الجمعة، 25 نوفمبر 2011
"الديار": عون في مجالسه يقر بخسارة رهاناته الاقليمية ويتحّمل المسؤولية...
1:02 م
اضف تعليق
تتناقض قناعة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون في مجالسه القيادية كليا عن الذي يعبر عنه في مواقفه السياسية من مسار الاحداث السورية ومستقبل القيادة الحليفة له في هذه البلاد.
اذ في احدى الجلسات التي ضمت الى النائب العماد عون قال له قيادي وامني في الوقت ذاته مقرب منه، يبدو اننا خسرنا في تحالفنا مع القيادة السورية على خلفية مذهبية وستكون التداعيات مكلفة علينا وعلى التيار...»
فرد العماد عون «انا اتحمل مسؤولية الخسارة لكن لا اريد منكم ان تعمموا هذا المناخ في اوساط التيار ولا سيما لدى المسؤولين... ففي العمل السياسي كل شيء متوقع ولا يوجد ضمانات...»
وان كان من الطبيعي ان يتأثر العماد عون بمسار الاحداث في سورية خصوصا لصلتها بمصير النظام ومستقبله لكن عامل واحد يجده النائب العماد عون وفق اوساط متابعة لموقفه يشكل حماية معنوية له وضمانة للعمل السياسي الا وهو البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي تمكن من جمع كل الفرقاء الموارنة ووضعهم تحت جناح بكركي ولذلك فإن الخسارة لن تكون دراماتيكية النتائج على النائب العماد عون طالما ان الامور ستبقى داخل اطار العمل السياسي الذي لن يقبل البطريرك الراعي تجاوز قواعده.
فالتموضع تحت عباءة البطريرك الراعي تتابع الاوساط الذي بدأه العماد عون منذ اندلاع الثورة في سوريا مكنه من اكتساب مناعة من قوة الخسارة لأنه وضع ذاته على خط مواقف البطريرك الراعي وابدى كل تجاوب مع حركة اللقاءات المارونية.
واشارت الاوساط الى انه خلافا لما يظهره العماد عون من ارتياح بدأ يقلق من نوعية العزلة التي ستحيط به على خلفية تسارع الاحداث في المنطقة وكذلك بداية المحاكمات في لاهاي وتأثيرها المعنوي على حليفه «حزب الله» وصولا الى احتمال «تعليق» عمل هذه الحكومة تحت عناوين استقالة رئيسها او اعتكافه او ما شابه من القرارات.
وتكمل الاوساط الى ان داخل الحلقة القيادية ثمة مناقشات من الواقع الذي سيكون عليه التيار الوطني اذ حتى حينه لم يتمكن من ترجمة حصاده لعشرة وزراء في الحكومة في حين ان العزلة التي كان توقعها لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان قد تطاله هو في ظل خلافاته مع القوى الحليفة معه في الحكومة كرئيس مجلس النواب نبيه بري وشريكه في الغالبية رئىس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط.
وتستعرض الاوساط عدة محطات ووقائع للمقارنة بين واقع العماد عون الذي يظهره وبين حقيقة ما هو عليه.
فعلى صعيد رهانه على عزلة الرئيس سليمان بدا ان الرجل تمكن من البقاء على التفاعل المتبادل مع المجتمع الدولي ويمتلك هامشا واسعا للمواقف يفتقده العماد عون لا سيما من ملف المحكمة التي يتمسك رئيس الجمهورية بضرورة تمويلها احتراما لالتزامات لبنان ومصداقيته وطبعا لإحقاق العدالة، وكذلك الامر بالنسبة للمسألة السورية بحيث كانت للرئىس سليمان مواقف تطالب نظيره السوري بشار الاسد بضرورة تطبيق الاصلاحات وتطبيق مبدأ تداول السلطة في حين ان العماد عون يدافع عن النظام السوري من دون منطق ويرفض تمويل المحكمة تجاوبا مع مطلب «حزب الله» والى ذلك بقيت قوى 14 آذار رغم كل مآخذها وعتابها على رئىس الجمهورية وعدد من مواقفه وقراراته، على تواصل معه، خلافا للحسابات التي كان بناها النائب العماد عون بأن مقاطعة قوى 14 آذار للرئيس سليمان ستجعله هدفا سهلا للتطويق والعزل.
ثم ان الاحاطة التي يحظى بها الرئيس سليمان من جانب البطريرك الراعي مختلفة عن تلك التي يبديها البطريرك مع العماد عون كرئىس تيار سياسي مفترض عليه بحكم المسؤولية حضانته وهو ما بدا في عدة محطات من قبل رأس الكنيسة المارونية.
ثم ان اعادة احياء العلاقة بين الرئىس سليمان وبين نائب رئيس الحكومة السابق ووزير الدفاع الياس المر بعد تحركات النائب ميشال المر في هذا الاطار شكلت تماسك معزز لواقع رئيس الجمهورية سياسيا وشعبيا نظرا لما يمثله كل من النائب المر والوزير السابق المر.
والى ذلك فإن كل القوى السياسية تستعد للتلاقي مع المرحلة المقبلة على غرار اللقاء الذي جمع النائب جنبلاط مع وفد الامانة العامة لقوى 14 آذار منذ عدة ايام في كليمنصو وهو الاول منذ ما قبل موقفه في 2 آب من العام 2009 يدل على مدى التقارب الاولي بين القوى في المواقع المختلفة واحيانا المتناقضة في حين انه يخسر حلفاءه في المحور السياسي الواحد الذين ينزعجون من تصرفاته اسوة برئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.
ثم ان النائب ميشال عون بدأ يلمح بأن شعارات التغيير والاصلاح اسقطها عدد من النواب والمسؤولين نتيجة ممارستهم كما هو حال النائب نبيل نقولا الذي تحيط بعلاقاته بأصحاب الكسارات ومعامل الزفت التباسات تدفع للتساؤل عن مدى الاستفادة السياسية في هذا الحقل ومدى المكاسب التي يدخلها منهم في المجال الخدماتي حتى ان حالة قدامى التيار اخذة بالاتساع بعد تنامي هذا الواقع وذلك كرد فعل على ممارسات عدد من المسؤولين لا تتلائم مع مطامع عدد من المناصرين مما جعل العماد عون يجمد الى امد طويل ملف تحديث التيار وتحويله الى حزب نظامي.
سيمون أبو فاضل - صحيفة الديار
0 comments:
إرسال تعليق