الشهيد وسام الحسن بات من المؤكّد أنّ النظام السوري الذي كان هدد سابقا بإحراق لبنان، بدأ منذ يوم أمس بتنفيذ خطّته الجهنّمية لإشعال الساحة الداخلية، عبر الشبكة الإجرامية التي كان رئيس فرع المعلومات الشهيد وسام الحسن له اليد الطولى في اكتشاف دورها المشبوه بقيادة الوزير والنائب السابق ميشال سماحة ومدير الأمن القومي في سوريا اللواء علي المملوك، ومستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان، وغيرهم من رموز النظام السوري وعلى رأسهم بشّار الأسد.
إذا انفجار الأشرفية الذي استهدف الشهيد الحسن، معطوفة على متفجّرات شبكة سماحة- مملوك، وتهديد النظام السوري اللبنانيين بإشعال الساحة اللبنانية برمّتها، وفق ما جاء على لسان المبعوث الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي قبل وخلال زيارته إلى لبنان قبل عدّة أيّام، كلّها وفق الرابع عشر من آذار المستفيد الأول والأخير منها النظام السوري الذي كان هدد منذ بداية الحراك الثوري في سوريا بنقل الحرب إلى دول الجوار ولبنان على وجه الخصوص، وهنا تسأل هذه القوى متى يرتوي هذا النظام القاتل في سوريا والمتعطّش دائما وأبدا للدماء، من دماء الشعبين السوري اللبناني، وهل يمكن أن يقنعنا أحد بعد اليوم، أنّ هذا النظام الموغل في قتل شعبه، ليس مسؤولا عن قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وشهداء ثورة الأرز وعلى رأسهم الشهيد جبران تويني وبيّار أمين الجميّل، والشهداء الأحياء مروان حمادة والياس المر ومي شدياق؟
ولأنّ النظام السوري كان قد تلقى ضربة قاصمة في الظهر، باكتشاف الشهيد وسام الحسن شبكته الإجرامية، فإنّ قوى الرابع عشر من آذار، تعتبر أنّ لجوء هذا النظام لأسلوب الإغتيال لحرق الأخضر و اليابس كان متوقّعا، لأنّ هذا النظام للأسف لا يجيد سوى استخدام الأسلوب الدموي الذي يعتمده بحق شعبه، فهو بعدما كان قد بدأ تنفيذ تهديداته عبر ورقة حزب العمّال الكردستاني الذي يقتل المواطنين الأبرياء في تركيا، ها هو اليوم بحسب "14 آذار" عاد ليستخدم ورقة التفجيرات التي يبرع في استخدامها ضدّ معارضيه في لبنان منذ سنوات عديدة، وتضيف هذه القوى إنّ النظام السوري الذي اغتال الشهيد وسام الحسن، لن يشبع حتّى يرتوي من دماء باقي رموز القوى الإستقلالية ولا سيّما الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب القوات اللبنانية، اللذين هددهما هذا النظام قبل عدّة أيّام، وهنا تحمّل قوى الرابع عشر من آذار كل من رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، من مغبّة أي أذى قد تتعرّض لها أي شخصية في الرابع عشر من آذار، مطالبة رئيس الحكومة الذي ينتمي إلى طرابلس مدينة الشهيد وسام الحسن أن يستقيل حفظا لكرامته، متسائلة: هل سينأى الرئيس ميقاتي وحكومته بنفسيهما عن اغتيال الشهيد الحسن؟
إذا الرسالة وصلت، على اعتبار أنّ من نفّذ التفجير، لم يكن يرغب في حصد أكبر عدد من الأرواح والشخصيات ذات الوزن الرفيع فحسب، بل أراد كسر شوكة "14 آذار" بمسلميها ومسيحييها على اعتبار أنّ الإنفجار استهدف أبرز شخصيّة أمنية مناوئة للنظام السوري، ووقع في منطقة تعتبر من أهم المعاقل لـ"القوات اللبنانية" و"الكتائب اللبنانية" ولباقي مسيحيي القوى الإستقلالية، ومن هذا المنطلق تؤكّد القوى الإستقلالية، أنّ حمم البركان السوري من خلال تفجير الأشرفيّة، ستزداد تشظيّا في الأيام المقبلة، خصوصا في ظل التهديدات السوريّة اليومية غير المباشرة من خلال الإعتداءات المتكررة على السيادة اللبنانية في عكّار وعرسال، والمباشرة من خلال شبكة سماحة-المملوك التي استهدفت بلا شك الشهيد وسام الحسن، وفي هذا المجال يكشف مصدر أمني بارز لـ"اللواء" عن أنّ أشخاصا مرتبطين بالشبكة الإجرامية اللبنانية-السورية المشتركة لهم علاقة بتفجير الأشرفية، مضيفا إنّ تلك الشبكة هي واحدة من بين شبكات إرهابية عديدة تمّ تجنيدها من قبل النظام السوري لتفجير الوضع الأمني الداخلي، مفصحا عن مفاجآت جديدة ستبيّنها التحقيقات في الأيام المقبلة بشأن هذه الشبكة وتفجير الأشرفية، ومؤكّدا أن الجهود منصبّة في الوقت الراهن على ملاحقة كل الخيوط التي من شأنها تحديد هوية الأشخاص المنفذين لعملية الاغتيال خصوصا وأنّ المنطقة التي وقع فيها الانفجار تتركّز فيها العديد من كاميرات المراقبة مما قد يساعد في التحقيقات.
0 comments:
إرسال تعليق