صيف بحمدون هذا الموسم لم يكن كالسابق، فالمشهد المألوف فيها وفي جارتها عاليه ومحيطهما لخليجيين وسياح من جميع الأنحاء والأرجاء غاب كلياً، وحتّى نسبة اللبنانيين الذين يقصدون هذه المنطقة عادة كانت ضئيلة قياساً بالأعوام الماضية، لتشهد مكانهم حضوراً لافتاً لسوريين عموماً ودمشقيين تحديداً، غيّروا المشهد وانعكست الحال على الحركة التجارية، فمن مصطافين جاؤوا لتنشق الهواء العليل والتسوق وحضور الحفلات والسهرات، الى عائلات دمشقية نازحة مترافقة مع حالة انسانية نتيجة الوضع المأزوم في سوريا وعاصمتها.
الحركة هادئة في محطة بحمدون طوال النهار، وتكاد تخال أن فنادقها الفخمة الخمسة خالية من النزلاء لولا وجود عدد من السيارات المركونة أمامها والتي تحمل لوحات سورية (دمشق). كل نزلاء الفنادق من التابعية السورية ومن عائلات ميسورة نسبياً، هربت من آتون النار والمواجهات. فالاصطياف الناشط تحوّل بين ليلة وضحاها معاناة انسانية لوافدين قسراً، حالة عاشها اللبناني لسنوات وسنوات وتمرّس بها.
حركة النزوح في اتجاه بحمدون الضيعة والبلدة بدأت مع اندلاع المواجهات في دمشق، مما يشير الى أن النازحين هم من أبناء العاصمة السورية والجوار. ومن دون السؤال تكاد أن تعرف حالهم من سياراتهم الفخمة، وهي من الطراز الجديد، وكذلك الأمر من حجوزاتهم في الفنادق المصنفة خمس نجوم. وبحسب مراصد البلديات، فإن حركة النزوح تقوى وتخف وفقاً لصخب الأوضاع أو هدوئها في سوريا. ففور ظهور تباشير الهدوء النسبي، يغادر كثير من العائلات التي تعاود الحضور مع غيرها عند أي جديد أمني. الا أنه لا يمكن تحديد عدد العائلات الوافدة بدقة، خصوصا ان العديد منها لم يقصد الفنادق والشقق المفروشة، بل عمد الى استئجار شقق سكنية في بلدات بعيدة عن بحمدون، في المتن الأعلى وعاليه، ومنها من لجأ الى أقارب.
التوافد رهن التطورات
في محطة بحمدون نحو 1000 عائلة، وهذا العدد قابل للزيادة والنقصان بحسب تطور الأوضاع السورية. فمثلا في "أوتيل الصفاة" الفخم عند مدخلها لجهة بعلشميه، هناك 55 عائلة كلها من المقتدرين مادياً. ويرتفع العدد الى ما يراوح بين 1500 و2000 عائلة إذا ضممنا الى محطة بحمدون، بحمدون الضيعة التي وإن افتقدت الى الفنادق إلا أن أهلها اعتادوا الاستثمار السكني.
غير أن الأعداد النازحة في اتجاه بحمدون وجوارها في هذه الآونة، تُبقي النسبة المئوية في حدود 30 في المئة مقارنة بحضور الخليجيين والسياح في الأعوام الأخيرة.
ويجمع مشغّلو الفنادق ومؤجّرو الشقق على أن "أوضاع السوريين مأسوية ووفادتهم قسرية. لذا، فإنه يكاد أن يقتصر ما نأخذه منهم على ثمن توفير الكهرباء من خلال المولدات والمياه عبر الصهاريج، مع الاشارة الى أن المنطقة لا تُغذى بالتيار سوى ساعتين يومياً". مع هذه الأجواء، فإن أبناء المنطقة ومشغلي الفنادق لا يقاربون الموسم السياحي بالحالة الكارثية التي يعيشها السوريون الوافدون الى قرى الجبل وبلداته.
وأجمع عدد من الذين التقتهم "النهار" من أصحاب الشقق السكنية الصغيرة والمتوسطة، على" أن الايجار الشهري للشقة خُفض الى النصف تقريباً هذا الصيف، نظراً الى المعاناة التي يعيشها جيراننا السوريون، ففيما مضى كنا نؤجر الشقة بـ400 الى 500 دولار شهرياً، أما اليوم فإننا نؤجرها من العائلات السورية بـ 200 الى 400 دولار وحتى 150 دولاراً.
أبو رجيلي
رئيس بلدية محطة بحمدون أسطه أبو رجيلي قال لـ"النهار": "لم يطلب أحد منا في البلدية شيئاً، لكننا نعرف واجباتنا ولا سيما منها تكريم الضيف. هذه صناعة نتقنها وليس عندنا غيرها. هناك تعاون بين البلدية وأصحاب الفنادق والشقق لتأمين المستلزمات الحياتية، فكرامة هؤلاء الوافدين يجب أن تبقى مصونة وهي أهم من تأمين المأكل والملبس. إننا نؤمّن الراحة لهؤلاء فالكرامة أهم من الأكل، ونعاملهم ضيوفاً لا مهجرين".
وشدد "على سد حاجات العائلات السورية خصوصاً اننا مررنا في مثل هذه التجربة"، نافياً "أن تكون هناك حاجة الى فتح المدارس لأن العائلات الوافدة هي من بيئة مقتدرة، ومنذ لحظة وصولها قصدت الفنادق الفخمة والشقق السكنية".
وأوضح أن البلدية تحصي أعداد الوافدين، "فالأرقام تتفاوت كل يوم زيادة ونقصاناً بحسب الأوضاع في سوريا ولا سيما منها العاصمة دمشق".
''رمزي مشرّفية''
الحركة هادئة في محطة بحمدون طوال النهار، وتكاد تخال أن فنادقها الفخمة الخمسة خالية من النزلاء لولا وجود عدد من السيارات المركونة أمامها والتي تحمل لوحات سورية (دمشق). كل نزلاء الفنادق من التابعية السورية ومن عائلات ميسورة نسبياً، هربت من آتون النار والمواجهات. فالاصطياف الناشط تحوّل بين ليلة وضحاها معاناة انسانية لوافدين قسراً، حالة عاشها اللبناني لسنوات وسنوات وتمرّس بها.
حركة النزوح في اتجاه بحمدون الضيعة والبلدة بدأت مع اندلاع المواجهات في دمشق، مما يشير الى أن النازحين هم من أبناء العاصمة السورية والجوار. ومن دون السؤال تكاد أن تعرف حالهم من سياراتهم الفخمة، وهي من الطراز الجديد، وكذلك الأمر من حجوزاتهم في الفنادق المصنفة خمس نجوم. وبحسب مراصد البلديات، فإن حركة النزوح تقوى وتخف وفقاً لصخب الأوضاع أو هدوئها في سوريا. ففور ظهور تباشير الهدوء النسبي، يغادر كثير من العائلات التي تعاود الحضور مع غيرها عند أي جديد أمني. الا أنه لا يمكن تحديد عدد العائلات الوافدة بدقة، خصوصا ان العديد منها لم يقصد الفنادق والشقق المفروشة، بل عمد الى استئجار شقق سكنية في بلدات بعيدة عن بحمدون، في المتن الأعلى وعاليه، ومنها من لجأ الى أقارب.
التوافد رهن التطورات
في محطة بحمدون نحو 1000 عائلة، وهذا العدد قابل للزيادة والنقصان بحسب تطور الأوضاع السورية. فمثلا في "أوتيل الصفاة" الفخم عند مدخلها لجهة بعلشميه، هناك 55 عائلة كلها من المقتدرين مادياً. ويرتفع العدد الى ما يراوح بين 1500 و2000 عائلة إذا ضممنا الى محطة بحمدون، بحمدون الضيعة التي وإن افتقدت الى الفنادق إلا أن أهلها اعتادوا الاستثمار السكني.
غير أن الأعداد النازحة في اتجاه بحمدون وجوارها في هذه الآونة، تُبقي النسبة المئوية في حدود 30 في المئة مقارنة بحضور الخليجيين والسياح في الأعوام الأخيرة.
ويجمع مشغّلو الفنادق ومؤجّرو الشقق على أن "أوضاع السوريين مأسوية ووفادتهم قسرية. لذا، فإنه يكاد أن يقتصر ما نأخذه منهم على ثمن توفير الكهرباء من خلال المولدات والمياه عبر الصهاريج، مع الاشارة الى أن المنطقة لا تُغذى بالتيار سوى ساعتين يومياً". مع هذه الأجواء، فإن أبناء المنطقة ومشغلي الفنادق لا يقاربون الموسم السياحي بالحالة الكارثية التي يعيشها السوريون الوافدون الى قرى الجبل وبلداته.
وأجمع عدد من الذين التقتهم "النهار" من أصحاب الشقق السكنية الصغيرة والمتوسطة، على" أن الايجار الشهري للشقة خُفض الى النصف تقريباً هذا الصيف، نظراً الى المعاناة التي يعيشها جيراننا السوريون، ففيما مضى كنا نؤجر الشقة بـ400 الى 500 دولار شهرياً، أما اليوم فإننا نؤجرها من العائلات السورية بـ 200 الى 400 دولار وحتى 150 دولاراً.
أبو رجيلي
رئيس بلدية محطة بحمدون أسطه أبو رجيلي قال لـ"النهار": "لم يطلب أحد منا في البلدية شيئاً، لكننا نعرف واجباتنا ولا سيما منها تكريم الضيف. هذه صناعة نتقنها وليس عندنا غيرها. هناك تعاون بين البلدية وأصحاب الفنادق والشقق لتأمين المستلزمات الحياتية، فكرامة هؤلاء الوافدين يجب أن تبقى مصونة وهي أهم من تأمين المأكل والملبس. إننا نؤمّن الراحة لهؤلاء فالكرامة أهم من الأكل، ونعاملهم ضيوفاً لا مهجرين".
وشدد "على سد حاجات العائلات السورية خصوصاً اننا مررنا في مثل هذه التجربة"، نافياً "أن تكون هناك حاجة الى فتح المدارس لأن العائلات الوافدة هي من بيئة مقتدرة، ومنذ لحظة وصولها قصدت الفنادق الفخمة والشقق السكنية".
وأوضح أن البلدية تحصي أعداد الوافدين، "فالأرقام تتفاوت كل يوم زيادة ونقصاناً بحسب الأوضاع في سوريا ولا سيما منها العاصمة دمشق".
''رمزي مشرّفية''
0 comments:
إرسال تعليق