"البصل فيه فيتامينات أكثر من الموز "، بهذه الجملة رد رئيس فرع حزب البعث العربي الاشتراكي لمدينة دمشق قبل سنوات ، عن سؤال من احد الرفاق عن سبب فقدان بعض المواد من السوق او منع استيرادها كالموز مثلا ، فبعدما اعلن المناضل حافظ الأسد ( أبو بثار) عن دخول سوريا لمرحلة التقشف لمواجهة العدو الصهيوني ، و هذا يتطلب من كل المواطنين التضحية(ال الأسد و خصياتهم لا يدخلون تحت هذه الكاتيغوريا) ، لذلك وجد هذا القائد الفذ ان استيراد بعض المواد الكمالية يضرنا في حربنا القادمة مع العدو(الحدود السورية هي اهدأ جبهة مع العدو ، و كانه كلب حراسة مجاني لهم) ، لذلك خرج خصيانه في الشوارع يصرخون بالروح بالدم نفديك يا حافظ ، فهذا الإسكندر المقدوني(دونكي شوت تناسبه أكثر) قد أرعب إسرائيل و أرعد فرائصها ، و خصيانه يبثون بين الشعب ان إسرائيل تستمع لخطاباته و تحسب له ألف حساب! ، فقدت مواد كثيرة من الأسواق و ضعفت البنية التحتية للبلد و كله بحجة مجابهة العدو، العدو وصل للفضاء و صنع الطائرات و صدر المنتجات ، بينما رؤوس هذه العصابة ما زالوا يتلاعبون بالعقود و يخططون لسرقاتهم و نصبهم . غاندي سوريا المغوار كان يسند عقود التنمية و الاستيراد و التصدير لأفراد عائلته أو خصيانه كل حسب وفاءه ، فالكمشين الذي يقبضه مدير المؤسسة أكبر من قيمة العقد في معظم الأحيان .
لذلك لمعت أسماء جديدة في عالم المال و الاقتصاد ، كفاءتهم أنهم أقرباء السلطة ، فأصبحنا نسمع ان جميل الأسد و شلته تمسك الميناء و التهريب ، بينما رفعت عقود الاستيراد لمؤسسات الدولة و فلان للسلاح و فلان للتصدير و هكذا ، اما المواطن العادي فقد فرض عليه التقشف لمواجهة العدو، ان أراد ان يشتري بعض المواد الأولية التي هو بحاجتها فعليه الاستعانة ببعض الخصيان أو الضباط المسؤولين عن التهريب من تركيا أو لبنان . اما حزب البعث الذي ينادي بالوحدة و الحرية و الاشتراكية حولوه إلى إسطبلات يدخله كل من يرغب ان يامن علفه و علف أولاده في المستقبل ، شعارات رنانة جوفاء لا دخل لهم فيها ، فلم نحقق أي وحدة و ان كانت هناك بعض المحاولات للاستيلاء على السلطة ببعض دول الجوار ، و لم نحقق أي حرية في وطن اصبح عدد فروع الامن وبث الرعب أكثر من المستشفيات و المعاهد العلمية ، في وطن يدفع المواطن كل ما جناه في سبيل الحصول على تأشيرة خروج من هذا المستنقع إلى أي بلد ، و لم نحقق أي اشتراكية في ظل نظام اعتبر ان ثروات البلد ملك له فهو الذي نقب و استخرجها أو باع و اشترى بقوت العباد ، لذلك تحول البلد إلى سجن كبير كل مواطن محكوم من لحظة ولادته إلى لحظة مماته بطاعة هذا الجلاد و تقديسه و الويل و الثبور لمن أبى . لن يستطيع الوطن ان ينهض مرة أخرى و يبني و يرمم نفسه إلا بعد ان يخرج هذه الدودة من أمعاءه التي تقتات بمعظم خيراته و تترك له ما يبقيه بين الحي و الميت . الشعب لم يوصل هذه العصابة للحكم و لكنه قادر على لفظهم و سحقهم .
هاني رمضان
0 comments:
إرسال تعليق