الخميس، 24 مايو 2012

مفاوضات بغداد: طهران تستبق الفشل باتهام الغرب

استبقت إيران الفشل المحتمل لمحادثات بغداد بينها وبين مجموعة 5+1 حول ‏برنامجها النووي ‏باتهام الغرب بـ"الإصرار" على إبقاء الحظر المفروض ‏عليها، بينما تشكك إسرائيل في جدية طهران ‏وتطالبها ‏بتقديم تنازلات حقيقية بشأن إنهاء برنامجها.‏

وانتهت الجولة الاولى من المفاوضات بين ايران ومجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في ‏مجلس الامن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) اضافة الى المانيا، ومن المقرر ‏أن تبدأ الجولة الثانية في وقت لاحق الأربعاء.‏

ونقلت قناة العالم الإيرانية عن موفدها الى مقر انعقاد المحادثات قوله أن "اجواء التفاؤل الحذر الذي ‏ساد خلال اليومين الماضيين تراجع بسبب إصرار الغرب على ابقاء الحظر على ايران وفرض الولايات ‏المتحدة المزيد منها".‏

وأضاف نويد بهروز أن "ايران خففت من التوقعات الكبيرة بأن تكون محادثات بغداد حاسمة، وتعتبر ‏انها محطة اخرى على طريق ومشوار طويل من المحادثات" بينها وبين مجموعة الدول الخمس ‏الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) اضافة الى ‏ألمانيا.‏

وأكد موفد القناة أن إيران، التي تشهد أزمة مالية خانقة، "تنتظر من الغرب ان يرفع الحظر عنها ‏لكسب ثقة الشعب الايراني خاصة بعد الاتفاق الاخير بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية".‏

وكان المدير العام للوكالة الدولية يوكيا امانو قد أعلن الاثنين عن قرب توقيع اتفاقا بين الطرفين يهدف ‏الى تبديد الغموض حول طبيعة البرنامج النووي الايراني. غير ان هذا الاعلان قوبل بتحفظ وصل الى ‏حد التشكيك في الولايات المتحدة.‏

وأضاف بهروز أن طهران تؤكد بأن مفاوضات بغداد "لن تنحصر على الملف النووي وإنما يجب ان ‏تتناول قضايا اقليمية ودولية اخرى مثل نزع السلاح النووي في العالم"، في إشارة خاصة إلى ‏إسرائيل.‏

التضحية بالبيدق لإنقاذ الملك ‏

وتنظر السلطات الإسرائيلية بعين الريبة إلى ما روّج له البعض من احتمال التوصل ‏إلى تسوية ‏بخصوص البرنامج النووي الإيراني.‏

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد نبه الدول الغربية من "السقوط في شباك طهران، ‏بفعل رغبتهم الملحة ‏في التوصل سريعا إلى اتفاق بشأن برنامج إيران النووي". ‏

وقال نتنياهو الثلاثاء خلال زيارة له إلى جمهورية التشيك "من الواضح أنه ‏سيكون من الأفضل حل ‏هذا الأمر بالطريقة الدبلوماسية، لكن يجب أن أقول أنني لم أر أي ‏دليل على الإطلاق على أن إيران ‏جادة بشأن إنهاء برنامجها النووي".‏

وأضاف نتنياهو "يبدو وكأنهم يرون في المحادثات فرصة ‏أخرى للتأجيل والخداع، وكسب المزيد من ‏الوقت مثلما فعلت كوريا الشمالية لسنوات عديدة (...) فإيران ‏بارعة للغاية في لعب الشطرنج بهذه ‏الطريقة، وأحيانا تضطر إلى التضحية ببيدق لإنقاذ الملك".

وكانت بعض المصدر الصحفية قد تحدثت عن "معلومات مسربة من مصادر إسرائيلية عن فحوى ‏اتفاق بين طهران والوكالة النووية الدولية تقوم إيران بموجبه بتعليق تخصيب اليورانيوم حتى مرحلة ‏المقاربة لإنتاج السلاح بنسبة 20%، ولكنها لن تزيل أو توقف العمل بمنشأة فوردو النووية الواقعة ‏تحت الأرض، كما تطالب إسرائيل.‏

كما توقع إيران البروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر الانتشار، وبذلك تسمح لوكالة الطاقة الذرية ‏بالتوسع في تفتيش المواقع.‏

وبموجب الإتفاق المزعوم، تخفف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من العقوبات المفروضة على ‏إيران، مرحلة إثر مرحلة، وبرفع الحظر النفطي الذي من المفترض أن يدخل حيز التنفيذ في الأول من ‏شهر تموز/يوليو القادم.‏

ونقلت النيويورك تايمز والكريستيان ساينس مونيتور عن مسؤولين في ‏واشنطن لم تذكرهم بالإسم ‏‏"مخاوفهم" من عدم التزام إيران بتعهداتها.‏

فقال أحدهم أن "إيران تبدو كأنها توافق على مطالب غربية من أجل تجنب الحظر النفطي الوشيك" ‏وقال آخر أن "تحركات طهران يمكن أن يكون الهدف منها تقسيم التكتل الدولي".

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية