الأحد، 19 أغسطس 2012

التأمر الأعلامي في خدمة تلميع صورة نظام الأسد

مصادفات وتربيطات ومصالح عديدة جمعت بين ميشال سماحة ورجل الاعمال والاعلام النفطي في الخارج رجا وديع صيداوي، لعل أولها ان الاثنين مسيحيان، الأول لبناني والثاني سوري، يريان ان نظام آل الأسد الأب والابن أقام حلفاً مع روم كاثوليك وارثوذكس لبنان وسوريا ضمن مشروعه لحلف الاقليات في البلدين. والاثنان اقتربا من دائرة نظام الأسد خاصة في شقه الأمني الذي يبدأ مع الرئيس ويصل إلى حاجب في وزارة الاوقاف السورية. ليس معروفاً كثيراً متى بدأت العلاقة بين الرجلين، لكن المعروف ان صيداوي شجع سماحة كثيراً على تعزيز علاقته مع استخبارات الشام، بعد ان علم منه في لقاءات تكررت بينهما في باريس ان الطريق يتم تعبيده بزيارات متكررة لسماحة إلى دمشق. وقيل كثيراً ان صيداوي لم يشجع سماحة فقط بل وأقنع أصدقاءه في الحكم السوري ان هذا الشاب الخارج من حزب الكتائب مستعد أن ينظف طريق بيروت – دمشق يومياً لتوثيق صلته مع حاكمها. لم يجد عقل دمشق الأمني الحاكم الحاقد على العائلات السياسية في لبنان وسوريا، صعوبة في هضم اندفاع سماحة نحوه، فهذا الشاب القادم من مصلحة الطلاب في حزب الكتائب في عهد مؤسسه بيار الجميل، يشبه مشروع آل الأسد في التمرد على المدن والعائلات السياسية. ميشال سماحة ابن الطبقة دون الوسطى في لبنان، الملتحق دائماً بمدارس حكومية مجانية في لبنان، المتنقل بين قريته في المتن الشمالي – الجوار إلى حيه في المتن الجنوبي – عين الرمانة، كان يسرّ في لقاءاته لبعض الرفاق ان حزب الكتائب يجب أن يخرج من عباءة آل الجميل البورجوازية إلى أبناء فقراء المسيحيين وهو الحزب الديموقراطي الاجتماعي. كان رجا صيداوي وما زال قريباً مقرباً من نظام آل الأسد، ورغم الثورة الشعبية العارمة ضده منذ 17 شهراً وعشرات آلاف المظلومين قتلاً وملايين المهجرين، وحرب الابادة التي يشنها بشار ضد السوريين، فإن رجا صيداوي كصديقه سماحة يؤيد بشار، كل حسب امكاناته ورؤيته. رجا المتغرب في الجامعة الأميركية في بيروت، طالباً من البعث، مؤيداً لمرشحيه في الانتخابات الطلابية، وهو ابن وديع صيداوي مؤسس جريدة ((النصر)) المعادية للوحدة وعبدالناصر متنقلاً بين جريدة والده إلى صحافة النفط الريادية في بيروت ((عالم النفط)) لمكرم عطية قبل أن يقيم رجا دعوى قضائية يحصل بها على المجلة المتخصصة) انتقل إلى أوروبا وأقام علاقات عامة مع شركات نفط عملاقة في المجال الاعلامي، حتى بات صاحب عدة مجلات نفطية فتحت له باب العلاقات واسعاً لعقد صفقات مع مصادر النفط الأهم في الوطن العربي السعودية والامارات.. أتاحت ثروة رجا صيداوي المالية أن يساعد النظام في سوريا بوسائل مختلفة، وكان عدد من ضباط الأسد والابن على قائمة القبض (payroll) من رجا، ويقال ان ميشال سماحة كان يتلقى مساعدات دائمة من صيداوي.. ولكن المؤكد ان رجا وظف الابنة الكبرى لصديقه ميشال للعمل عنده في إحدى مؤسساته الاعلامية بعد ان درست في لندن وأجرت تدريباً عنده. وفي جميع الحالات، كان رجا صيداوي وما زال أحد قنوات الاتصال لبشار مع مؤسسات أوروبية بهدف التحايل على قرارات العقوبات التي فرضت على نظامه بسبب إجرامه ضد السوريين، وهو يستقبل رجال اعمال سوريين مكلفين من النظام لتسهيل حصولهم على معدات يحتاجها الوحش الحاكم في دمشق لمزيد من إرعاب المواطنين السوريين. بعد طرد عصابات بشار من لبنان يوم 26/4/2005 اثر اغتيالها رفيق الحريري يوم 14/2/2005، تفتق ذهن البعض في سوريا على مشروع تنظيف سمعة بشار في أميركا، بعد ان حمّل العالم نظامه الامني السوري وتابعه اللبناني مسؤولية إرتكاب هذه الجريمة، كُـلف بمهمة الاتصال والتنسيق في عملية التنظيف هذه كل من جميل السيد، ميشال سماحة ورلى ثلج. اتصل سماحة بصديقه رجا الذي تلقى خبر اللجنة من أصدقائه في دمشق فساعد سماحة على الاتصال بالكاتب اليهودي في جريدة ((نيويوركر)) سيمور هيرش، وتم الاتفاق معه على تزويده بمعلومات دقيقة عن الاوضاع في المنطقة مقابل نشر بعض الاخبار التي يريد نظام الأسد نشرها عبره. ساعد هيرش في مهمته الكاتب المصري محمد حسنين هيكل والذي ما زال معادياً لثورة الشعب السوري معتمداً دائماً على معلومات يزوده بها هيرش الحاصل على معلوماته من سماحة المدعم بمصادر رئاسية في دمشق تبدأ ببشار الأسد شخصياً. شكل الخماسي هيكل، صيداوي، جميل السيد، ميشال سماحة، سيمور هيرش لوبياً للدفاع عن بشار وتنظيف سيرته وسمعته، وكانت رلى ثلج صديقة السيد المتعاونة معه منسقة هذه اللجنة وصوتها الاعلامي وكانت رلى صديقة مقربة من سفير أميركا في الكيان الصهيوني مارتن انديك (يهودي أيضاً)، ومع ان اللجنة خسرت بتوقيف جميل السيد آب/أغسطس 2005، عنصراً أساسياً فإنها استمرت، وما زال هيرش يسرب لهيكل معلومات بشار ويتولى هيكل بخ المواقف ضد الشعب السوري وثورته في كل مناسبة. ( الشراع)

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية