السبت، 10 ديسمبر 2011

اغتيال مغنية حصل بسبب خطأ مميت في الاتصال:حزب الله فقد الثقة بشبكة اتصالاته و نصر الله عاد إلى الاتصال المباشر


كشف تقرير أمني أوروبي صادر عن الاستخبارات العسكرية الفرنسية في وحدة بلدها في القوات الدولية "يونيفيل" بجنوب لبنان, أن شبكة الاتصالات التي أقامها "حزب الله" على امتداد خريطة جنوب الليطاني وشماله خلال السنوات الثلاث الماضية "باتت مخترقة من الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية (الموساد) والعسكرية (أمان) بشكل دراماتيكي, وأن أجهزة "حزب الله" الامنية التي تجهل كثافة هذا الاختراق الضخم لكل تحركات الحزب العسكرية والسياسية والاقتصادية, تعتقد انها تعلم بدخول اسرائيلي على ثلاثة او اربعة مواقع من شبكات تلك الاتصالات, كان من بينها الموقع الذي جرى تدميره الاسبوع الماضي بعد اكتشافه بالصدفة قرب الخط الازرق الفاصل بين اسرائيل ولبنان, الا انها تستخدم هذه المواقع لتضليل الاستخبارات الاسرائيلية عبر بث معلومات خطأ ومشوشة

وذكر التقرير, الذي اطلعت "السياسة" على جوانب منه في لندن أمس, ان الاستخبارات العبرية توصلت منذ العام 2008 إلى زرع أجهزة كشف وتنصت وتسجيل برية, مسيطر عليها من الجو أحياناً, في مختلف مفاصل شبكة "حزب الله" التي يعرف الحزب انها باتت مخترقة بكاملها, لذلك يحاول توسيعها منذ اشهر باتجاه الجبل الغربي الذي يفصل الساحل عن البقاع في ترشيس ولاسا وساحلي المتن وكسروان بمعاونة حليفه ميشال عون, كما نشر معظم شبكته الجديدة في الشمال لتشمل طرابلس وعكار ووادي خالد المحاذية للحدود السورية

وقال ديبلوماسي أوروبي, أطلع "السياسة" على معلومات التقرير الفرنسي الذي تمكن من تحديد خريطة شبكة التجسس والاتصالات الايرانية التابعة لحزب الله استناداً إلى الاستخبارات الاسرائيلية في بروكسل, والأماكن الأكثر أهمية فيها بالنسبة لأمن اعضاء قيادات الحزب بما فيها حسن نصرالله ونائبه نعيم قاسم وسواهما, ان أحزاباً لبنانية مهمة مثل تيار المستقبل والقوات اللبنانية وسفارات مثل السفارة الأميركية والفرنسية والايطالية والاسبانية والسعودية والاماراتية والاردنية, باتت هي الاخرى منذ حادث انكشاف شبكة حزب الله العام 2008 تمتلك شبكات اتصالات خاصة بها بعضها أكثر تطوراً وفاعلية تحصي على الشبكة الايرانية - السورية أنفاسها, ما اضطر قيادات الحزب وحلفاءه وعملاءه في معظم الأحيان الى عدم استخدام شبكتهم, والى عقد لقاءات مستمرة لتدارس المواضيع التي تهمهم ويخافون وقوعها في شباك هذه الغابة الكثيفة من شبكات الاتصالات الدولية التي تطغى عليها كلها الشبكة الاسرائيلية بلا منازع

وكشف الديبلوماسي, نقلاً عن معلومات استخبارات حلف شمال الاطلسي الصادر معظمها عن اجهزة الوحدات الدولية في جنوب لبنان الامنية, ل¯"السياسة" عن ان "اغتيال الرجل العسكري والامني الثاني في حزب الله عماد مغنية في دمشق في مطلع العام 2008 انما حدث بسبب تقصير في حماية شبكة اتصالات بالحزب داخل لبنان مع امتداداتها الى سورية, وبسبب خطأ مميت ارتكبه احد القادة الامنيين في الحزب في البقاع عندما اتصل بأحد أقارب مغنية لإبلاغه رسالة منه من دمشق كان عليه نقلها شفوياً لا بواسطة الهاتف".

وأوضح الديبلوماسي ان امر هذا الاتصال تم كشفه في ضاحية بيروت الجنوبية حيث تم عزل هذا القيادي الامني وابعاده الى طهران في شبه اقامة جبرية, بعدما تبين انه ليس عميلا للاستخبارات الاسرائيلية وأن ما قام به لم يكن مقصوداً

وذكر التقرير الاستخباري الفرنسي ان سورية نبهت "حزب الله" مباشرة وبواسطة طهران الى عدم استخدام شبكة اتصالاته لبحث مواضيع مصيرية لأن هذه الشبكة باتت عديمة الصلاحية الحيوية, بل تحول معظمها الى سلاح سري ضد حسن نصرالله وقياداته الذين لا يثقون بالشبكة بدليل انهم لا يستغلونها إطلاقاً من الاماكن التي يختبئون فيها تحت الارض, بل يتحاورون وجها الى وجه او بواسطة مرسلين موثوقين جلهم من اقارب هذه القيادات ومن بعض عملاء الاستخبارات الايرانية في بيروت

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية