الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

معارك في القرداحة ... وزعيم الشبّيحة محمد الأسد جريحاً

فادي سعد وقعت اشتباكات عنيفة خلال الساعات الماضية بين مجموعات مسلّحة في القرداحة استمرت طوال ليل 30 أيلول - 1 تشرين الأول، حصيلتها حتى الآن خمسة قتلى من آل عثمان وستة من آل الخير وثمانية جرحى أحدهم محمد الأسد، زعيم الشبّيحة الأشهر، وفقاً لمصادر متقاطعة. وأضافت المصادر أن سبب الإشتباكات السجال بين شباب من آل الخير وعثمان وعبود من جهة، وبين محمد الأسد ومجموعة من مرافقيه وشبّان من آل شاليش على خلفية اعتقال أحد الناشطين العلويين. وتطوّر السجال إلى تبادل الشتائم بين الطرفين، أبدى فيه شباب من آل الخير وعثمان احتجاجهم وضيقهم من هيمنة آل الأسد على الطائفة، ومحاولتهم جرها إلى صراع مفتوح مع السنّة، وصل إلى حد توجيه أحد شبان آل عثمان كلامه إلى محمد الأسد قائلاً: "حلّوا عنا بقى". فما كان من محمد الأسد إلا أن تناول قنبلة يحملها على الدوام بقصد رميها على المجتمعين، لكن أحد شباب بيت عثمان عاجلَه برصاصه أصابته، وتطور الحادث ليتحول إلى اشتباكات استمرت طوال الليل. وأغلقت الطرقات المؤدية الى القرداحة لساعات عدة. كما شهد مستشفى العثمان في ضاحية تشرين القريب من حي الزقزقانية في اللاذقية حركة لافتة للإنتباه نتيجة نقل الجرحى والقتلى إليه بعد اشتباكات الليل. أما شبكة الاتصالات الخلوية التي يملكها رامي مخلوف، فتوقفت عن تغطية منطقة القرداحة. وكشف معارض علوي من ريف اللاذقية لموقع "NOW" أن "مجموعة شباب من بيت الخير وعثمان واسماعيل وغيرهم، كانت في مقهى يملكه آل الخير ويتناقشون في السياسة وينتقدون السلطة ويحملونها المسؤولية عما جرى في البلاد ... فسمعهم محمد الأسد الملقب بشيخ الجبل، فهددهم بقنبلة يدوية ومسدس فما كان من أحد أبناء عثمان، إلا أن أطلق النار عليه مباشرة. وهكذا بدأت معركة بالرصاص سقط نتيجتها عدد من الجرحى بعضهم في حالة خطرة... والوضع متوتر جدا في القرداحة...هذه هي الرواية الأكثر انتشاراً". من جهتها، اعترفت "قناة الدنيا" المؤيدة للنظام بطريقة غير مباشرة بما يحدث في القرداحة مشيرة إلى أن "قنوات الفتنة تقول إن ما يحصل في القرداحة هو اقتتال بين عائلات معادية لعائلة الأسد وأخرى مؤيدة لها. ومراسل الدنيا يؤكد أن ما يجري هو مجرد خلاف طفيف في وجهات نظر يجري حلّه بالطرق المعتادة". واعتبر أحد الناشطين في مدينة اللاذقية في حديث إلى موقع "NOW" أن "التخلص من محمد الأسد لا يفيد الثورة لأنه سيخّفف من الضغط الشعبي العلوي المتصاعد ضد النظام في الساحل واللاذقية تحديداً". لكنّ رأياً آخر يقول إن انقسام عوائل القرداحة إلى جبهة تضم آل الخير، جديد، عبود، عثمان وهم يشكلون مع حلفائهم 80 بالمئة من أهالي تلك المنطقة، ضد جبهة الأسد، شاليش، هو مؤشر على فرز واستقطاب وبداية خروج الصراع إلى العلن بعدما استمر وقتاً طويلاً في الخفاء. ناشط علوي آخر، أ.ن (حقوقي من ريف اللاذقية)، يقول إنه "إذا كانت المسألة بين شبيحة وزعران فسيتم حلها بالتراضي. أما إن كان الموضوع ذا أبعاد سياسية، فستكون الحادثة بداية لتحولات مهمة". أحد المناضلين العلويين من مدينة بانياس حبيب صالح والذي عانى السجن والملاحقة طويلاً، يقول إن "أسباب أحداث القرداحة تعود الى الضغط الناشئ عن الأعداد الكبيرة من القتلى في الجبل المنتمين لمنظمة الشبيحة، وتهميش العائلات العلوية الوطنية. والاستقطابات السياسية بدأت هناك، والشرارة ستمتد".

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية