بالفعل ... الدول العربية بيئة خصبة دسمة مكتنزة للسخرية و فن اصطياد المفارقات ، فحيثما تولّي بصرك لا بدّ أن تشاهدَ شيئاً ما يستدعي السخرية !!! و إذا ما قرّرت الإستراحة لبرهة من الزمن فقمت بإغلاق عينيك ... بكلّ بساطة لا بدّ أن تسمعَ شيئاً ما يستدعي السخرية !!! و إذا ما قرّرت مغادرة الواقع لسويعات قليلة بذهابك إلى النوم ... لا بدّ أن تراودك أحلاماً تستدعي السخرية أيضاً ... فتنطبع في ذاكرتك ثم تخزّن في أرشيف السخرية لتستخدمها لاحقاً دائرة المطبوعات و النشر خاصّتك !!!
البارحة كنتُ جالساً أمامَ التلفاز أمارس هوايتي المفضلة ألا و هي الملل ... و عندما لم أجد شيئاً أشاهده أقلّ مللاً من الحالة التي كنت أختبرها ... قرّرت أن أشاهدَ نشرة الأخبار ... فالأخبار تتناسب تماماً مع حالة الملل و فقدان الأمل اللحظية التي كنت أعيشها ... و عندما وضعت على إحدى القنوات الإخبارية شاهدت حواراً بين المذيعة في الإستوديو و رجل متأنّق متجهّم في إحدى العواصم العربية يتحدث عبر الأقمار الإصطناعية ... و تفاجأت بعد 30 ثانية أنّ الموضوع كان عن محاولة ما يسمى بإسرائيل سرقة بعض الأكلات العربية و نسبها لنفسها و لمطبخها و على رأسها التبّولة ... في الحقيقة لم أعلم أنّ للتبّولة مكانة عظيمة في نفوس الشعوب العربية بحيث تطلب الأمر تحريك الأقمار الإصطناعية للحديث حولها !!! المهم كان الرجل المتجهّم يحاول جاهداً إثبات أنّ للتبّولة أصول عربية ثابتة و راسخة رسوخ الجبال و لا مجال للشكّ فيها ، و أنّ الحمص عربي الهوية و الجنسية و الأصل أباً عن جد ... و ربما قال - بعد أن أطفئت التلفاز من هول الصدمة - أنّ جميع محاولات ما يسمى بإسرائيل سرقة خلطة الفلافل السرّية الخاصة بالشعوب العربية ستقابل بصمود و ثبات على جميع الجبهات لصدها عن ذلك على اعتبار أنّ الفلافل جزء لا يتجزأ من الهوية الفكرية للمواطن العربي !!!
أقول للسيد المتشدق بالتبولة و الحمص و غيرها من الأكلات و الأطباق ...
من تناول أرضنا و بلادنا على مائدة الإفطار وضع طبيعي أن يتناول تبّولتنا على مائدة الغداء و العشاء ...
و من قام بتصدير كرامتنا إلى ما تحت الأرض سيقوم بكلّ بساطة بتصدير تبّولتنا إلى الخارج على أنّها له ...
و من سلبنا الغالي و النفيس سيسلبنا بكلّ يسرٍ و سهولة أكمن حبة برغل مع ليمون و بصل و بقدونس !!!
لا تحزن على التبّولة و الحمص و الفلافل ... بل احزن على أوطاننا العربية و مقدساتنا التي سيقت و ذبحت على مرأى منا جميعاً و نحن نتناول التبّولة !!!
البارحة كنتُ جالساً أمامَ التلفاز أمارس هوايتي المفضلة ألا و هي الملل ... و عندما لم أجد شيئاً أشاهده أقلّ مللاً من الحالة التي كنت أختبرها ... قرّرت أن أشاهدَ نشرة الأخبار ... فالأخبار تتناسب تماماً مع حالة الملل و فقدان الأمل اللحظية التي كنت أعيشها ... و عندما وضعت على إحدى القنوات الإخبارية شاهدت حواراً بين المذيعة في الإستوديو و رجل متأنّق متجهّم في إحدى العواصم العربية يتحدث عبر الأقمار الإصطناعية ... و تفاجأت بعد 30 ثانية أنّ الموضوع كان عن محاولة ما يسمى بإسرائيل سرقة بعض الأكلات العربية و نسبها لنفسها و لمطبخها و على رأسها التبّولة ... في الحقيقة لم أعلم أنّ للتبّولة مكانة عظيمة في نفوس الشعوب العربية بحيث تطلب الأمر تحريك الأقمار الإصطناعية للحديث حولها !!! المهم كان الرجل المتجهّم يحاول جاهداً إثبات أنّ للتبّولة أصول عربية ثابتة و راسخة رسوخ الجبال و لا مجال للشكّ فيها ، و أنّ الحمص عربي الهوية و الجنسية و الأصل أباً عن جد ... و ربما قال - بعد أن أطفئت التلفاز من هول الصدمة - أنّ جميع محاولات ما يسمى بإسرائيل سرقة خلطة الفلافل السرّية الخاصة بالشعوب العربية ستقابل بصمود و ثبات على جميع الجبهات لصدها عن ذلك على اعتبار أنّ الفلافل جزء لا يتجزأ من الهوية الفكرية للمواطن العربي !!!
أقول للسيد المتشدق بالتبولة و الحمص و غيرها من الأكلات و الأطباق ...
من تناول أرضنا و بلادنا على مائدة الإفطار وضع طبيعي أن يتناول تبّولتنا على مائدة الغداء و العشاء ...
و من قام بتصدير كرامتنا إلى ما تحت الأرض سيقوم بكلّ بساطة بتصدير تبّولتنا إلى الخارج على أنّها له ...
و من سلبنا الغالي و النفيس سيسلبنا بكلّ يسرٍ و سهولة أكمن حبة برغل مع ليمون و بصل و بقدونس !!!
لا تحزن على التبّولة و الحمص و الفلافل ... بل احزن على أوطاننا العربية و مقدساتنا التي سيقت و ذبحت على مرأى منا جميعاً و نحن نتناول التبّولة !!!
0 comments:
إرسال تعليق