الخميس، 17 مايو 2012
تحالف روسي اسرائيلي لمواجهة الربيع العربي ؟
3:41 م
اضف تعليق
أتم مدتي ولاية كرئيس وثالثة كرئيس للوزراء. وهو قد يقود بلده نظريا حتى 2024 ويحكم فترة أطول مما حكم كل زعيم روسي أو سوفييتي منذ كان ستالين. وقد استتبعت عودته الى الكرملين في الاسبوع الماضي موجة تحليلات صحافية واستنتاجا مركزيا واحدا هو ان ما كان هو ما سيكون. فبلاديمير بوتين الآن لا يختلف بشيء عما كان عليه قبل ذلك في ولاياته كلها، وهو يعتقد ان روسيا لم تنعش نفسها حتى الآن من تحطمها في تسعينيات القرن الماضي ولهذا فهي غير ناضجة لديمقراطية تعددية. ويعتقد بوتين الآن ان العالم خطير ومضطرب ومعادٍ. ولهذا سيلغي الاصلاحات السياسية التي قام بها سلفه في المنصب وسيقوي الروح القومية ويؤكد المشاعر المعادية للغرب ويهمل سياسة البدء من جديد التي قربت روسيا دمتري مديفديف من الولايات المتحدة لبراك اوباما.
'ليس لروسيا حلفاء سوى جيشها وأسطولها'، كما اعتاد ان يقول القيصر اسكندر الثالث. وتم تبني هذا الشعار في دائرة الكرملين كما يشهد على ذلك المحلل الدكتور اريئيل كوهين من معهد 'هريتج' في واشنطن. لكن يُبين عدد من المقالات الآسرة التي كتبت في الفترة الاخيرة ان روسيا خاصة تبحث لنفسها عن حليف جديد ومفاجىء بصورة خاصة.
كتب البروفيسور مارك كاتس من فيرجينيا في الفترة الاخيرة مقالة عنوانها 'كيف كانت ستبدو السياسة الخارجية في روسيا الديمقراطية؟'. وكان استنتاجه انها ما كانت لتختلف جوهريا باستثناء حالتين الصين والشرق الاوسط، ويتوقع كاتس اقترابا روسيا من اسرائيل لعدة اسباب منها ان اسرائيل أصبحت مصدرا مهما للتقنية العسكرية الروسية؛ والخوف المشترك من التطرف الاسلامي؛ وتأثير تقوية العلاقات بين الدولتين.
كتب ثيودور لوكيانوف، وهو من كبار المحللين في روسيا، ردا على ذلك مقالة عنوانها 'هل اسرائيل في طريقها الى ان تصبح حليفة لروسيا؟'. ولا يرى لوكيانوف حاجة الى انتظار 'روسيا ديمقراطية' من اجل تصديق تقدير كاتس: فأولا الاشمئزاز العميق الذي نشأ في العالم العربي من روسيا يجعلها في موقع جديد. وروسيا واسرائيل تعارضان التحول الديمقراطي في الشرق الاوسط لأنه سيؤدي كما تُقدران الى أسلمة المنطقة وخارجها؛ وثالثا يستطيع مستوى التطور والهاي تيك في اسرائيل ان يساعد على التحديث الذي يُحتاج اليه كثيرا في روسيا.
واليكم النقطتين اللتين تثيران الاهتمام أكثر من غيرهما في تحليله: فهو يقول انه اذا هاجمت اسرائيل ايران فسيكون في ذلك ما يطرح عن برنامج العمل الاختلاف المركزي في الرأي بين موسكو والقدس وهذا من التناقض. وفي النهاية فان الاصوات المتصاعدة في الولايات المتحدة التي تعتقد ان اسرائيل تحد من القدرة الامريكية على المداورة قد تفضي الى تغيير ترتيب أفضليات الولايات المتحدة والى تغيير مواز في ترتيب أفضليات اسرائيل ايضا.
كان للتقارير التي نشرت مؤخرا وقالت ان بوتين جعل اسرائيل من أهداف زيارته الاولى بعد أدائه اليمين الدستورية، اسهام مهم في النقاش بالطبع. وذكر السفير السابق في موسكو تسفي مغين ان الشرق الاوسط قد أصبح مرة اخرى ساحة تنافس بين القوى العظمى وان موسكو تريد القرب من اسرائيل بسبب الحاح تركيا التي ترى القفقاس ساحتها الخلفية. والتهديد التركي وحقول الغاز التي تم الكشف عنها مؤخرا في شرقي البحر المتوسط تقوم من وراء مبادرة روسية الى انشاء كتلة مشتركة مع اسرائيل وقبرص واليونان. وفي الختام قد يصبح الحلف بين موسكو والقدس 'عامل تأثير في منطقة غير مستقرة في فترة عدم يقين'، يُلخص مغين.
ويبدو مع ذلك انه لا ينبغي ان نتوقع ان تفضي زيارة بوتين اذا تمت الى زلزال كالذي كان في زيارة ريتشارد نيكسون للصين في 1972. وهي ايضا لن تعاود النبش في خيانة اسرائيل التاريخية لروسيا (1952)، فسياستها الأساسية في الشرق الاوسط لن تتغير؛ واسرائيل ايضا لن تستبدل حلفها مع الولايات المتحدة بحلف مع روسيا، وهذا مؤكد اذا فاز في الانتخابات 'صديق بيبي'، ميت روماني الذي يرى روسيا 'أكبر عدو جغرافي سياسي للولايات المتحدة'. وعلى نحو عام فان التوقعات حسنة بالنسبة لعصر بوتين. لكن كلما ظل الشارع يغلي عليه فيبدو انه لا يبحث عن 2024 بل عن الغد فقط.
0 comments:
إرسال تعليق