الأحد، 30 سبتمبر 2012

اسرائيل تردّ الجميل الى حافظ الأسد

::غسان عبدالقادر:: إعتبر الدكتور صلاح عياش الرئيس السابق لجبهة الخلاص الوطني السورية "أنّ الثورة لم تخلق حتى الآن قيادة سياسية على المستوى المطلوب لأن المثقفين انضموا مؤخراً الى هذه الثورة الشعبية التي انطلقت من درعا وشوارعها لتعم ارجاء سوريا. من دون ان يكون هناك تنظير". واضاف المعارض السوري للنظام منذ 40 عاماً في حديث لموقع 14 آذار الاكتروني "أنّ المعاناة كانت المصدر الأساسي للثورة حين اعتقل اطفال حوران وعذبوا بشكل شنيع. وهنا اشبه للثورة الفرنسية ولكن دون فلاسفة لأن من قام بها هم مهمشوا مناطق حوران التي عاشت على حافة المجتمع السوري بعد ان اغتنى بشكل كبير". وعن الصراع داخل المعارضة، أشار عياش "الاخوان المسلمون تلقوا دعماً قطريا وتركياً بعد ان قمعهم حافظ الاسد خلال الثمانينات. لقد ركبوا المجلس الوطني ووزعوا القوى العسكرية على الارض وفق رغباتهم ومن خلال دعم فرقة ضد اخرى ولس على اساس وطني. ومع هذا فانا على يقين ان الثورة السورية ستنجب قيادات سياسية قادرة على الحفاظ على الثورة ليسيروا بالبلاد الى مستقبل افضل. الاحزاب السورية المعارضة حتى الآن لا تمارس دورها الصحيح ابداً كما أنّ المجلس الوطني انتهى ولفظ انفاسه الاخيرة. الجيش السوري الحرّ هو المؤسسة الوطنية التي ستكون العمود الفقري لمستقبل سوريا الى جانب الكيان السياسي الذي يولد". بالنسبة للمنشقين، اعتبر "ان من ينشق بشكل طبيعي ويلتحق بالثورة رأى الدمار بعيوه وبات متأكداً من زوال النظام وبالتالي نرحب بكل منشق. نحن ثوار ولسنا قضاة وبانتظار ان تنتهي الفترة الاسدية لنبني سوريا وفق نظام ديمقراطي متعدد قادر على احتضان الجميع. فامثال مناف طلاس مرحب بانشقاقهم ولكنه لا يتمتع النضج السياسي الكافي ليقود مرحلة الانتقالية المستقبلية". وعلق عياش على استمرار بشار الأسد حتى الآن قائلاً "من مفارقات القدر بالنسبة للوضع في سوريا انه يتلقى الدعم من طرفين هما اسرائيل وايران في الوقت عينه. فنظام الاسد شكل تقاطع بين الإثنين، ولكن وفق غايات مختلفة؛ اسرائيل غايتها تفكيك البنى السورية للدولة وتدميرها ومن يقوم بهذا العمل التخريبي هي العصابات الأسدية من خلال القصف الممنهج العشوائي. اما ايران فغايتها واضحة وهي استمرار المد الشيعي من فارس الى غزة مروراً بلبنان والعراق وسوريا التي تشكل جسراً لطهران. الروس لهم مصالحهم الاقتصادية مع ايران واهمها التمدد نحو المياه الدافئة". كما عزى الدكتور عياش الى تأخر الدعم الغربي للثورة إلى "سوء تصرف المجلس الوطني السوري المعارض من خلال الرفض المستمر لأي تدخل اجنبي في سوريا، ما خلق انطباعاً لدى الغرب ودوله ان الشعب السوري لديه كره للأجنبي وكان دائماً يبحث عن الحوار والحلول السلمية. تركيا كذلك حاولت عدة مرات ان تنقذ هذا النظام ولكن النظام استمر في عملية البطش. الآن بعد ان فات الاوان وبعد مرور اكثر من سنة بدأت المعارضة الاصرار على ضرورة التدخل الاجنبي ولكن بعد ان كانت حماسة الغرب تراجعت تجاه ذلك. وهذا ما صور المعارضين السوريين على أنهم مراهقون سياسيون. كما أن الغرب حذر للتدخل العسكري لاعتبارات عمليانية ولن نرى تحرك اميركي الا بعد الانتخابات الرئاسية. الشعب العربي بالنسبة للغرب هم مجرد ارقام لأن مصلحتهم يأتي على رأس اللائحة واكبر دليل على ما حدث من تدخل في ليبيا الذي لم يكن هدفه سوى الامساك بآبار ومنابع البترول هناك. وكذلك هناك دور لاسرائيل في منع الغرب من التدخل العسكري، بغية انهاك الآلة العسكرية السورية بفضل سياسة الارض المحروقة الذي يتبعها الأسد. حافظ الأسد قتل الفلسطينيين في عدة مناسبات خصوصاً في طرابلس في العام 1984 حين رماهم في البحر وما تقوم به اسرائيل الآن هو رد للجميل". وختم المعارض السوري "أنا أظن أنه اذا استمرت الثورة لاكثر من سنة فانه سيحدث انفجار كبير في لبنان بسبب الدمار الذي سيلحق في سوريا بل اني أرى ان الصراع الداخلي السوري سيمتد الى ابعدج من لبنان وكل دول الجوار مثل العراق والاردن بوجود متشددين في كل هذه البلدان بعضهم يعاون الثوار في داخل سوريا بعد ان حول النظام الثورة الى صراع كان على جميع الناس ان تحمل السلاح. واذكر ان هذا النظام قد خلق غالبية التنظيمات السلفية من جند الشام وفتح الاسلام وفق المبدا القائل أن النظام كان يهدد دائماً بتصدير الارهاب الى الدول المحيطة به".

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية