الاثنين، 25 يونيو 2012

"نظرية المؤامرة" في حروب "الضاحية": آل المقداد" شريك لـ"الناتو" و"الحزب" فقد السيطرة!

علي حيدر "حرب العائلات" ليست ظاهرة جديدة في شوارع الضاحية الجنوبية، رغم أنها تفاقمت في الأسبوع الماضي، وبقيت مفتوحة على احتمالات التجدد في أي وقت لاحق! فلطالما دارت حروب صغيرة فيها، بسبب صراعات "العائلات" على النفوذ والسيطرة وفرض الهيمنة، أو النزاع على جباية "الخوات" التي درجت مؤخرا. بداية "الخوات": شقيق النائب "علي عمّار"! و هنا لا بد من التذكير أن أول عهد الضاحية بنظام "الخوّات" كان عندما أطلق حزب الله يد "فاروق عمّار"، شقيق النائب الإلهي "علي عمار"، بعد حرب تموز ٢٠٠٦، ليفرض على المحال والمطاعم والشركات والمؤسسات التجارية في الضاحية "معادلة الأمن مقابل المال"! هذه الخطوة فتحت شهية العائلات غير المنضبطة في "الضاحية" على فرض نظامها الخاص. فتحوّل "آل المقداد"، القادمون من جرود بعلبك وجبيل، والذين يقطنون في محلة "الرويس" في حي خاصٍ بهم، إلى "جُباة" في الأحياء المجاورة لمكان إقامتهم وإخضاعها بالقوة لنفوذهم. كذلك آل "زعيتر" البقاعيون، والذين يستوطنون في "حي السلُّم" و جوار "الجامعة اللبنانية"، تحولوا إلى هيئة جمركية تجبي الضرائب على دخول السيارات وخروجها من وإلى مناطق سيطرتهم، والأمثلة كثيرة.... وبما أنه "حاميها حراميها"، و"ما حدا أحسن من حدا"، بدأت عائلات أخرى تستقوي بعديدها وتمدّدها الديمغرافي. فانضم إلى العصابات العائلية، المستقوية بـ"الحزب"، آل "الخنسا" و"آل كركي" و آل "غصين"، وغيرهم! صورة قديمة من حرب "أمل" و"الحزب"! رزق الله على أيام زمان! حرب "الزعيمين": أمين كركي وحسن المقداد! "أمين كركي" زعيم آل كركي في "المِشرفيّة"، كان عنصرا في حزب الله تم تجميد عضويته بعدما ذاع صيته بقضايا رشاوى وتجارة ممنوعات! لكنه ظل محتفظاً بـ"قنوات خاصة" تربطه بحزب الله! هذه النماذج من البشر يجمدها حزب الله جانبا، ليستعملها في مهمات خاصة به عند الضرورة! كذلك "حسن المقداد"، زعيم آل المقداد لاقى المصير نفسه. فنمت بين الرجلين، أو "الزعيمين"، منافسة ذات حدين: الاحتفاظ بمسافة قريبة من حزب الله، وتمدّد النفوذ. وربما لأسباب تتعلق بعمليات نقل أموال، وبعض الصفقات المشبوهة التي مرّرها تجار في "الحزب" من تحت الطاولة بالتعاون مع أمين كركي، فقد ثارت ثائرة "حسن المقداد"، فافتعل آل المقداد حادثة "الكفاءات"، واشتبكوا مع عناصر من حزب الله وأطلقوا الرصاص على منزل "أبوهادي" المسؤول الأمني في الحي. نشاطات "إلهية" و"عائلية"!: سلاح ومخدرات ونساء وتبييض أموال! بعد أقل من أسبوع كانت "المشرفية" على موعد مع حادثة أخرى سقط ضحيتها أربعة جرحى. هذه المرة، حصلت الحادثة بين مستأجرين من "آل غصين" في حي "آل كركي" الملاكين. وجدت جماعة "حسن المقداد" في الإشكال فرصة أخرى لها للإشتباك مع "آل كركي"، وهكذا كان. صراع العائلات الدخيلة في الضاحية الذي كان يتحكم به حزب الله عن بعد لم يكن يشكل قلقا أو حرجا له في الماضي! بل ربما كانت هذه الصراعات سبباً في تصاعد شعبيته بين عائلات الضاحية "الأصيلة" و"الدخلية"!حيث ظل، ولوقت طويل، "مرجعاً" لحل النزاعات وتهدئة الخواطر وإعادة الحق لأصحابه! لكنه، ما إن دخل في اللعبة، وصار طرفا فيها، مستخدما "العائلات" حجارةَ شطرنج في تجارات مشبوهة، من سلاح ومخدرات إلى نساء وتبييض أموال، فقد وقع في "المحظور"، وانضم رسميا إلى "مافيا" كبيرة الحجم، واسعة النفوذ، لا يختلف عن أي طرف متفلت فيها! رغم أن كل الدلائل و الوقائع تشير إلى أن حزب الله بتدليله للعصابات العائلية، وتغاضيه عن تجاوزاتها طمعا في المال أولا، وبـ"ثقلها الإنتخابي" في مناطق تصويتها ثانيا، قد أدخل الضاحية وسكانها في ورطة أمنية لا تبشر بالخير في القادم من الأيام! ورغم اعتراف قادته، أكثر من مرة، بالعجز الكامل عن إيجاد مخرج ملائم لهذه الورطة، واستنجادهم بأجهزة الدولة مرارا وتكرارا، لكن منطق "المكابرة" ما زال سائدا متحكما بأدبيات تفسيره لما يجري! " نظرية مؤامرة آل مقداد الدولية".. على الحزب والضاحية! من بين الإشاعات التي بدأت تسري في الضاحية الجنوبية مؤخرا، على وقع الأحداث الأمنية المتلاحقة، أن "مكيدة" تُدَبَّر لـ"الضاحية" و "حزب الله" بالذات، لجرجته إلى حرب شوارع في منطقته، وتحويل "الضاحية" إلى بؤرة أمنية متوترة على شاكلة طرابلس! ويؤكد المنجمون الأمنيون أن قسما من "آل المقداد"، المعروفين بعدائهم لحزب الله وانشقاقهم عن الطائفة، قد تلقوا مساعدات مالية من دول عربية و دعما عسكريا من جهاز مخابرات غربي، وعقدوا سلسلة اجتماعات تحضيرية ولقاءات في العاصمة بيروت مع سفراء أجانب و قيادات من تيار المستقبل والقوات اللبنانية، تمهيدا لوضع خطة مناسبة لضرب المقاومة في عقر دارها، بعد أن فشلت كل محاولات ضربها من الخارج! بدءاً من الحروب الإسرائيلية والهجمات السياسية التي يقودها فريق 14 آذار المطالبة بنزع السلاح من أيدي المقاومين، وكذلك الحملات الإعلامية الممنهجة! وعلى ذمة المنجمين إياهم، أن حزب الله على درجة عالية من الإرباك والضياع، وإذا ما استمرت الحال على هذا المنوال، فهو لن يصوب سلاحه إلى الداخل خاصة بوجه أشقاء الدم والطائفة، ولن يقوم بإحراق الضاحية وتحويلها إلى طرابلس ثانية! لكنه في الوقت ذاته لن يبقى مكتوف اليدين أمام هذه الإستفزازات! بداية النهاية لسيطرة الحزب على "الضاحية"؟ للمرة الاولى في تاريخ الضاحية الجنوبية الأمني، يتغير مصطلح "الجهوزية التامة" لدى حزب الله إلى توتر دائم! ويتبين من خلال "حرب الشوارع" التي تتنقل في أحيائها أن المنظومة الامنية المحكمة السيطرة بدأت تتهاوى تحت ضربات الاستفزاز، ويجرجر ما أعد للعدو من قوة الى الشارع لمواجهة الأخ والشقيق! أيام الضاحية هذه لا تشبه أيام 7 أيار، حين كان مبرّر اقتحام بيروت هو حماية سلاح المقاومة! السلاح هنا في أيد أمينة، والحدود مع إسرائيل بعيدة هنا، كما لا وجود هنا لـ"متآمرين" و"أعداء"! هنا "بيئة مقاومة" حضنت وساعدت وحمت وحاربت حتى آخر قطرة دم وحبة تراب! فهل هذه بداية النهاية؟؟؟

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية