الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

على ذمة إسرائيل: إيران تمول الحركات الإسلامية بمصر



قالت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم الأربعاء إن تخوفا كبيرا سائد في إسرائيل جراء الإحتجاجات الجارية في مصر واحتمال فوز جماعة الإخوان المسلمين بالإنتخابات القريبة، واعتبار أن إيران تمول الحركات الإسلامية في مصر فيما تستعد إسرائيل لاحتمال إلغاء معاهدة السلام وسط دعوات من جنرالات إسرائيليين في الاحتياط لتجهيز قوة عسكرية لإعادة احتلال سيناء.

وبرزت التخوفات الإسرائيلية خلال اجتماع للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت) عقد أمس وامتد طوال 8 ساعات ويتوقع أن يُستأنف اليوم، استعرض خلاله قادة أجهزة الاستخبارات، شعبة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك) والموساد ووزارة الخارجية، التقويمات الاستخبارية السنوية.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن "المعطيات الاستخبارية الإسرائيلية" تفيد بأن "حاكم إيران علي خامنئي يحول أموالا إلى الحركات الإسلامية في مصر لتمويل أنشطتها"، وأنه "يتم تحويل الأموال من 'الميزانية الخاصة' لمكتب آية الله في طهران".

وأضافت الصحيفة أنه وفقا للمعلومات الإستخبارية الإسرائيلية الجديدة فإنه إضافة إلى إيران، يحول مسؤولون في قطر وأمراء سعوديون أموالا، عبر تحويلات بنكية، لتمويل حملات انتخابية لمرشحين مصريين مستقلين "تعتبرهم أجهزة الاستخبارات نشطاء إسلاميين".

وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ بدء موجة الإحتجاجات الحالية في مصر، التي تطالب المجلس العسكري بالتنحي، يجري مسؤولون كبار بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية اتصالات عبر "خط ساخن"، حذرت إسرائيل خلالها من أن ضعف القيادة العسكرية في مصر، والتي تم تعيين معظم أعضائها خلال عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، قد يؤدي إلى سقوط الحكم بأيدي الإخوان المسلمين.

وحذر المسؤولون في الاستخبارات الإسرائيلية نظراءهم الأميركيون من أنه "بدلا من معالجة أمر الحركات الإسلامية وكبح تصاعد قوتهم، فإن الجيش المصري يواجه الشبان في الميادين".

وأضافوا أنه "بهدف إنشاء حالة ضبابية حول تصاعد قوتها فإن الحركات الإسلامية في مصر نشرت استطلاعات رأي كاذبة"، وأنه فيما تقول الاستطلاعات أن الإخوان المسلمين سيفوزون بـ 30% من الأصوات في الانتخابات المقبلة، فإن تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية أن الإخوان المسلمين سيفوزون بأكثر من نصف الأصوات.

وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن التخوف من فوز الإخوان المسلمين بالانتخابات المصرية، التي ستبدأ الأسبوع المقبل، هو الذي دفع المجلس العسكري العلماني إلى السعي لإرجاء الانتخابات البرلمانية.

ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله عقب اجتماع الكابينيت أمس إنه "لا ينبغي الدخول في حالة ذعر، لكن يجب الاستعداد لدخول إسرائيل في حقبة طويلة من انعدام اليقين".

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنه "لسنا قلقين من دكتاتورية إسلامية، على الأقل ليس في الأمد القصير، وحتى لو صعد الإخوان المسلمين إلى الحكم، فإن البرلمان سيكون منقسما ولن يجري فيه حسم واضح ويبدو أنه لن يكون لديهم حكما مستقرا".

وقالت صحيفة "هآرتس" إن مسؤولين مصريين نقلوا عدة رسائل "تهدئة" إلى إسرائيل خلال الأيام الأخيرة وقالوا فيها إن مصر ملتزمة بمعاهدة السلام مع إسرائيل وستعمل من أجل الحفاظ عليها.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية قولهم إن هذه الرسائل تم تسليمها إلى السفير الإسرائيلي في مصر يتسحاق ليفانون الذي قام بزيارة وداعية إلى القاهرة يومي السبت والأحد الماضيين، والتقى خلالها مع مدير المخابرات المصرية الجنرال مراد موافي، ووزير الخارجية محمد كامل عمرو، ومسؤولين آخرين أكدوا على أن السلام مع إسرائيل ينطوي على أهمية إستراتيجية بالنسبة لمصر، ولذلك ستعمل على الحفاظ عليه على الرغم من الهزة التي تمر بها الدولة.

وأضافت الصحيفة أن رسائل مصرية مشابهة تم نقلها إلى مسؤولين كبار في الجيش ووزارة الدفاع في إسرائيل.

وأشارت "هآرتس" إلى أن التقارير التي قدمها قادة أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية خلال اجتماع الكابينيت أمس تناولت الأوضاع في سورية وموجة الثورات والاحتجاجات التي يشهدها العالم العربي.

وأضافت أن تقديرات وزارة الخارجية الإسرائيلية التي تم التعبير عنها في الكابينيت أفادت بأنه ثمة احتمال ضئيل لحدوث مواجهة عسكرية بين إسرائيل ومصر بعد صعود حكم جديد في مصر بعد الانتخابات، وأن "اتفاقية السلام ليست في خطر بهذه المرحلة ومصلحة إسرائيل ومصر هي الحفاظ على الاتفاقية".

كذلك فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية تعتزم إرسال السفير الجديد إلى مصر، يعقوب أميتاي، في بداية شهر كانون الأول/ديسمبر المقبل.

لكن صحيفة "معاريف" أفادت بأنه على ضوء التخوف الكبير في إسرائيل من احتمال صعود الإخوان المسلمين في مصر إلى الحكم دفع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بيني غانتس إلى أن يستعرض أمام الكابينيت أمس "سيناريو إلغاء السلام".

وأضافت الصحيفة أن جهاز الأمن الإسرائيلي يجري في الفترة الأخيرة مداولات حول تغيير تعامل إسرائيل مع حركة حماس وذلك عقب تصاعد قوة الإخوان المسلمين في مصر "الذين يشكلون تهديدا أكبر من حماس".

وفي ظل هذه التخوفات الإسرائيلية قال نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق اللواء في الاحتياط عوزي ديان لموقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني اليوم، إنه "يجب العمل بسرعة لإنهاء بناء الجدار الأمني عند الحدود مع مصر، وإلى جانب ذلك تجهيز قوة تدخل إسرائيلية التي ستضطر الى التدخل حول ما يحدث في سيناء ومحاربة الإرهاب فيها".

واضاف ديان أن "ثمة حاجة إلى قوة متنوعة يكون بإمكان تفعيل سلاح الجو وتشمل أيضا قوة برية التي قد تضطر إلى التغطية على إمكانية ألا تكون سيناء منزوعة السلاح من قوات مصرية".

وقال إن على هذه القوة أن تضمن استمرار عدم وجود قوات مسلحة في سيناء وضمان استمرار ضخ الوقود إلى إسرائيل.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية