مع تعليق مراقبي الامم المتحدة مهماتهم في سوريا، دخل الصراع فيها وعليها مرحلة جديدة قد لا تنتهي إلا بانهيار النظام ميدانيا، وسقوط العاصمة دمشق بيد الثوار، نقول هذا ولا نبالغ، بل اننا نستند في قراءتنا الى المعطيات الميدانية التي توافرت لدينا في الايام القليلة الماضية. فالثورة وصلت الى العاصمة التي يندر هذه الايام الا تنام على اصوات الرصاص والانفجارات. كما ان ريف دمشق بمعظمه ثائر وقد خرج عن سيطرة النظام في سوريا. ولعل اهم ما أدلى به اخيراً رئيس بعثة المراقبين الأمميين الجنرال مود، قوله ان اجزاء واسعة من الاراضي السورية خرجت عن سيطرة النظام، مما يؤشّر لارتفاع منسوب التفكك في سلطة بشار وبطانته.
المواجهات مشتعلة في كل مكان، والجيش الحر يقاوم آلة النظام العسكرية المدججة بالسلاح والذخائر من كل نوع ببسالة نادرة، ويمنعها من حسم سيطرتها على أي بقعة من البقاع المشتعلة. فما من مدينة او قرية او بلدة استطاع النظام ان يحسم فيها، ويثبت سيطرته بشكل نهائي. حمص على سبيل المثال التي مضى على حرب النظام المفتوحة ضدها اكثر من ثمانية اشهر، ما استسلمت، وحوّلت اعلان انتصار النظام الذي اعلن غداة سقوط بابا عمرو مهزلة، ومعها زيارة بشار الاسد الميدانية التي حصلت في حي فاحت منه روائح الموت.
لا يعني ذلك أن الرحلة نحو القصر الرئاسي صارت ميسّرة، بل انها صارت ممكنة، وما عاد التفوق العسكري الكبير الذي يتمتع به النظام بكاف لمنع سقوط النظام. ومن المهم هنا الاشارة الى تطور في تسليح "الجيش الحر"، والى ارتفاع كبير في أعداد المنشقين والمقاتلين الآتين من الحياة المدنية بحيث بات ممكنا مواجهة قوات بشار الاسد في كل مكان. أكثر من ذلك، وبالاشارة الى ما يحكى عن تورط "حزب الله" في اعمال عسكرية وامنية وحتى في مذابح في سوريا، فإن الثوار المقاتلين في سوريا يقولون لنا انهم لا يهابون "حزب الله"، وهم مستعدّون لمواجهة عناصره على أرض سوريا كغزاة ومحتلّين!
لقد تطور الوضع على الارض، وحسم مصير بشار الاسد بإستحالة ان يكون جزءا من مستقبل سوريا. فقد خسر سوريا تماما كما خسر لبنان بسبب الرعونة والخفة في التعامل مع حركة التاريخ، فلم يفهم ان التاريخ عبارة عن موجات كبرى، أكبر وأقوى من إرث والده أو دموية بطانته.
واليوم، فإن الثورة السورية قد استحقت عن جدارة لقب ام الثورات العربية، فمعركة الحرية والكرامة التي يخوضها الشعب السوري هي مصدر الهام لملايين العرب من الخليج الى المحيط، ومن يواجهون قتلة الاطفال ومغتصبي النساء وحارقي الاجساد إنما يخطون تاريخا عربيا مشرفا. اما نحن فنحمد الله أننا نعيش هذه اللحظات التاريخية، فيما نشهد دفن جمهورية حافظ الاسد واولاده!
علي حمادة
المواجهات مشتعلة في كل مكان، والجيش الحر يقاوم آلة النظام العسكرية المدججة بالسلاح والذخائر من كل نوع ببسالة نادرة، ويمنعها من حسم سيطرتها على أي بقعة من البقاع المشتعلة. فما من مدينة او قرية او بلدة استطاع النظام ان يحسم فيها، ويثبت سيطرته بشكل نهائي. حمص على سبيل المثال التي مضى على حرب النظام المفتوحة ضدها اكثر من ثمانية اشهر، ما استسلمت، وحوّلت اعلان انتصار النظام الذي اعلن غداة سقوط بابا عمرو مهزلة، ومعها زيارة بشار الاسد الميدانية التي حصلت في حي فاحت منه روائح الموت.
لا يعني ذلك أن الرحلة نحو القصر الرئاسي صارت ميسّرة، بل انها صارت ممكنة، وما عاد التفوق العسكري الكبير الذي يتمتع به النظام بكاف لمنع سقوط النظام. ومن المهم هنا الاشارة الى تطور في تسليح "الجيش الحر"، والى ارتفاع كبير في أعداد المنشقين والمقاتلين الآتين من الحياة المدنية بحيث بات ممكنا مواجهة قوات بشار الاسد في كل مكان. أكثر من ذلك، وبالاشارة الى ما يحكى عن تورط "حزب الله" في اعمال عسكرية وامنية وحتى في مذابح في سوريا، فإن الثوار المقاتلين في سوريا يقولون لنا انهم لا يهابون "حزب الله"، وهم مستعدّون لمواجهة عناصره على أرض سوريا كغزاة ومحتلّين!
لقد تطور الوضع على الارض، وحسم مصير بشار الاسد بإستحالة ان يكون جزءا من مستقبل سوريا. فقد خسر سوريا تماما كما خسر لبنان بسبب الرعونة والخفة في التعامل مع حركة التاريخ، فلم يفهم ان التاريخ عبارة عن موجات كبرى، أكبر وأقوى من إرث والده أو دموية بطانته.
واليوم، فإن الثورة السورية قد استحقت عن جدارة لقب ام الثورات العربية، فمعركة الحرية والكرامة التي يخوضها الشعب السوري هي مصدر الهام لملايين العرب من الخليج الى المحيط، ومن يواجهون قتلة الاطفال ومغتصبي النساء وحارقي الاجساد إنما يخطون تاريخا عربيا مشرفا. اما نحن فنحمد الله أننا نعيش هذه اللحظات التاريخية، فيما نشهد دفن جمهورية حافظ الاسد واولاده!
علي حمادة

1:47 م

Posted in:
0 comments:
إرسال تعليق