إن ما يحدث الآن في مصر لهو أمر جلل؛ فالشباب ثائر لحق ينشده، ولا يريد أن يعطي نفسه فرصة ليلتقط أنفاسه ويفكر فيما هو مقدم عليه، ومن ثم تتقاذفه الأهواء فتسيره في اتجاه محكم لحرق البلد والإسهام في خرابها باسم الحفاظ على الثورة، والحكومة بطيئة الحركة، ولا تستطيع أن تقدم حلولا مناسبة للمشكلات فضلا عن منع المشكلات قبل وقوعها، والجيش بين فكي الرحى إما أن يفرض سيطرته ويحقق الأمن وإما أن يتراجع تمهيدا لعودته إلى ثكناته بعد أربعة أشهر أو خمسة على الأكثر كما ورد بالخطة الزمنية لتسليم السلطة لرئيس منتخب؛ فإن نفذ الأولى كان طامعا في الحكم، وإن نفذ الثانية كان خائنا ومتواطئا مع المفسدين الذين لا يريدون للوطن أن يستقر.
يتجمع الشباب في محاولة لاقتحام مبنى وزارة الداخلية؛ ولا نرى لذلك مبررا؛ فهل الهدف هو إقالة وزير الداخلية؟ وهل إقالة وزير الداخلية ستعيد الأمن؟
أرى أن يأخذ الثوار هدنة؛ يلتقطون فيها أنفاسهم، ويعيدون التفكير في خطواتهم، ويعطون فرصة للجيش كي يقوم بما وُكل إليه من مسئوليات، وتُمنح وزارة الداخلية فرصة كي تعيد ترتيب أوراقها، وتعمل على نشر الأمن. فالأمن هو المطلب الأساسي للمجتمع الآن، وبعد ذلك يأتي الاقتصاد، فإن ضياع الأمن يعني خرابا وهو ما ينذر بكارثة اقتصادية. وتُعطى الحكومة فرصة لمراجعة طريقة إدارتها للأزمات؛ علها تتعلم من الكوارث المتعددة التي مرت بنا.
وعلى الجيش والحكومة أن يُثْبتا أنهما على قدر المسئولية الملقاة على عاتقهما من حفظ للأمن وإدارة للبلاد بصورة مشرفة حتى تتم انتخابات الرئاسة ويتولى إدارة البلد رئيس منتخب.
لا أحب اتهام أحد بأنه ينفذ أجندة ما، ولا أحب اتهام أحد بالخيانة للوطن؛ لكن ما أشاهده هو أعمال كلها ضد الوطن... ربما جاءت عفوا دون ترتيب، وربما رتب لها، ربما نُفذت على أنها لصالح الوطن، وربما أُقنع من يقوم بها بأنه يعمل من أجل مصر وثورتها؛ لكنها في الحقيقة ضد الوطن ...
علينا جميعا أن نضع مصلحة الوطن نُصب أعيننا، وألا ننجرف وراء أية شعارات، ولنجعل شعارنا الفعلي هو مصر أولا. يجب أن نحقق هذا الشعار بالفعل لا بالقول وحده.
رَحم الله شهداءنا جميعا، وألهم ذويهم الصبر والسلوان، وكتب لجميع مصابينا الشفاء العاجل، وأعادنا إلى طريق المحبة والمودة، وجمعنا على الحق والخير ... تحيا مصر
أ.د. حسن محمد عبد المقصود
كلية التربية- جامعة عين شمس
يتجمع الشباب في محاولة لاقتحام مبنى وزارة الداخلية؛ ولا نرى لذلك مبررا؛ فهل الهدف هو إقالة وزير الداخلية؟ وهل إقالة وزير الداخلية ستعيد الأمن؟
أرى أن يأخذ الثوار هدنة؛ يلتقطون فيها أنفاسهم، ويعيدون التفكير في خطواتهم، ويعطون فرصة للجيش كي يقوم بما وُكل إليه من مسئوليات، وتُمنح وزارة الداخلية فرصة كي تعيد ترتيب أوراقها، وتعمل على نشر الأمن. فالأمن هو المطلب الأساسي للمجتمع الآن، وبعد ذلك يأتي الاقتصاد، فإن ضياع الأمن يعني خرابا وهو ما ينذر بكارثة اقتصادية. وتُعطى الحكومة فرصة لمراجعة طريقة إدارتها للأزمات؛ علها تتعلم من الكوارث المتعددة التي مرت بنا.
وعلى الجيش والحكومة أن يُثْبتا أنهما على قدر المسئولية الملقاة على عاتقهما من حفظ للأمن وإدارة للبلاد بصورة مشرفة حتى تتم انتخابات الرئاسة ويتولى إدارة البلد رئيس منتخب.
لا أحب اتهام أحد بأنه ينفذ أجندة ما، ولا أحب اتهام أحد بالخيانة للوطن؛ لكن ما أشاهده هو أعمال كلها ضد الوطن... ربما جاءت عفوا دون ترتيب، وربما رتب لها، ربما نُفذت على أنها لصالح الوطن، وربما أُقنع من يقوم بها بأنه يعمل من أجل مصر وثورتها؛ لكنها في الحقيقة ضد الوطن ...
علينا جميعا أن نضع مصلحة الوطن نُصب أعيننا، وألا ننجرف وراء أية شعارات، ولنجعل شعارنا الفعلي هو مصر أولا. يجب أن نحقق هذا الشعار بالفعل لا بالقول وحده.
رَحم الله شهداءنا جميعا، وألهم ذويهم الصبر والسلوان، وكتب لجميع مصابينا الشفاء العاجل، وأعادنا إلى طريق المحبة والمودة، وجمعنا على الحق والخير ... تحيا مصر
أ.د. حسن محمد عبد المقصود
كلية التربية- جامعة عين شمس
0 comments:
إرسال تعليق