الاثنين، 6 فبراير 2012
الخلاف يستفحل بين نصرالله وقاسم...وخامنئي الحكم!
3:37 م
اضف تعليق
علي الحسيني
صراع خفي يدور منذ فترة في أروقة "حزب الله" بين الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله الرمز المقاوم الاول بالنسبة الى الاكثرية الساحقة من مقاومي الحزب وجمهوره وبين ونائبه الشيخ نعيم قاسم الراديكالي المتشدد بحسب بعض الحزبيين والذي لم يهضم حتى اليوم إعتلاء نصرالله لسدة الامانة العامة للمرة الرابعة، علماً أن نظام الحزب الداخلي يمنع التجديد للأمين العام لأكثر من ولايتين متتاليتين.
في العام 2008 أخذ صراع بين الرجلين يتجه نحو مزيد من التازم بسبب عدم هضم قاسم لمسألة تجديد البيعة لنصرالله خلال المؤتمر السابع التي دعت اليه قيادة الحزب لإنتخاب مجلس قيادة جديد، تحت ذريعة أن الوضع العام في لبنان والمنطقة لا يحتمل الإستغناء عن نصرالله، خاصة وان الحزب كان حتى تاريخ المؤتمر واقع تحت صدمة حرب تموز التي أسفرت عن خسائر فادحة في صفوف الحزب على صعيد الأرواح البشرية والعتاد العسكري،وما تلاها من إغتيال للقائد العسكري الاول عماد مغنية.
اوساط مطلعة على أروقة القرار داخل "حزب الله" كشفت لموقع "14 آذار" الإلكتروني" أن الصراع بين نصرالله وقاسم يعود الى ما قبل حرب تموز 2006 عندما بدأ الاخير بالاعتراض على تمديد ولاية نصر الله للمرة الرابعة لمنصب امين عام "حزب الله" التي وبحسب النظام الداخلي للحزب لا يحق للأمين العام التمديد لأكثر من ولايتين متتاليتين، مضيفة "ان اصرار الاكثرية الناخبة في كل مرة هي التي جعلت من نصر الله اميناً عاماً للمرة الرابعة ولتبدأ مرحلة جديدة من التعاطي بين الرجلين".
وتابعت " يومها أخذ أن قاسم بالتحريض على الامين العام من داخل الحزب مستعيناً ببعض النواب والقياديين المحسوبين عليه قبل أن يتم كشفهم ومن ثم إبعادهم عن دائرة القرار شيئاً فشيئاً من خلال إستحداث مراكز جديدة لهم، وعلى رأس هؤلاء ع م ــ ع ق ــ م ب"، مؤكدة "أن هؤلاء تمكنوا من إقناع رجل الحزب الاول في البقاع الوكيل الشرعي للخامنئي الشيخ محمد يزبك بالاصطفاف معهم ليشكلو جبهة رافضة للطريقة التي يتبعها نصر الله، متهمين إياه باحتكاره للمال الايراني، وبالإستحواذ على المردودات المالية العائدة من مؤسسات الحزب".
ولفتت الى ان "نصرالله متهم بصرف ميزانية شهرية تفوق المليوني دولار على جهاز أمنه الخاص المؤلف من مائة وخمسون عنصراً، والمجهزين بأحدث المعدات العسكرية والاسلحة المتطورة منها ما هو أميركي واسرائيلي الصنع"، جازمة " أن كل تلك الأمور حملت قاسم ويزبك وبعض المحسوبين عليهم بالتوجه الى ايران للقاء الخامنئي ووضعه في صورة ما يرتكبه نصر الله من تجاوزات لنظام الحزب دون العودة الى مجلس الشورى".
وأكدت "بأن المال الذي يتم تحويله الى نصرالله من ايران هو ما يدفعه الشعب الايراني لدولته كضرائب قبل أن يقوم الخامنئي بتحويل جزءاً منه الى "حزب الله" في لبنان على انه مال "خمس وذكاة" وطاهر ونظيف".
وكشفت" أن الخامنئي بصدد إتخاذ قرار خلال الأشهر المقبلة وتحديداً بعيد إنتهاء الازمة السورية، بسحب مسؤوليات القائد العام للجناح العسكري "لحزب الله" من نصر الله ووضعها بيد قاسم، على ان يكتفي الأول بصفة المرشد الاعلى للحزب"، مشيرة الى "أن هذه سبقها زيارة قام بها وفد من استخبارات الحرس الثوري الايراني للبنان اجرى خلالها تقيماً شاملاً للأوضاع العسكرية والتنظيمية والمالية للحزب".
وشددت على ان "هناك إختلافات عميقة في وجهات النظر بين الرجلين، خصوصاً تلك المتعلقة ببنية الجسم المقاوم إضافة الى بعض الاعتراضات على عدد من الوجوه السياسية التي تمثل الحزب سواء في مجلس النواب او خارجه"، جازمة أن "موقع قائد المقاومة العسكرية في الجنوب لم يزل حتى الساعة محل تجاذب ونقاش قوي بين نصرالله وقاسم وبعض القياديين الميدانيين".
وذكّرت الأوساط بجملة كان تلفظ بها نصرالله منذ اعوام عبر من خلالها عن هواجسه تجاه شهية قاسم في تولي منصب الامين العام، عندما قال: " اذا قتلت على يد إسرائيل أو حدث لي شئ من هذا القبيل، فهذا نائب الامين العام ينتظر، ليعود ويستدرك الامر ويقول (عم بمزح)".
وأردفت " تلك الاجواء المشحونة والمتشنجة بين نصر الله وقاسم انعكست منذ فترة على جماعات الامن داخل الحزب"، مشيرة الى ان هناك "خلاف كبير عنوانه بين جهاز أمن في "حزب الله" يديره نائب سابق يتبع للسفارة الإيرانية اعضاءه ملزمين بمرجعية الخامنئي، وبين جهاز أخر أكثر فعالية خصوصاً في الضاحية الجنوبية يسمى بوحدة الارتباط والتنسيق يرأسه الحاج وفيق صفا هدفه ألاول والأخير حماية نصر الله" من اي مكروه أمني قد يتعرض له".
وخلصت الى ان "التبياين حول إدارة الملفات المستعصية كالأحداث في سوريا والتعاطي مع الشأن الداخلي وخاصة في موضوع المحكمة الدولية جميعها أمور أدت الى إنقطاع التواصل الشخصي بين نصرالله وقاسم في الاونة الاخيرة"، جازمة انه وبمجرد الإنتهاء من الاوضاع الحاصلة في سوريا سوف يصدر الخامنئي قراره النهائي بالطلب بإعفاء نصرالله من مهامه الحزبية وتجيرها لصالح قاسم، مع حفظ ماء وجه الاول من خلال إستحداث منصب قديم جديد تحت عنوان المرشد الروحي لـ"حزب الله" وهو المركز الذي سبق وألصق بالراحل السيد محمد حسين فضل الله دون ان يبدي موافقته".
0 comments:
إرسال تعليق