الاثنين، 23 يناير 2012

الجامعة العربية تتجه الى تمديد مهمة مراقبيها في سوريا رغم الانتقادات... والولايات المتحدة تلوح بإغلاق سفارتها في دمشق بسبب الأوضاع الأمنيّة المتدهورة

تتجه جامعة الدول العربية التي تتعرض لضغوط لاحالة الملف السوري الى الامم المتحدة، الى تمديد مهمة مراقبيها في سوريا لمدة شهر رغم الانتقادات المتزايدة التي توجه لها من قبل المعارضة السورية التي تؤكد ان هذه المهمة لم تفلح في انهاء قمع النظام للتظاهرات منذ 10 اشهر.

واعلنت الولايات المتحدة انها تعتزم اغلاق سفارتها في دمشق بسبب التدهور الامني في سوريا حيث ادى قمع الانتفاضة الشعبية الى مقتل اكثر من 5400 شخص منذ منتصف اذار الماضي وفقا للامم المتحدة.

وفيما تنتقد المعارضة السورية مهمة المراقبين العرب مؤكدة ان اكثر من 400 شخص قتلوا منذ بدأوا العمل في سوريا في 26 كانون الاول الماضي، ينتظر ان يقدم رئيس بعثة المراقبين الفريق محمد احمد الدابي الاحد في القاهرة تقريرا الى وزراء الخارجية العرب سيقررون على اساسه التمديد من عدمه للبعثة.

من جهته، أعلن مساعد رئيس غرفة عمليات الجامعة العربية المكلفة متابعة مهمة المراقبين على الجاروش "كل المؤشرات تدل على التمديد لمدة شهر لبعثة المراقبين العرب في سوريا اذ لم يكف الشهر الاول لاداء المهمة بسبب تخصيص جزء كبير منه للتحضيرات اللوجستية". فيما أشار مسؤول اخر رفض الكشف عن اسمه لوكالة "فرانس برس" إلى ان "عدد المراقبين قد يرفع الى حوالى 300، اي تقريبا ضعف عددهم الحالي"، لافتاً إلى ان "العديد من الدول العربية رفضت فكرة ارسال قوات عربية الى سوريا" وهو اقتراح طرحه امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
من جهتها، رفضت دمشق كذلك هذا الطرح متهمة قطر "بتسليح العصابات الارهابية" في سوريا. فيما بعد اكثر من عشرة اشهر من اعمال العنف طالب عدد من حركات المعارضة برفع الملف السوري الى الامم المتحدة متفقا مع المطالب الغربية.

وكان رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون موجوداً في القاهرة السبت لمحاولة الضغط على الجامعة العربية. فيما من المتوقع ان يلتقي غليون الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي "وان يطلب منه رفع الملف السوري الى مجلس الامن الدولي" على ما صرح المتحدث باسم المجلس محمد سرميني لوكالة "فرانس برس" في القاهرة، الذي أشار إلى ان غليون سيعرب كذلك عن مخاوف المجلس من الا يعكس تقرير المراقبين حقيقة الوضع في سوريا "حيث يرتكب النظام حملة ابادة وجرائم ضد الانسانية". وأضاف: "كان على التقرير ان يفرق بين الضحية والجلاد" منددا بتحدث التقرير بحسب "تسريبات" عن عجز المراقبين عن تحديد من يرتكب المجازر في البلاد، كاشفاً عن ان المجلس الوطني السوري "يعد تقريراً مضاداً".

في القاهرة دعا شيخ الازهر احمد الطيب القادة العرب الى اتخاذ اجراءات "جدية ومباشرة" لوقف العنف. فيما اعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الانسان انه "على الجامعة العربية ان تعترف علنا بعدم احترام سوريا خطتها" وحث مجلس الامن الدولي على فرض عقوبات على دمشق لوقف العنف.

ميدانيا، اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان عبوة ناسفة انفجرت بحافلة كانت تقل سجناء في محافظة ادلب على طريق قرية المسطومة ما اسفر عن مقتل 15 سجينا وجرح عشرات بعضهم في حال حرجة. فيما افادت "وكالة الانباء الرسمية"(سانا) عن مقتل 14 موقوفا واصابة 26 اخرين و6 من عناصر الشرطة المرافقة.

وكان مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن اشار في وقت سابق خلال اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس الى مقتل 11 سجينا مشيرا الى وجود جرحى بين عناصر الامن المرافقين الا انه لم يتمكن من تحديد عددهم.

من جهتها، ذكرت "وكالة الانباء الرسمية"(سانا) ان "مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت سيارة تابعة لقوات حفظ النظام تنقل موقوفين بين اريحا وادلب في منطقة المسطومة ما ادى الى مقتل 14 واصابة 26 من الموقوفين".

ونقلت الوكالة عن مصدر رسمي ان الاستهداف تم على مرحلتين "ما ادى الى وقوع هذا العدد من القتلى والجرحى"، موضحاً ان "ستة من عناصر الشرطة المرافقين لسيارة نقل الموقوفين اصيبوا وجراح بعضهم خطيرة". كما استهدفت المجموعة ايضا "سيارات الاسعاف التي قدمت لاسعاف المصابين" بحسب الوكالة.

وفي هذه المنطقة، افاد المرصد في بيان عن "اشتباكات عنيفة بين الجيش ومجموعات منشقة في بلدة كفرنبل بجبل الزاوية استخدم خلالها الجيش الرشاشات الثقيلة" مشيرا الى "مقتل عنصر امن على الحاجز الغربي في البلدة"، مشيراً في بيان منفصل إلى ان "اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش ومجموعات منشقة بين بلدتي احسم والبارة بجبل الزاوية". وأضاف: "لم ترد اي انباء حتى اللحظة عن اصابات".

كما عثر على جثامين ثلاثة عسكريين بينهم ضابط برتبة ملازم اول على مفرق قرية بابولين، بحسب المرصد. فيما نفذت قوات الامن السورية فجر اليوم حملة اعتقالات في قرية ابلين بجبل الزاوية واعتقلت سبعة مواطنين اربعة منهم من عائلة هرموش، بحسب المصدر ذاته.

في ادلب، كذلك سلمت السلطات جثث ستة اشخاص كانوا مفقودين منذ يومين الى اهلهم فيما توفي مدني في حماة متاثرا بجروحه بعد اصابته الجمعة بحسب المصدر نفسه. كما قتل عنصر من قوى الامن في درعا.

على خلفية هذه الاجواء المتوترة قالت الخارجية الاميركية انها تفكر في اغلاق سفارتها في دمشق. واعلنت السفارة في بيان "تحن قلقون جديا من تدهور الوضع الامني في دمشق بما في ذلك (الهجومان) بالسيارات المفخخة مؤخرا، وعلى سلامة وامن اعضاء سفارتنا". وأضافت: "طلبنا ان تتخذ حكومة سوريا تدابير امنية اضافية لحماية سفارتنا"، موضحة ان الحكومة السورية "تنظر في هذا الطلب"، مشيرةً إلى أنهم أبلغوا "الحكومة السورية انه اذا لم تتخذ خطوات عملية في الايام المقبلة، فقد لا يكون لديهم خيار آخر غير اغلاق بعثتهم".

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية