انقرة ـ كشفت مصادر مطلعة في الجيش السوري الحر أن مقاتلي حزب الله أصبحوا يسيطرون بشكل كامل على عدد من القرى السورية على ساحل البحر الابيض المتوسط، وذلك في سياق مشروع إقامة "كانتون علوي" على طول المنطقة بتشجيع من نظام بشار الاسد.
وقالت المصادر إن قرى زيتة وحاويك والحمام والصفصافة والفاضلية وبساتين بلدة النزارية التي تقطنها أغلبية شيعية، أصبحت عمليا تحت سيطرة عناصر الحزب اللبناني الذين أقاموا فيها حواجز أمنية بتنسيق مع الجيش النظامي السوري.
ويرجح مراقبون أن يكون الاسد قد خطط لإقامة مثل هذا "الكانتون العلوي" ليجعل منه ملاذا آمنا تلجأ إليه الأقلية العلوية السورية في حال فقد النظام سيطرته على مقاليد الأمور ونجح مقاتلو الجيش الحر السنة في قلب معادلة النفوذ في سوريا.
وقال مدير المكتب الإعلامي للمجلس الوطني السوري المعارض في إسطنبول محمد السرميني إن مقاتلي الحزب الذين كانوا يتواجدون على الأراضي السورية بشكل خفي، تحولوا في الوقت الحاضر إلى النشاط العلني دعما لنظام الأسد.
وأكد السرميني في تصريح لصحيفة "عكاظ" السعودية أن الكثير من قرى محيط مدينة القصير في ريف حمص تتعرض يوميا لمحاولات اقتحام من قبل عناصر مسلحة تابعة لحزب الله، بعد استهدافها بقصف مركز من داخل الأراضي اللبنانية، وتحديدا من منطقة (حوش علي) اللبنانية والخاضعة لسيطرة الحزب الحليف القوي لإيران.
وقال المعارض السوري إن راجمات الصواريخ التابعة لحزب الله المتمركزة في سد زيتة، تستهدف هذه القرى السورية بقصف صاروخي يسبق محاولات اقتحامها التي يقوم بها مقاتلو الحزب في اكثر من مرة.
وما تزال الحدود بين سوريا ولبنان غير مرسمة في وقت تتداخل فيه العديد من القرى والبلدات بين البلدين.
ومايزال حزب الله الشيعي حليفا لبنانيا قويا لنظام الاسد. ويتهم معارضون الحزب الشيعي بأنه يقاتل الى جانب قوات الأسد، ويستغل الحدود الطويلة بين البلدين للدفع بعناصره إلى داخل سوريا.
ويؤكد سكان سوريون في البلدات والقرى المحاذية للتراب اللبناني أن اشتباكات شبه يومية تدور بين مقاتلين شيعة قريبون بغالبيتهم من حزب الله اللبناني، وآخرين معارضين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد في قرى سورية حدودية مع لبنان، بحسب ما ذكر سكان وناشطون.
وقال احد سكان بلدة زيتا الواقعة داخل الاراضي السورية والتي تشهد بعضا من هذه الاشتباكات "يهاجم قرانا مقاتلون معارضون يريدون التسلل اليها، ونحن ندافع عن انفسنا".
ويشير الى ان هذه الاشتباكات تدور "في نحو عشرين بلدة شيعية في محافظة حمص (وسط سوريا)، حيث يقطن 30 الف شخص". وأضاف "يحمي نحو خمسة آلاف رجل مسلح قرانا وهم في غالبيتهم مقربون من حزب الله"، مشيرا الى ان نحو "16 من هؤلاء سقطوا منذ بدء النزاع".
ومن جهتهم يؤكد الناشطون حدوث هذه الاشتباكات. ويقول فهد المصري، مسؤول إدارة الإعلام المركزي في القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل "ينقل الأسلحة والذخائر بواسطة سيارات الإسعاف التي تعبر الحدود ليل نهار وعلى الطريق الدولية دون التوقف عند مركز الحدود اللبنانية او حواجز الجيش".
وتتهم المعارضة اللبنانية الداعمة للمعارضة السورية حزب الله الذي اعلن مرارا وقوفه سياسيا الى جانب النظام السوري، بإرسال مقاتلين الى دمشق. وكذلك تتحدثت تقارير اعلامية غربية عن مثل هذا الدعم.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إن حزب الله تحول إلى جزء رئيسي من آلة القتل التي يستخدمها نظام بشار الأسد. وتذكر الصحيفة أن قادة الحزب اللبناني ينسقون مع إيران لإرسال مقاتلين من أجل بقاء الأسد.
وكانت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس قد شنت هجوما حادا على حزب الله اللبناني، متهمة إياه بـ"دعم آلة القتل" في سوريا، وواصفة زعيمه حسن نصرالله بأنه "ذو وجهين" بشأن قوله إنه مهتم بتعزيز مصلحة لبنان.
وقالت رايس في الاجتماع الشهري لمجلس الأمن بشأن الشرق الأوسط الاثنين، إن حزب الله صعد من دعمه العسكري للحكومة السورية، حتى باتت ميليشياته جزءا من "آلة قتل" الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت: "قد يحاول قادة حزب الله تغيير الموضوع بالتذرع بالحديث الفارغ عما يسمى بالمقاومة، إلا أن الحقيقة واضحة للعيان: مقاتلو حسن نصر الله هم الآن جزء من آلة القتل التابعة للأسد وقادة حزب الله يواصلون التآمر مع إيران لاتخاذ تدابير جديدة لدعم دكتاتور مجرم يائس (الأسد)".
وقالت السفيرة الأمريكية إن الحرب السورية الممتدة منذ 19 شهرا تشكل حاليا "تهديدا لجميع الدول المجاورة في الشرق الأوسط، بما في ذلك لبنان" الذي شهد هجمات عابرة للحدود وتدفقا للاجئين السوريين.
وأوضحت أن قادة حزب الله يواصلون أيضا التخطيط لاتخاذ إجراءات من شأنها إبقاء الأسد في السلطة.
وكان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله اكد الاسبوع الماضي ان بعض المنتمين الى الحزب من اللبنانيين المقيمين في هذه القرى "اشتروا السلاح واتخذوا قرار الدفاع عن انفسهم واعراضهم واملاكهم في مواجهة مجموعات مسحلة بعضها سوري وبعضها من كل حدب وصوب".
واكد ان لا علاقة للحزب بقرارهم "لكن لا يمكنني ان امنعهم ان ارادوا القتال".
0 comments:
إرسال تعليق