ما من شكّ أن أيدي الكثيرين من المصريّين سترتجف في الدورة الانتخابيّة الثانية لرئاسة مصر: فالذين سيصوّتون للجنرال أحمد شفيق، مرشّح "الفلول"، من أجل أن يمنعوا إسلاميّاً من الوصول إلى الرئاسة، ومن أجل أن يضمنوا "حقوق الأقليّات والمرأة والإبداع"، سترتجف أيديهم لأنّهم سيعيدون إنتاج النظام المباركيّ السابق ويكبحوا استمراريّة الثورة. والذين سيصوّتون للدكتور محمّد مرسي، مرشّح الإخوان المسلمين، من أجل الانعطاف عن النظام السابق، سترتجف أيديهم لأنّهم سيختارون "أيّ حلّ" إلاّ النظام السابق الذي تضرب جذوره في انقلاب يوليو 1952.
ومرارة هاتين الفئتين العريضتين من المصريّين سيفاقمها إعدام الاحتمالات الأقلّ حدّة وتطرّفاً: فعبد المنعم أبو الفتوح إسلاميّ أيضاً، إلاّ أنّ إسلاميّته مطعّمة بقدر من الليبراليّة والبراغماتيّة والأخذ والعطاء مع الآخرين. وهذا لم يسعفه الحظّ. كذلك فعمرو موسى يندرج، هو الآخر، في "الفلول"، بيد أنّ فلوليّته ألطف من فلوليّة شفيق، ليس فقط بسبب انتقاداته الحادّة لمبارك وعهده، بل أيضاً لأنّه فرّ مبكراً من سفينة النظام السابق.
قصارى القول إنّ انتصاف مصر في الدورة الرئاسيّة المقبلة بين حدّ إسلاميّ أقصى وحدّ فلوليّ أقصى خبر سيّء. وأمر كهذا ناجم عن التجويف العميق من السياسة الذي أحدثته عقود كاملة ناصريّة وساداتيّة ومباركيّة.
لهذا لا نبالغ إذا قلنا إنّ ثورة يناير المصريّة انطلقت من عتبة مجتمعيّة بالغة الانخفاض أصلاً، وهذا ما يفسّر، أوّلاً بأوّل، كيف أنّ القوى الشبابيّة التي أطلقت الثورة لم تملك مرشّحها الجدّيّ والقويّ للدورة الأولى. صحيح أنّ البعض رأى في حمدين صبّاحي هذا المرشّح، غير أن ناصريّة صبّاحي تربطه ببرنامج وأجندة سابقين على الثورة وغريبين عن المهمّات التي طرحها شبّان الثورة على أنفسهم. وهذا كي لا نقول إنّ تلك الناصريّة لا تعد إلاّ بإرجاع مصر إلى الحقبة التأسيسيّة للاستبداد الذي ثار عليه شبّان "ميدان التحرير".
شيء واحد يمكن قوله الآن، وفي معزل عن النتائج التي ستأتي بها الدورة الثانية، هو أنّ الثورة ستجد نفسها ماضية في طريقها، بلغة وأشكال أخرى، إلى هذا الحدّ أو ذاك.
إلاّ أنّ المؤكّد أنّ تتويج الثورة بإخوانيّ أو بفلوليّ لا بدّ أن يكون بداية لطور جديد من العمل الثوريّ.
وهذا بذاته مكسب عظيم ليناير 2011، ومسؤوليّة كبرى تناط به.
ومرارة هاتين الفئتين العريضتين من المصريّين سيفاقمها إعدام الاحتمالات الأقلّ حدّة وتطرّفاً: فعبد المنعم أبو الفتوح إسلاميّ أيضاً، إلاّ أنّ إسلاميّته مطعّمة بقدر من الليبراليّة والبراغماتيّة والأخذ والعطاء مع الآخرين. وهذا لم يسعفه الحظّ. كذلك فعمرو موسى يندرج، هو الآخر، في "الفلول"، بيد أنّ فلوليّته ألطف من فلوليّة شفيق، ليس فقط بسبب انتقاداته الحادّة لمبارك وعهده، بل أيضاً لأنّه فرّ مبكراً من سفينة النظام السابق.
قصارى القول إنّ انتصاف مصر في الدورة الرئاسيّة المقبلة بين حدّ إسلاميّ أقصى وحدّ فلوليّ أقصى خبر سيّء. وأمر كهذا ناجم عن التجويف العميق من السياسة الذي أحدثته عقود كاملة ناصريّة وساداتيّة ومباركيّة.
لهذا لا نبالغ إذا قلنا إنّ ثورة يناير المصريّة انطلقت من عتبة مجتمعيّة بالغة الانخفاض أصلاً، وهذا ما يفسّر، أوّلاً بأوّل، كيف أنّ القوى الشبابيّة التي أطلقت الثورة لم تملك مرشّحها الجدّيّ والقويّ للدورة الأولى. صحيح أنّ البعض رأى في حمدين صبّاحي هذا المرشّح، غير أن ناصريّة صبّاحي تربطه ببرنامج وأجندة سابقين على الثورة وغريبين عن المهمّات التي طرحها شبّان الثورة على أنفسهم. وهذا كي لا نقول إنّ تلك الناصريّة لا تعد إلاّ بإرجاع مصر إلى الحقبة التأسيسيّة للاستبداد الذي ثار عليه شبّان "ميدان التحرير".
شيء واحد يمكن قوله الآن، وفي معزل عن النتائج التي ستأتي بها الدورة الثانية، هو أنّ الثورة ستجد نفسها ماضية في طريقها، بلغة وأشكال أخرى، إلى هذا الحدّ أو ذاك.
إلاّ أنّ المؤكّد أنّ تتويج الثورة بإخوانيّ أو بفلوليّ لا بدّ أن يكون بداية لطور جديد من العمل الثوريّ.
وهذا بذاته مكسب عظيم ليناير 2011، ومسؤوليّة كبرى تناط به.
0 comments:
إرسال تعليق