصبح واحداً من أهم اعداء المعارضة السورية حالياً، كان أكد في تقرير أسبق نشره منذ مدة تزويد نظام الأسد لإسرائيل بالبترول عبر مسرب غير شرعي على خط النفط في بانياس بإدارة وإشراف علي دوبا قائد المخابرات العامة السورية السابق.
0 comments:
إرسال تعليق