الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

"لماذا أرسلتم اولادي للموت في سوريا؟" هكذا تستقبل الأمهات قتلى حزب الله!

طارق نجم

"عدوتنا هي إسرائيل وليست سوريا...لماذا ارسلتم أولادي ليقتلوا هناك؟" لمدة 10 دقائق متواصلة استمر صراخ هذه المرأة الخمسينية في روضة الشهيدين (في ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله). جمهرة من النسوة المتشحات بالسواد تحلقن حول المرأة، أحطن بها لم يدعنها تستمر طويلاً في صراخها. أخذنها على حدة وتكفلن باسكاتها على طريقتهن، تارة بالتهديد وطوراً بالتهدئة. 

في تلك الليلة، كان التكتم سيّد الموقف في المقبرة الشهيرة الواقعة عند طرف منطقة الشياح والتي تضم عدداً كبيراً من من أضرحة شهداء حزب الله، على رأسهم عماد فايز مغنية الذي لا يمكن ان يفوتك ضريحه هناك حيث يعتبر محجاً للكبار والصغار. 

الأحاديث كانت مقتضدبة بالرغم من "أنّ الجثامين قد وصلت في وقت متأخر من الليل" وفق أحد المتواجدين في المكان الذي نقل لنا "أنّ الحزب أعتاد على التكتم الشديد على قتلاه الذين يسقطون في سوريا خصوصاً أن أعدادهم باتت مرتفعة، ويفضل إخفاء الموضوع قدر الإمكان ودفن القتلى وتسليمهم لذويهم بعض العاشرة ليلاً كي لا يثير جلبة كبيرة".

بالعودة إلى المعلومات ، فقد أشارت أنّ هذه الأم التي ودعت فلذتي كبدها في تلك الليلة هي من آل قشمر وقد سقط ولداها الشابان خلال القتال في سوريا وبالتحديد في اوائل ايام معركة حلب او ربما قبل ذلك نظراً لصعوبة التأكد من تاريخ مقتلهم. لم تكن الوالدة قشمر هي الأم الثكلى الوحيدة في ذلك اليوم المفجع، فقد وصل في ذلك اليوم 8 جثامين لقتلى حزب الله في سوريا وصولاً في فانات مقفلة قبل ان يوزعوا على سيارات الإسعاف. 

أما حسين وعلي قشمر فلم يوارا الثرى في روضة الشهيدين بل جرى تسليم الجثمانين هناك إلى الأهل بموازاة دفن رفاق لهم هناك. بالنسبة لدفن الأخوين قشمر فجرى في بلدتهم الجنوبية شقرا حيث نقل حسين وعلي إلى مثواهما الأخير مع التمني على أهلهم "مراعاة الموقف وعدم الخوض في تفاصيل استشهادهم حفاظاً على سرية العمل المقاوم" خصوصاً أنه برزت ظاهرة الإعلان عن وفاة شباب ونشر صورهم باللباس العسكري من دون شرح مكان وكيفية الوفاة.

وتشير المصادر، أنّه منذ الأشهر الأولى للثورة السورية بدأت أوساط حزب الله بالإعتياد على استقبال قتلى وجرحى تمّ تشييعهم في قراهم أو اسعافهم في مستشفيات تحت اشراف الحزب. إن كان إخفاء الجرحى ممكناً وله الكثير من المسوغات ومنها الإصابات خلال التدريب مع امكانية وضع المصابين ضمن قسم خاص في المستشفيات، فإنّ القتلى من الصعب إخفاءهم أو التكتم على سقوطهم. 

من هنا لم يكن أمام الحزب سوى تأجيل الإعلان عن مقتلهم وتبليغ أهاليهم أنهم في دورات طويلة الأمد خارج البلاد، ليأتي بعد ذلك الخبر اليقين بأنهم سقطوا "دفاعاً عن النهج الحسيني المقاوم" وهو الشعار الذي يتلطى خلفه الحزب ليبرر سقوط مقاتليه في جبهات القتال السورية. 

وفي هذا السياق ينبّه محللون، أنّ صفوف قتلى "المقاومة" التي تمتد من سوريا عبر الحدود الى لبنان وصولاً الى جبانات ومدافن بيروت والبقاع والجنوب، فإنها ترسم لحزب الله معالم المرحلة القادمة ومن شأنها أن تضع الحزب في المرتبة التالية بعد نظام الأسد على لائحة تصفية الحسابات التي تجري حالياً في سوريا. وكانت المعارضة السورية لطالما طالبت حزب الله بعدم التورط في المخاض السوري وعدم مؤازرة النظام ضد شعبه، دون ان يجد ذلك أذناً صاغية عند قيادة حارة حريك. 

وقد جاء إعلان الناطق الاعلامي باسم ثوار أعزاز، أن اعتذار الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هو المطلب الأول لإطلاق المخطوفين اللبنانيين لديهم، ليؤكد الخطف جاء كأولى الإنذارات العملية لنصر الله وحزبه، بعد أن استدعت مواقفه تجاه نظام الأسد استنكاراً على المستوى الداخلي والإقليمي. 

ونتيجة ذلك، وبحسب مصادر مقربة من ذوي الخطوفين، فإنّ الكثيرين من أهالي المعتقلين أنفسهم مع مرور الوقت، باتوا يحمّلون مسؤولية خطف الرهائن اللبنانيين وبقائهم رهن الإعتقال طوال هذه المدة لنصرالله نفسه، بالرغم من أنه جرى في وقت ما تقديم ما يشبه عريضة للحؤول دون اعتذار"سيد المقاومة". 

بإمكان نصرالله أن يكذّب المعلومات التي ينقلها ثوار سوريا حوال تواجد مقاتليه في صفوف الشبيحة، ويستطيع كذلك ان يدعي أن "الشباب" ذهبوا الى الدورات التدريبية أو إلى الزيارة كما هو شائع، ولا تفوت السيّد العبارات حمالة الأوجه حيث يزعم أنّ ىل المقداد قد تصرفوا من تلقاء أنفسهم وليس بأوامر مباشرة من اللجنة الأمنية للحزب....ولكن لسان السيّد لن يقدر أن يدلّس وينفي سقوط دماء لبنانيين أرسلهم ليقتلوا في مواجهة لا ناقة للبنان ولا جمل بها...أليس نصرالله من كان دوماً يفتخر بشهدائه!؟

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية