الأحد، 20 نوفمبر 2011
الصراع محتدم بين نصرالله وصفي ألدين داخل حزب الله حسب صحيفة liberation الفرنسيه
12:54 م
اضف تعليق
يبدو الخبر مدهشاً لأول وهلة لأن السيد هاشم صفي الدين، وهو "رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله"، هو "إبن خالة" السيد حسن نصرالله، وبل وهنالك شَبَه واضح لا تخطئه العين بين الرجلين، مما يفترض أن العلاقة بينهما ينبغي أن تكون أكثر من ودّية! مع ذلك، فقد تبيّن من التقارير التي نشرتها وسائل الإعلام حول "الإختراقات" الأمنية الكثيرة (وبعضها لصالح إسرائيل) الحاصلة على مستوى قيادات حزب الله أن القيادي في حزب الله، مصطفى بدر الدين (المطلوب من المحكمة الدولية) لم يكن يكنّ وداً كثيراً لـ"عماد مغنية"، بل إن العلاقة بينهما كانت عدائية رغم صلة "المصاهرة" بينهما!
في أي حال، إشارة "ليبراسيون" إلى صراع نصرالله-صفي الدين ليست الأولى. فقد أشارت وسائل إعلام أميركية إلى الموضوع قبل حوالي الشهرين، وتطرّق بعضها إلى إمكانية حدوث "شقاق" أو "إنشقاق" داخل "الحزب الحديدي" بسبب الصراع بين الأمين العام وخليفته.
لكن، على ماذا يمكن أن يختلف الرجلان (إذا صحّت فرضية الخلاف)؟ وسائل الإعلام الأميركية التي تطرّقت للموضوع بصورة موجزة (لصعوبة التحقق من المعلومات في "الحزب الأكثر سرية في العالم"، كما تقول "ليبراسيون") تحدثت عن "عجرفة" السيد هاشم صفي الدين، بعد أن فضّلته القيادة الإيرانية على شخصيات معروفة في الحزب بينها نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم، الذي يبدو أن حظوطه ستظلّ دائما دون طموحاته! كما تطرّقت المصادر الأميركية إلى شائعات حول معارضة داخل حزب الله لـ"عناد " السيد حسن نصرالله، وانعزاله عن "القواعد" بسبب وضعه الأمني المعروف.
وأشارت كذلك إلى أن موقف الأمين العام لحزب الله "الممالئ" لرئيس مجلس النوّاب السيد نبيه برّي يثير تحفّظات وأكثر داخل الحزب. والمقصود طبعاً برقيات "ويكيليكس" التي أثبتت أن "الأستاذ" ونوّابه ووزرائه يحلمون بالخلاص من "الحزب" أو حتى "الإنقضاض" عليه حالما تسمح الظروف. ولا يفهم بعض الحزبيين أسباب "غض النظر" عن "خيانة" قادة حركة "أمل"، خصوصاً أن بعض البرقيات التي تم الكشف عنها تعود إلى مرحلة حرب ٢٠٠٦.
إبن الشيخ محمد يزبك هرّب سلاحاً إلى سوريا خلف ظهر النظام!
وأشارت جريدة "ليبراسيون" الفرنسية إلى حادثة تهريب سلاح قام بها إبن الشيخ محمد يزبك (الوكيل الشرعي للسيد خامنئي في لبنان، وعضو قيادة حزب الله، ويبدو في الصورة أعلاه إلى اليسار إلى جانب السيد هاشم صفي الدين) لصالح جماعات سورية معارضة. والواقع أن الخبر ليس جديداً كلياً، فقد أشارت له مواقع لبنانية منذ أكثر من شهرين، كما راجت في بيروت شائعات بأن حسين يزبك معتقل لدى حزب الله. والجديد هو أن "ليبراسيون" تزعم أن إبن الشيخ محمد يزبك "باع أحد مخازن الأسلحة التابعة لوالده في البقاع"!
ويعلّق السيد سمير فرنجية على الحادثة بأن "الحزب بات، مثل الحركات الأخرى، مخترقاً بالفساد. وقد انتقل من وضعية حركة مقاومة إلى وضعية مافيا. وهذا ما يثير مشاكل متزايدة الحدة داخل صفوفه".
تأثير الثورة السورية: "إنفصال" متزايد بين القيادة والقاعدة
كيف أثّرت الثورة السورية ضد بشّار الأسد على حزب الله؟ في ١١ تشرين ٢/نوفمبر الحالي، أكّد السيد حسن نصرالله ولاءه لنظام الأسد وكرّر بأن سوريا تختلف عن تونس وعن مصر لأن الإنتفاضة الحاصلة فيها هي "مؤامرة أميركية"! ولكن مشكلة الحزب، حسب مصادر ديبلوماسية غربية، هي أن هنالك "شرخاً بين الجناح السياسي الذي يطالب بموقف أقل جموداً تجاه الأحداث السورية، من جهة، و"الجناح الأمني" من جهة أخرى". ومشكلة الحزب هي أن تأييده للأسد يضعه بمواجهة ٢٠ مليون سوري، في حين سيؤدي سقوط الأسد إلى انهيار كل "التركيبة الإيرانية" في لبنان.
الحزب يسيطر على الأجهزة الأمنية والجمارك ومرفأ بيروت
وتشير "ليبراسيون" إلى تمسّك حزب الله ببقاء حكومة الميقاتي التي أتاحت له أن يسيطر على جهاز "الأمن العام"، وجهاز الإستخبارات العسكرية، وجهاز الجمارك، ومرفأ بيروت.
ولكن سيطرة الحزب على الحكومة وأجهزتها تعرّضه لضربات قاسية من جانب الإدارة الأميركية التي تبدو مصمّمة على اعتبار "رأس المال الشيعي" خارجاً على الشرعية الدولية. ففي شهر شباط/فبراير، اضطر "البنك اللبناني الكندي" لإغلاق أبوابه قبل أن يشتريه الفرع اللبناني لبنك "سوسيتيه جنرال" الفرنسي. كما اضطر عدد من تجار الماس الشيعة في مدينة "أنفير" البلجيكية لإقفال شركاتهم. وهذا، في حين تقلّص التمويل الإيراني للحزب لصالح النظام السوري، ولصالح الجماعات التابعة لإيران في العراق.
كيف سيواجه الحزب متاعبه الداخلية والخارجية؟
حسب مصدر أمني لبناني رفيع المستوى: "بسبب الثورة السورية وبسبب المحكمة، فإننا نشعر بأن الحزب يعيش حالية ضياع، وهذا تطوّر لم نشهد له مثيلاً من قبل. ويصعب علينا تقدير كيف سيكون ردّ فعل الحزب على هذا الوضع المستجد. فهل سيحاول القيام بانقلاب في لبنان؟ أم أنه سيهرب إلى الإمام بافتعال حرب مع إسرائيل؟ أم أنه سيواصل الحوار؟ "
ويجيب النائب مروان حماده قائلاً "نشعر بالضغط اليومي لحزب الله. فلتحقيق مطالبه، فإنه يهدّدنا بإسقاط السلم الأهلي"!
شفاف الشرق الأوسط
0 comments:
إرسال تعليق