الأربعاء، 3 أكتوبر 2012
طيارون ايرانيون دخلوا عن طريق لبنان ليقصفوا الأراضي السورية
طارق نجم::
أفادت مصادر مطلعة بأنّه خلال الأسابيع القليلة الماضية وصل الى مطار رفيق الحريري الدولي عدد من الإيرانيين الذين توجهوا الى الضاحية الجنوبية لبيروت تواكبهم حراسة أمنية خاصة. وبحسب المصادر عينها، فقد انتقل هؤلاء لاحقاً الى داخل سوريا حيث تبيّن أن عشرات منهم هم طيارون عسكريون مدربون تدريباً جيداً قد حلقوا بطائرات تابعة للقوات الجوية السورية وشاركوا بقصف المناطق التي يتحصن بها ثوار المعارضة الذي يقاتلون ضد نظام بشار الأسد وخصوصاً في حلب وحمص وإدلب وعند الحدود اللبنانية.
وعزت تلك المصادر أن مرور الإيرانيين من خلال مطار بيروت هدفه حماية تحركاتهم وتأمين الغطاء اللازم لهم بعد اختراق مقربين من الجيش الحرّ أمن المطارات الرسمية التابعة للنظام من خلال زرع عناصر تنقل له التحركات التي تحدث داخلها. وكانت الأجهزة الأمنية الإيرانية تتخوف من استهدافهم على غرار ما جرى مع عشرات الإيرانيين قبل ذلك والذي تبيّن أن غالبيتهم منتمون الى الحرس الثوري الإيراني، وجاءوا متخفين بحجة أنهم زوّار للعتبات المقدسة في العراق وسوريا.
هذه الأخبار تؤكدها معلومات نشرتها وسائل إعلام تابعة لحركة الأحوازيين العرب المعارضين للنظام الإيراني قبل أسبوع. وقد ذكرت فيها أنّ حكومة الملالي أرسلت قوات من حراس الثورة ومجموعة من الطيارين من مدينة تبريز فى اذربايجان الى سوريا من اجل مساندة ودعم النظام فى قمع ثورة الشعب العربي السوري من دون ان تحدد الطريق الذي سلكته هذه القوات للوصول الى الداخل السوري خصوصاً أن الحكومة العراقية قد أعلنت عن عزمها إخضاع الطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سوريا عبر المجال الجوي العراقي للتفتيش بعد ضغوط مارسها الأمريكيون.
مصادر متابعة رأت أنها ليست المرة الأولى التي ترسل فيها طهران طيارين الى سوريا لمساندة نظام الأسد. فقد جاء ذلك بناء على طلب من النظام نفسه الذي استعان حتى الآن بعشرات الطيارين الإيرانيين لعدم ثقته بطياريه السوريين بعد انشقاق اعداد منهم وان كانت غالبية المنشقين قد التحقت بالجيش الحرّ من دون طائراتها. كما يخشى النظام من التأثير المعنوي لإنشقاق طيارين بطائراتهم ولذا اعتمد اسلوب اختيار الطيارين الموكلين بمهام قصف وفق انتمائهم الطائفي والمذهبي في حين يتم استبعاد أي من الطيارين ذويي الإنتماءات الطائفية المغايرة ما يفسر محدودية استعمال الطيران الحربي. بل إنّ ما يحصل مؤخراً هو أكثر من ذلك لأن الطيارين الذين يكونون موضع شك من النظام يخضعون لرقابة مشددة ويُمنعون من الإقتراب من الطائرات الرابضة على أرض المطارات. كما لم تستبعد هذه المصادر ان يكون الأسد قد استعان بطيارين غير سوريين بالإضافة الى الإيرانيين من بلدان كروسيا ويوغسلافيا وغيرها ممن يُعتبرون مرتزقة او من بلدان متحالفة مع بشار الأسد.
ووفق الثوار السوريين، فإنّ ما يبقي النظام قادراً على الإمساك بالأرض هو سيطرته على الجو من خلال مئات المروحيات العسكرية والطائرات الحربية التي تؤمن له الإستطلاع والقصف المباشر. وهذا بالضبط ما يدركه النظام وحليفه الإيراني أيضاً الذي يحاول قدر الإمكان تزويده بوقود الطائرات والذي شكل مؤخراً مشكلة حقيقية بسبب استهلاك الطائرات لكميات كبيرة منه في فترات وجيزة واستهداف مخازنه وانابيب النقل بضربات من الجيش الحرّ مما أدى بمخزون هذا الوقود لدى النظام للوصول الى حافة النفاذ.
موقع 14 آذار
0 comments:
إرسال تعليق