الاثنين، 6 فبراير 2012
جنبلاط ينتقد الفيتو والاستعراضات المجوقلة على الحدود: كان حرياً ببعض الأجهزة الأمنية اللبنانية أن تمنع بعض "الشبيحة" من قرى جبل لبنان من الذهاب الى جبل
4:09 م
اضف تعليق
أدلى رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي مما جاء فيه: لقد أتت ممارسة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي من روسيا ثم الصين لتقضي على ما تبقى من مبادرة الجامعة العربيّة التي حاولت ترتيب حل سياسي للأزمة في سوريا يفضي الى الخروج من الآحادية ونظام الحزب الواحد والحاكم الأوحد نحو إرساء التعددية والديمقراطيّة والتنوع بعيداً عن الوعود الاصلاحيّة الوهميّة التي لم تتحقق ولن تتحقق.
ولقد جاء هذا الفيتو بمثابة صفعة للشعب السوري الذي يطالب بحقوقه المشروعة في الحرية والديمقراطية، وإهانة الى الثورة السورية التي أرادت الخروج من الديكتاتورية نحو الديمقراطية. وسيعطي هذا الفيتو المزيد من الوقت للنظام للاستمرار في إستخدام العنف وإرتكاب المجازر وقتل الأبراء في جميع أنحاء سوريا دون إستثناء.
وهذا الفيتو المزدوج هو أيضاً إهانة لكل الشعوب العربيّة الطامحة لنيل حريتها والباحثة عن مستقبل أفضل في بلدانها بعد أن قبعت بمعظمها لعقود وعقود تحت نير الظلم والاستبداد والقمع والاذلال. فهذا الفيتو يتناقض، أقله من هذه الزاوية، مع حقوق الانسان الأساسيّة والطبيعيّة التي أقرتها المواثيق والقوانين والأعراف الدوليّة.
وهذا الفيتو يأتي بعد ثلاثين عاماً على مجزرة حماه، وكأنه يعطي الضوء الأخضر في مكان ما لتنفيذ مجزرة مشابهة في مدينة حمص في محاولة لاركاعها، وقد نُفذت أمس الأول مجزرة كبيرة فيها بهدف تهديمها وتهجير أهلها وتيئيسهم وثنيهم عن المطالبة بحقوقهم المشروعة وإجبارهم على الخضوع. فمصير الوحدة الوطنية وعروبة سوريا بات مرتبطاً بمصير مدينة حمص.
أما لبنانيّاً، فإذا كانت سياسة النأي بالنفس ربما تصلح في المحافل العربيّة والدوليّة نظراً لخصوصيّة الموقف اللبناني إزاء الأزمة السوريّة، فإنها لا تجدي في طريقة التعاطي مع النازحين السوريين الذين آن الأوان للسلطات الرسميّة أن تعترف بوجودهم فهم بمثابة شعب منكوب يحتاج الى العون والمساعدات الطبية والاجتماعية والغذائية والانسانية بكل أشكالها. وهذا أفضل من الاستعراضات العسكرية المجوقلة في المناطق الحدودية الشمالية. وهل نسينا أن الشعب السوري قد إستقبل عشرات الآلاف من اللبنانيين النازحين أثناء العدوان الاسرائيلي على لبنان؟
من هنا، يكفي التلطي خلف مقالات صحافية وتقارير إعلامية مشبوهة حول الجيش السوري الحر وإعتبارها ذريعة للتقاعس عن القيام بالواجبات الانسانية أو للانقضاض على النازحين. وكان حرياً ببعض الأجهزة الأمنية اللبنانية أن تمنع بعض "الشبيحة" من قرى جبل لبنان من الذهاب الى جبل العرب في سوريا للقتال ضد الثوار والمناضلين الذين يرفضون السكوت عن الواقع القائم ويناضلون في سبيل التغيير.
0 comments:
إرسال تعليق