الخميس، 29 مارس 2012

الأحدب يطلق مبادرة "إنقاذ طرابلس": المواطن لم يعد يستطيع العيش تحت رحمة المسلحين



أطلق رئيس "لقاء الاعتدال المدني" النائب السابق مصباح الأحدب، في مؤتمر صحافي عقده في منزله في طرابلس، مبادرة بعنوان "إنقاذ طرابلس". وقال الأحدب: "إنطلاقاً من المبادرة التي أطلقناها في "لقاء الاعتدال المدني" بهدف إحتواء التوتر الداخلي وتنظيم الخلافات وإدارتها ضمن القنوات السياسية بعيدًا عن التوترات الأمنية، ومنعًا لإنتقال العنف من سوريا إلى الداخل اللبناني، وعلى أثر الجولة التي قمنا بها على القيادات السياسية والحزبية والإسلامية والروحية، وممثلي المجتمع المدني والمعنيين بالشأن اللبناني عموما والشأن الشمالي والطرابلسي خصوصا، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية اللبنانية (ميشال سليمان)، ورئيس المجلس النيابي (نبيه بري)، ورئيس مجلس الوزراء (نجيب ميقاتي)، ووزراء ونواب وفاعليات طرابلس، هذه الجولة التي شملت الجميع من مختلف الإنتماءات السياسية والحزبية، لمسنا من خلالها تأييد الجميع للمبادرة وحرصهم على السلم الأهلي وإنفتاحهم على جميع الحلول والمبادرات الهادفة لتحقيق الاستقرار".

وأضاف الأحدب: "تأكيداً على الدور الذي نريده للقاء الإعتدال المدني، بأن يكون الصوت المرتفع للأكثرية الصامتة غير المسلحة التي لا ترى ملاذاً لها إلا الدولة اللبنانية بمؤسساتها المدنية وأجهزتها العسكرية والأمنية، هذه الأجهزة التي من المفروض أن تكون منضوية تحت مرجعية الدولة، وليس أن تكون تابعة لأي مرجعية أخرى محلية أو إقليمية، كما هو الحال عليه اليوم، أو أن تكون مسيّرة بأهواء وقرارات رؤسائها أو بعض ضباطها، الذين بات بعضهم يعتبر نفسه أكبر من مركزهـ وأن مصالحه أكبر من مصلحة البلد ومواطنيه، ولا سيما بعد فشل الصيغة التي كانت قائمة منذ العام 2008 على تقاسم الأجهزة والمهام الأمنية والعسكرية بين القوى السياسية الموجودة على حساب الدولة والمواطن، هذا المواطن الذي لم يعد يستطيع العيش تحت رحمة المسلحين ومن وراءهم من قوى إقليمية وأجهزة، ولا سيما في طرابلس المنطقة التي تعاني من الشلل الإقتصادي بسبب الوضع الأمني غير المستقر، ولأن الجميع يعلم بأن النار تحت الرماد، وانطلاقا من كل ذلك، نطلق اليوم مبادرة "إنقاذ طرابلس" لتحييد طرابلس والشمال عن الصراع ونزع فتيل الانفجار".

ثم أورد الأحدب بنود المبادرة: "في الصعيد السياسي: الكل يعلم موقفنا المؤيد لمطالب الشعب السوري بالحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية، والكل يعلم أيضا أن اللبنانيين منقسمون حول هذا الموضوع بين مؤيد للنظام وآخر لثورة الشعب. وإن أفضل ما يمكن أن نقدمه للثورة السورية اليوم هو الإبقاء على حالة الإستقرار الأمني في لبنان، مع إعطاء الأولوية لموضوع اللاجئين السوريين واحتضانهم بصفتهم أشقاء فضلا عن الإعتبارات الإنسانية والقانونية الأخرى. ويجب اتخاذ قرار سياسي واضح وصريح وموحد على مستوى الحكومة يتجاوز الإنقسام بين اللبنانيين لبسط سلطة الدولة القوية القادرة وسيادتها على كل الأراضي اللبنانية، وأن لا تكون سلطة غير سلطتها وسلاح غير سلاحها، ومع إدراكنا صعوبة تطبيق هذا الأمر في الوقت الراهن على مستوى لبنان ككل، إلا أن هناك حاجة وطنية ماسة لتطبيقه في طرابلس والشمال، وذلك من أجل الإمساك بالوضع الأمني فيها والخروج نهائيا من حالة الإنفصام الأمني وصراع الأجهزة و"انرغاتها"، ونقول بصدق أن هذا القرار السياسي الواضح ضروري حتى لا نحمل الأجهزة الأمنية أكثر مما تحتمل في هذا المجال".

وتابع: "على الصعيد الأمني: المطلوب بداية هو إعادة بناء مصداقية المؤسسات الأمنية والعسكرية عبر إبعادها عن التبعية السياسية والحزبية والشخصية لبعض ضباطها وقادتها، وإبعادها عن الفساد الذي ينتشر بين بعض عناصرها وضباطها. فمن الضروري اليوم إجراء تشكيلات في فرعي مخابرات الجيش ومعلومات قوى الأمن، لبث الروح فيها وتصويب عملها على أسس وطنية ومؤسساتية. وليكون ولاءها للوطن والدولة، أن تكون مصلحة المواطن هي الأجدر بالحماية، المواطن لأي دين او مذهب او حزب او منطقة إنتمى. ويجب إيجاد صيغة تعاون وتنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية تقوم على أساس التكامل لا على أساس التنافس، وانتشار القوى الأمنية في جميع المناطق وأن تأخذ دورها بحفظ الأمن لا أن تكون كقوات فصل بين المتنازعين وتطبق القانون على الجميع دون استثناء، وإلغاء بدعة ثنائية السلاح والتمييز بين ما يسمى بالسلاح المقاوم والآخر الغوغائي في طرابلس، لأن غض النظر عن أي سلاح وتحت أي عنوان يبرر سعي الآخر للتسلح".

وختم الأحدب: "على الصعيد الإنمائي والإقتصادي: انطلاقا من قاعدة "أن لا انماء من دون أمن، كما لا أمن من دون إنماء"، ولأن المشكلة الأساسية في طرابلس هي الفقر والجوع والبطالة، فإنه يجب رصد الموازنات اللازمة لوضع خطط التنمية للمناطق المحرومة ولا سيما باب التبانة وجبل محسن والقبة موضع التنفيذ، وذلك انطلاقا من اعادة بناء المناطق المهدمة وإزالة آثار الدمار وإنشاء البنى التحتية اللازمة وصولا الى تسهيل إطلاق مشاريع اقتصادية تخلق فرص عمل".

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية