لم تكد "شعبة التصفيات" في الجناح الأمني لـ"حزب الله" التي تضم عناصر استخبارية "متخصصة ومجربة وشديدة الخبرة" من "فيلق القدس" في بيروت "تطوي ذيلها" على خيبتيها في اغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وبعده بأسابيع قليلة القيادي في "14 آذار" النائب بطرس حرب, "حتى جاءتها الأوامر من مكتب التنسيق السوري-الايراني المشترك التابع لرئاسة الامن القومي التي يشغلها اللواء علي مملوك, والموجود في طابق خاص يتألف من غرف عدة في مبنى الامن القومي في قلب دمشق, باغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي اللواء وسام الحسن, الذي كان- حسب تقرير استخباري ألماني- أفشل عمليتي اغتيال جعجع وحرب بتحذيرهما وتسليمهما معلومات موثوقة ومؤكدة عن استهدافهما بالقتل ومن ثم عملية تهريب ميشال سماحة المتفجرات الاربع والعشرين لزرعها في شمال لبنان وربما في بيروت ايضا من اجل تفجير حرب اهلية".
وكشف التقرير الالماني الذي وزعت القيادة العسكرية في حلف شمال الاطلسي في بروكسل, قبل يومين, نسخاً محدودة عنه على عواصم القرار الاوروبية المهتمة بالشرق الاوسط, واطلعت "السياسة" على بعض جوانبه, أن أوامر مكتب التنسيق السوري- الايراني في دمشق بإشراف مملوك شخصياً, جرى تحديدها بثلاث مراحل:
1- اشتراك عناصر "فيلق القدس" (قوات النخبة في "الحرس الثوري" الإيراني) في السفارة الايرانية في بيروت مع العناصر الامنية المختارة بدقة من "حزب الله", بوضع خطة اغتيال الحسن, لأن قيادة الحزب مسيطرة على لوائح المسافرين والقادمين من وإلى مطار بيروت الدولي الواقع في أهم مربع امني في الضاحية الجنوبية التابع لها, ولأن قيادة الامن العام اللبناني المشرفة على المطار والمرافئ والمعابر الحدودية البرية كافة تابعة عبر رئيسها اللواء عباس ابراهيم إلى جهاز أمن "حزب الله", وهو احد "المنسقين الاقوياء مع استخبارات الحرس الثوري الايراني في السفارة الايرانية في بيروت وخارجها في البقاع خصوصاً" بحسب التقرير.
2- جرى تفخيخ ثلاث سيارات على الأقل بمتفجرات شديدة الفاعلية من زنة 50 إلى 60 كليوغراماً شبيهة بالمتفجرات التي نقلها سماحة إلى بيروت من دمشق, لكنها أكبر وزناً وتحتوي على مواد شديدة الفتك كتلك التي ادى انفجارها الى قتل رفيق الحريري العام 2005. وجرى توزيع تلك السيارات في ثلاثة شوارع مؤدية كلها إلى المكتب السري الذي كان اللواء الحسن يشغله في الاشرفية, والذي اكتشفت استخبارات "حزب الله" وحليفتها السورية وجوده عن طريق اختراقها شعبة المعلومات "بواسطة ضابطين مواليين لها".
3- أشرف 12 عنصراً من "حزب الله" بينهم 4 من "الحرس الثوري" مباشرة على أماكن السيارات الثلاث المفخخة, وتوزعوا في خمس سيارات بداخل كل منها ريموت كونترول للتفجير.
واضاف التقرير الألماني انه "جرى تفخيخ السيارات الثلاث لاغتيال الحسن في أحد مرائب منطقة الشياح على بعد نحو 50 متراً من طريق صيدا القديمة الفاصلة بينها وبين عين الرمانة, بمعرفة جهاز أمن "حركة أمل" برئاسة نبيه بري, وعناصر من الاجهزة الامنية اللبنانية التابعة لـ"حزب الله" والسفارة الايرانية مباشرة".
وأكد التقرير ان العناصر الاربعة من "فيلق القدس" الايراني الذين شاركوا في بعض مراحل تنفيذ الاغتيال "جرى سحبهم في اليوم التالي لتنفيذ الجريمة الى طهران عبر دمشق, وان عددا بديلاً عنهم انتقل من العاصمة السورية الى السفارة الايرانية في بيروت بانتظار تنفيذ مهمات جديدة مع حزب الله".
0 comments:
إرسال تعليق