الاثنين، 28 نوفمبر 2011
سوريا تتحوّل من لاعب إقليمي إلى ملعب إقليمي
11:19 ص
اضف تعليق
تعتقد مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت ان نهاية الأحداث في سورية لمصلحة أي من طرفي الصراع في الداخل ومحيطه الإقليمي الدولي ليست قريبة، وان المواجهات الجارية ما هي سوى جولات من العنف تنتقل بين المناطق على خلفيات عميقة يتداخل فيها الإقليمي مع الطائفي والمذهبي.
وهذه المواجهات وفق المصادر قد تقود الى احد احتمالين: إما انهيار النظام عن طريق انقلاب عسكري ـ مدني يطيح بالرئيس بشار الأسد والمرتبطين به، وإما انهيار الدولة وتفكك مؤسساتها فيسقط البلد في آتون الحرب الأهلية ذات الانعكاسات الإقليمية المدمرة.
وبحسب المصادر لـ «الأنباء» فإن سورية اليوم تتحول من لاعب إقليمي الى ملعب إقليمي، معتبرة ان النظام الحاكم يخوض في الداخل معركة استنزافية لا يمكن ان ينتصر فيها.. ومع الخارج معركة عبثية لا يمكن ان يصمد فيها، لافتة في هذا السياق الى قرار اقليمي دولي بمواصلة المعركة مع الرئيس الأسد الى النهاية من اجل تغيير تركيبة الحكم.. واعتبرت ان التحذيرات السورية من زلزال يضرب المنطقة في حال تعرضت البلاد لعمليات عسكرية خارجية هي من باب التهويل والتهديد ولا يُخفى ان الأسد يراهن على ايران في ان تقوم هي بإشعال المنطقة لمساعدته في مواجهة أزمته الداخلية والحصار العربي ـ الدولي المضروب حوله.
إلا ان المصادر إياها شككت في إمكان ان تقدم ايران على هذا الخيار مباشرة من جانبها او عبر أوراقها لاسيما حزب الله في لبنان استدراجا لحرب اقليمية واسعة النطاق تعوم نظام الرئيس الأسد.
وتعزو المصادر تقديرها هذا الى الواقع الراهن لإيران ورأت ان ايران المأزومة من الداخل في إطار الصراع على السلطة والصراع على النظام من جهة.. والمأزومة بالحصار الإقليمي والدولي عليها بشأن ملفها النووي وقد بلغ الأمر مرحلة أصبح معها خيار الضربة العسكرية مطروحا بقوة من جهة اخرى، ليست في وضع يمكنها من ان تخوض حربا من هذا القبيل خاصة بعنوان النظام السوري.. وتعتبر ان ايران «أعقل» من ان تلج في مغامرة كهذه وهي التي تعتمد سياسة التهديد بامكانياتها تزامنا مع عدم استخدامها او بالأدق عدم الإفراط في استخدامها.
وكشفت المصادر ان المشاورات الإقليمية الدولية الأخيرة بشأن الأزمة السورية أظهرت ان الكثير من الزعماء العرب والأجانب على اقتناع بأن حكم الأسد شارف على النهاية وان التغيير الجذري حتمي ومسألة وقت وإن الدول التي تساند النظام وأبرزها ايران وروسيا والصين ليست قادرة على إنقاذه فعلا لأن موازين القوى ليست لمصلحتها.
0 comments:
إرسال تعليق