الاثنين، 13 أغسطس 2012

المدافعون عن سماحة يدينون أنفسهم... ويدينونه!

فادي شامية هو متهم حتى تثبت إدانته، ولو أحيل على المحكمة العسكرية مع المضبوطات والاعترافات!. هو متهم، غير مدان، ولو أنه لم يعمل بهذه القاعدة مع خصومه السياسيين، فكان سريعاً في إلقاء التهم وإصدار الأحكام على الملأ... ميشال سماحة، حتى هذه اللحظة، متهم بأدلة صلبة، وقد حظي بتحقيق لا عنف ولا إكراه فيه، وفق ما أعلن مدعي عام التمييز القاضي سمير حمود، الذي أشرف على التحقيقات، وعيّن طبيباً شرعياً وطبيباً تابعاً لقوى الأمن الداخلي لمعاينة سماحة. ورغم أن ما هو منسوب لسماحة، مضافاً إليه الأدلة الصلبة؛ خطير لدرجة تدفع إلى تريث أي مدافع عنه، فإنه يُفترض برفاق سماحة، إن رغبوا بالدفاع عنه، أن يستندوا إلى قاعدة أن "المتهم بريء"، ومن ثم الانتظار حتى ينتهي التحقيق، واعتبار ما يتسرب للإعلام بلا صدقية. هذا حقهم، مع العلم أن سماحة ورفاقه لطالما سربوا تحقيقات منذ لحظة التوقيف وأشاعوا أجواء تبين لاحقاً أنها تضليلية. غير أن ما يقوم به رفاق سماحة، سيء إلى درجة أنه يدين سماحة ومن يقوم به!؛ فوصف النائب محمد رعد التهم المنسوبة إلى سماحة بأنها "فبركات إعلامية" يسيء إلى "حزب الله"، ويسقطه لبنانياً أكثر، ودعوة النائب عاصم قانصوه إلى "قطع الطرقات وإحراق البلد" تؤكد رفض فريقه لقيام دولة في لبنان، واتهام الوزير السابق فايز شكر للقضاء خطير، ووصف مصطفى حمدان توقيف سماحة بـ "الخطف" أكثر خطورة... أما تحميل جميل السيد مسؤولية توقيف سماحة إلى السيد حسن نصر الله والعماد ميشال عون فهو تحريض سافر على الفتنة نفسها التي اتهم بها سماحة!. هذا إن لم نتوقف كثيراً أمام بعض المواقف الغبية، التي يطلقها رفقاء سماحة في الترويج للأكاذيب، والتي تتحدث عن توقيف سماحة بعد حصوله عن معلومات تدين رئيس الجمهورية تارة، وتدين سعد الحريري تارة أخرى!. ولعل الدفاع الأغرب عن سماحة هو ما سطّره، رئيس تحرير صحيفة الديار شارل أيوب؛ الذي أدان سماحة في معرض الدفاع عنه عندما هاجم الأجهزة الأمنية، لأنها "أوقعت" بالرجل، "فسمح لهم ميشال سماحة بنقل العبوات عبر سيارته ولم يسألهم عن المكان ولا عن الأهداف، بل إن المجموعة التي حوله قالوا إنهم يريدون العبوات المتفجرة كي ينتقموا لاستشهاد 11 قومياً في حلبا على يد النائب خالد الضاهر، ومع ذلك قال لهم ميشال سماحة: أنا ضد القتل لكن استعملوا سيارتي لنقل العبوات". أما ما هو أفظع؛ فهو سيل الاتصالات والضغوطات من الجانب السوري للإفراج عن سماحة، ليس لأنها تدخلاً في الشؤون اللبنانية وفي عمل الأجهزة الأمنية والقضاء فحسب، بل لأنها تؤكد التهم المنسوبة إلى سماحة، وكل ما تسرب عن التحقيقات معه!. ثمة في لبنان من لم يتعلم بعد من درس فايز كرم، أو أنه لا يريد أن يتعلم، لأنه لا يدافع عن سماحة وحسب، بل عن نفسه أيضاً.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية