الجمعة، 24 أغسطس 2012

الغارديان:حـرب طويلـة تنتظـر سـوريا؟

بعض الحروب لا تنتهي. لقد حاربت القوات الروسية في شمال القوقاز على امتداد ثلاثة عقود، رفض فيها الكرملين بعناد الاعتراف بانتهاء مهمته هناك. هكذا يبدأ تقرير «الغارديان»، متسائلاً «ما الذي يدعونا للثقة في أن الحرب في سوريا، وهي دولة استفحلت فيها الانقسامات والضغائن، ستضع أوزارها بنهاية محددة، مثل الإطاحة ببشار الأسد وإرساء نظام يلتزم بإجراء انتخابات حرة ونزيهة؟». أما الخلاصة، فـ«لا شيء حتى الآن يشي بأن الأمور تتجه نحو الحسم». الأمثلة كثيرة لدعم هذا الحكم، وأبرزها القتال الدائر في حلب، فالأخيرة هي ثاني أكبر المدن السورية ويعوّل عليها الكثيرون في أن ترجح كفة فريق بين فريقي النظام والمعارضة. ولكن معركة حلب لن تنتهي قريباً. فالنظام من جهته يتردد في السيطرة على كامل المدينة، خوفاً من انشقاقات في صفوف جنوده تنتج عن ابتعاد هؤلاء عن مسؤوليهم. في المقابل، يواجه المقاتلون في المدينة معضلاتهم الخاصة، فوجودهم هو محل خلاف لدى الكثير من سكان المدينة الذين لا ينظرون إلى المقاتلين كمحررين بل كنموذج عن إرهاصات المعاناة الرهيبة المقبلة. وعلى الرغم من الانشقاقات عن الجيش النظامي والحكومة، وعلى الرغم من فقدان النظام للعديد من قياداته الأمنية في انفجار في دمشق، فإن جيش الأسد ما زال قوياً وما زال أمامه العديد من الخيارات. خلاصة «الغارديان» أتت مماثلة لما توصل إليه الكاتب في «الاندبندنت» روبرت فيسك، في ختام زياراته لحلب و«لقائه الحصري» بقائد العمليات العسكرية التابعة للجيش السوري في المحافظة. يؤكد فيسك أنه «لا توجد قوة يمكنها إسقاط نظام الأسد»، لافتاً إلى بقاء سيطرة قوات الأخير على المدن. كما نقل عن الجنرال السوري، رداً على تهديد وزير الدفاع ليون بانيتا بأن «حلب ستكون مسماراً في نعش نظام الأسد»، قوله إن «النظام سيبقى إلى الأبد. فلا قوة على الأرض يمكنها إسقاطه. فكل الأنظمة ستسقط، لكن سوريا ستبقى، لأن الله يقف بجانب أولئك الذين هم على حق». وكان فيسك كتب قبل يوم عن «مرافقة حصرية» قام بها مع قادة في الجيش السوري، وأشار إلى أنه على الرغم من سقوط القذائف بالقرب منه والاشتباكات العنيفة الدائرة بين قوات الجيش وقوات المعارضة، يؤكد قائد سوري أنه يستطيع تطهير مدينة حلب في غضون عشرين يوماً من مسلحي المعارضة، واصفاً المقاتلين بأنهم مثل «الجرذان، يستخدمون بنادق القنص تجاه جنود الجيش ثم يفرون ويختبئون في بالوعات الصرف الصحي». ولفت فيسك إلى أن «القائد العسكري ربما يتباهى بذلك، لأن المعركة في حلب في حقيقة الأمر لن تنتهي قريباً». وكشف فيسك خلال اجتماعه مع القادة العسكريين السوريين عن سر «الشعور بالثقة في نبرة حديثهم، فبالإضافة إلى تسليحهم وعتادهم الكامل استطاعوا الحصول على بعض أجهزة الاتصال، التي يستخدمها المقاتلون، ونجحوا في رصد بعض خططهم وتحركاتهم

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية