الثلاثاء، 15 مايو 2012
الشعار:هل تتجرأ الأجهزة الأمنية على توقيف آخرين من أحزاب معروفة سنوات بلا محاكمة؟
3:39 م
اضف تعليق
أرخت حوادث طرابلس بظلال قاتمة على الوضع الداخلي, سياسياً وأمنياً, وفتحت الباب واسعاً أمام سيل من الأسئلة المقلقة, عما إذا كانت هذه الأحداث التي لا زالت تداعياتها الطائفية والمذهبية عدا عما خلفته من أضرار بشرية ومادية, ترخي بثقلها على عاصمة الشمال والمناطق المحيطة, وسط مخاوف جدية من توسيع دائرة الاشتباكات, في رسالة سورية واضحة إلى من يعنيهم الأمر, بأن لبنان لن يكون بمنأى عما يجري في الداخل السوري, ما يؤشر على أن طرابلس قد تكون بوابة عبور الفتنة السورية لإحراق الداخل اللبناني.
هذه المخاوف تعتبرها مصادر قيادية في قوى "14 آذار" جدية وحقيقية, "باعتبار أن العامل السوري كان جلياً في أحداث طرابلس التي تثير الكثير من التساؤلات في توقيها وأبعادها, خاصة وأنها تأتي في إطار استخدام النظام السوري الورقة الأمنية في المدينة من خلال أتباعه في جبل محسن بقيادة الحزب العربي الديمقراطي".
وقالت المصادر لـ"السياسة" إن نظام بشار الأسد قد يكون أخذ قراره بإشعال نار الفتنة في لبنان انطلاقاً من البوابة الشمالية عبر الطلب إلى حلفائه توتير الأجواء وإثارة الاضطرابات الأمنية كما حصل في اليومين الماضيين, بالتوازي مع المواقف التي سبق وأطلقها بعض قوى "8 آذار" الذين أشاروا إلى أن هناك خشية من عدم إجراء الانتخابات النيابية في ظل الأوضاع المتوترة في سورية والتي يخشى أن تصل عدواها إلى لبنان, وهذا يعطي مؤشراً على وجود محاولات لم تعد خافية على أحد لإرباك الساحة الداخلية مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية وإحداث بلبلة ربما تدفع المعنيين إلى تأجيل الاستحقاق الانتخابي.
وقال مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار لـ"السياسة", أمس, "إن الأمور لم تنته, لكن هناك اتصالات لمعالجة ذيول ما حدث في طرابلس وإعادة الوضع إلى طبيعته".
وأبدى تفاؤله بسحب المسلحين من الشوارع ليأخذ الجيش طريقه لاستلام المناطق كافة, معرباً عن اعتقاده بأن ما حدث كان خطأ "لكن خطف الشاب شادي المولوي بهذه الطريقة كان أيضاً خطأ, وترك ردات فعل سلبية عند الناس, اضافة إلى أن هناك أناساً مظلومين مر عليهم في السجن 5 سنوات والدولة لم تتحرك ولم تحول أحداً منهم إلى المحاكمة, وهذا لا يحصل حتى في العصور الوسطى, وعلى المسؤولين أن يدركوا أن الأمن والاستقرار مرتبطان بالعدل, ورفع الظلم عن المناطق والناس".
وسأل الشعار: "هل تتجرأ الدولة وتعمل على توقيف آخرين من أحزاب معروفة في لبنان سنوات من دون محاكمة? وأقول بصراحة إن أهل طرابلس منزعجون من هذا الوضع, لذلك ناشدنا الدولة وطالبناها بأن تبادر إلى حل جذري لهذا الموضوع".
ولم يخف المفتي قلقه من تداعيات ما جرى وخوفه من تكرار هذه الأحداث التي يرى أن لها علاقة بتطورات الوضع السوري, "خاصة وأنني سمعت بأن الموقوف المولوي على تواصل مع الداخل السوري".
واضاف: "أنا لست مطمئناً للأوضاع بصورة عامة إذا لم تكن الدولة عادلة على مستوى الوطن ووضعت يدها على السلاح".
بدوره, دان مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني "طريقة وكيفية الإجراءات التي اتخذت في عملية اعتقال شادي المولوي", مطالباً "الدولة بمراعاة حقوق الإنسان والآخرين في كل الإجراءات التي تتخذها للتحقيق في أي قضية قبل أحكام القضاء".
ولفت قباني في اتصال مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى أن "الإجراءات التي تتخذها الدولة تجاه أي مواطن للتحقيق في شأنه يجب أن تحفظ كرامته كإنسان وأن تحفظ كرامة الآخرين".
0 comments:
إرسال تعليق