الاثنين، 28 مايو 2012

ما بعد إخلاء معسکر أشرف

أسراء الزاملي بعد إتمام عملية نقل الوجبة الخامسة من سکان معسکر أشرف الى مخيم ليبرتي، فقد صار القسم الاکبر من سکان أشرف متواجدين في مخيم ليبرتي، و بات في حکم المؤکد بأن البقية الباقية من سکان أشرف سيتم أيضا نقلهم خلال فترة قريبة قادمة نسبيا. حکومة السيد نوري المالکي، و کذلك النظام الديني المتطرف في إيران، الذين دأبا على التأکيد بأن سکان أشرف يثيرون القلاقل و يختلقون المشاکل لغايات سياسية و إعلامية، بعد نقل أغلبية سکان أشرف الى مخيم ليبرتي"على الرغم من کل تلك الصعوبات و العراقيل التي وضعتها السلطات العراقية بوجه العملية برمتها"، لم يعد المجتمع الدولي يرغب بالاستماع الى تلك المزاعم المرددة من جانب الطرفين المشار إليهما آنفا، بل وان السيد مارتن کوبلر ممثل الامين العام للأمم المتحدة في العراق و الذي دأب هو الاخر بين الفينة و الاخرى على إطلاق تصريحات يشم منها رائحة الغزل لطهران و حکومة المالکي، و الذي کان هو الاخر يماشي و يساير التوجهات العراقية الايرانية على الرغم من يقينه ببعدها عن الحقيقة و الواقع، صار هو الاخر في موقف لايمکنه من ترديد مزاعم تشير الى عدم تجاوب سکان أشرف و تعاونهم من أجل حل مشکلة المعسکر بطريقة سلمية. الامر الغريب و الذي هو غير قابل للفهم و الاستيعاب، تلك الزيارة التي قام بها السيد کوبلر لطهران قبل فترة وجيزة و تباحث خلالها مع مسؤولي النظام الايراني مشکلة سکان معسکر أشرف، والتي يمکن إعتبارها سابقة خطيرة في من جانب الامم المتحدة بخصوص مشکلة تتعلق بمعارضين سياسيين لنظام قمعي مهددة حياتهم دوما، ذلك أنهم اساسا قد قضوا الشطر الاکبر من حياتهم و هم يکافحون و يناضلون بمختلف الطرق ضد نظام ولاية الفقيه و العالم کله يعلم کم أبلوا بلائا حسنا من جانب هذا النظام و اليوم فإن الزيارة"الغريبة"لکوبلر لطهران، لايمکن أخذها او تفسيرها على محمل حسن بل و على العکس من ذلك تماما بالامکان أخذها و حملها و تفسيرها على سبعين محمل سئ، خصوصا وان هذه الزيارة قد ترافقت مع حملة شعواء للوبي النظام الايراني في واشنطن و الذي يزعم بأنه مازال هنالك اسلحة مخبأة في معسکر أشرف بعيدا عن أعين المجتمع الدولي، وهو الامر الذي أکد الجنرال ديفيد فليبس قائد الشرطة العسکرية الامريکية في العراق سابقا و الذي أشرف بنفسه على عملية خلع سلاح سکان أشرف، کذبه و زيفه و من ضمن ماقاله هذا الجنرال ردا على الاتهام الکاذب لمحامي وزارة الخارجية الامريکية بمحکمة کولومبيا:( لقد سلم المجاهدون طواعية جميع ما لديهم من اسلحة وهجومية ودفاعية وبالتالي اصبحوا مكشوفين امام مرتزقة النظام أجل في العراق يتواجد مرتزقة النظام الايراني ونفوذه. وعندما تجمع هؤلاء في أشرف جعلت عددا من المسؤولين الامريكيين الكبار يرون مخيم اشرف لأن هذا المكان كان حالة استثنائية عن بقية ما يجري ايران ، ولهذا السبب القيت مسؤوليته على عاتق الشرطة العسكرية. )، وهذا الکلام يؤکد الحالة الايجابية الطوعية في تعامل سکان أشرف مع القوات الامريکية و هو مايناقض تماما مزاعم حکومة نوري المالکي و النظام الايراني بأنهم غير متعاونين و إيجابيين، بل وان الجنرال فليبس قد أماط اللثام عن حقائق مذهلة تتجاوز مسألة خلع السلاح و تمس حالات لاعلاقة لها البتة بالسلاح عندما قال في کلمته الآنفة أيضا:( وقد اصطحبت احد ضباط القوات الجوية الى هناك وقد اشار الي بان هناك هوائيات عالية التردد وقد حققنا بالامر ورأينا ان ذلك صحيح ، فمنظمة مجاهدي خلق تبث برامج اذاعية الى داخل ايران، فأمرت احد المتخصصين باللغة الفارسيه أن يستمع الى هذه البرامج. لقد كانت هذه البرامج مشابهة جدا لبرامج اذاعة صوت امريكا. تبث الاخبار والبرامج الإذاعيه والموسيقى ، كانت محطة اذاعية ثقافيه. ولكن ، لا ! لقد كان علي اغلاقها وليس فقط اغلاقها بل ايضا مصادرة الاجهزة والمعدات حتى لا يكون باستطاعتهم العودة الى البث. لقد كان مؤسفا، لان الهدف الذي سعى اليه النظام عبر التشويش على الاذاعه قمنا نحن بانجازه، لقد اسكتنا صوت الامل ذاك.)، إذن، فالقضية لم تتوقف عند عملية خلع سلاح المنظمة و انما تجاوزته الى حد سلب حق حرية التعبير ضد نظام قمعي برأي العالم کله وهو أمر فيه الکثير من المعاني و الدلالات العميقة. اليوم، ومع قرب إنتهاء عملية نقل سکان أشرف جميعهم الى مخيم ليبرتي و إخلاء المعسکر کاملا، تزداد حمى المزاعم الکاذبة بشأن وجود اسلحة مخبأة في المخيم، وقبله أيضا"وبعد سقوط النظام العراقي السابق و دخول القوات الامريکية الى العراق" کانت هناك مزاعم من جانب النظام الايراني نفسه بوجود مقابر جماعية للکويتيين داخل معسکر أشرف و هو أمر نفته الکويت بل وحتى ان الخارجية العراقية أيضا إضطرت الى إصدار نفي له لأنه کان إتهاما رخيصا بالمعنى الحرفي للکلمة، غير ان مزاعم تواجد اسلحة مخبأة في معسکر أشرف، واجهها سکان أشرف و ممثلهم في باريس بشدة و دعوا المفتشين الدوليين لإجراء تفتيش دقيق للمعسکر قبل إخلائه، ولازالوا يصرون على ذلك بقوة و يدعون إليه ليل نهار، لکن، اولئك الذين رموا التهمة"و انسلوا"، صامتين صمت القبور لاينبتون ببنت شفة حيث أنهم يعلمون مثلما يعلم ملالي طهران و تعلم حکومة نوري المالکي من أنه لم يعد هنالك من أي سلاح في المعسکر، ومن هنا، فإن الکلام عن مرحلة ما بعد إخلاء معسکر أشرف ضروري إثارته منذ الان إذ أن عدم الاستجابة لمطالب سکان أشرف و ممثلهم في باريس بإعادة تفتيش المعسکر للتأکد من خلوه من الاسلحة، يعني بالضرورة تصديقهم و رفض المزاعم المضادة لهم، وان الکرة الان في ملعب"جوقة و لمة"إتهام الاشرفيين بأنهم يخفون أسلحة في المعسکر، ولديهم الوقت الکافي قبل إخلاء المعسکر لکي يبادروا الى إرسال بعثة دولية للتفتيش و إلا...فليخرسوا الى الابد!

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية