الجمعة، 15 يونيو 2012
بين ادة ووهاب
حازم الأمين
لا يوازي الخلل الأخلاقي لموقع جماعة "8 آذار" اللبنانية إلا انعدام الرشاقة السياسية الذي تتخبط به جماعة "14 آذار". والحال ان لكل من الخللين عمقهما في موقعي الجماعتين الاقليمي والمحلي. ولنجرِ معادلات سريعة لتبسيط هذا الادعاء:
1- اقليمياً
- "8 آذار" الى جانب النظام السوري الذي قتل حتى الآن أكثر من 15 ألف مواطن سوري. "14 آذار" لم تستطع حتى الآن بلورة موقف يتعدى المضمون الخطابي لانحيازها الى الثورة في سورية، كما هي عاجزة تماماً عن الاستثمار في ضعف النظام هناك. فالحكومة التي شكلتها دمشق في بيروت ما زالت "ضرورة".
- هناك صفاقة جلية في التبني المفتعل لقضية الصراع مع اسرائيل من قبل "8 آذار"، ذاك ان الوظيفة الداخلية لهذا الصراع لا تخفى على أي لبناني،
فهي الحرب الأهلية المقنعة، وهي ما أرسى معادلة: حرب مع اسرائيل كل 5 سنوات كفيلة بتمديد نفوذنا 5 سنوات أخرى، وخلال هذه السنوات لا بأس بتطويب عملاء قديسين ولا بأس من اجتياح بيروت وقتل مواطنين فيها.
وفي مقابل هذه الصفاقة تتخبط "14 آذار" بما حددته لها "8 آذار" من سقف في الخطاب السياسي لجهة مسألة الصراع مع اسرائيل. فاللبنانيون يعرفون أيضاً ان المزاج الفعلي لـ"14 آذار" في مسألة الصراع العربي - الاسرائيلي ليس على الاطلاق المضمون "المقاوم" لـ"8 آذار" على ما تفعل اليوم "14 آذار". هي تريد السلام ولا تريد الحرب. وهي استثمرت في موقع مختلف عن الموقع "الممانع"، لكنها ولبؤس في حالها عاجزة عن المجاهرة بما تعتقده، لا بل تجد نفسها دائماً ملزمة بتبني خطاب الممانعة المزيف.
2- داخلياً
- "8 آذار" تسعى لابتلاع البلد، جارفة في طريقها طوائف كبرى وصغرى (7 أيار نموذجاً أولاً، وتقنية القمصان السود لتشكيل الحكومات نموذجاً ثانياً وطاولة الحوار اليوم نموذجاً ثالثاً)، وفي هذا الوقت يكمن بؤس "14 آذار" في سوقها مخفورة الى الحوار وربما لاحقاً الى "المؤتمر التأسيسي" الذي دعا اليه الأمين العام لـ"حزب الله" في خطابه الأخير. وكل ذلك بانتظار ان تنجدها الثورة في سورية بما لم تتمكن من استثماره حتى الآن.
- ولعل معادلة الخلل الأخلاقي (8 آذار) في مقابل قصور الخيال والذكاء (14 آذار)، ينجلي أكثر في صور الوجوه التلفزيونية لكلا الجماعتين: فلنستعرض في أذهاننا وجوهاً تلفزيونية تولت تظهير موقع الجماعتين. ولأن الاسماء الصريحة تجرح فلنستعن بالأوصاف. الصفاقة الـ8 آذارية في مقابل ثقل الظل الـ14 آذاري. ثقافة البعث في مقابل ثورة الأرز. ناصر قنديل في مقابل عمار حوري... واذا ذهبنا الى مستويات أقل سلبية (تلفزيونياً) فسنحصل على وئام وهاب في مقابل كارلوس ادة، سنحصل على خفة شقيّ جبلي في مقابل نقاء لا يمكن تصريفه في الحياة السياسية اللبنانية.

3:32 م


Posted in:
0 comments:
إرسال تعليق