في حادثة هي الأولى من نوعها، أقدم السوري كامل مرعي على قتل زوجته وأم أولاده كندة مصطفى (49 عاما)، من بلدة جبلة التابعة محافظة اللاذقية، من أجل أن يثبت ولاءه لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أعلنته ابنتهما الناشطة العلوية لبنى مرعي، الفارة من سوريا، على صفحتها على «فيس بوك». وتأتي هذه الحادثة المأساوية بعد أشهر على فرار لبنى من سوريا إلى تركيا غداة ملاحقتها من قبل أجهزة الاستخبارات السورية إثر إعلانها تأييدها للثورة السورية.
ولاقى الحادث تنديدا واسعا أمس على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا أن لبنى سبق أن أعلنت نهاية شهر أغسطس (آب) الماضي أنها تلقت تهديدات بقتل والدتها إن لم تعد إلى سوريا. وكتبت لبنى مرعي على صفحتها على «فيس بوك»: «إحساس خانق بالذنب.. أم سامحيني. حتى تشييع ما قدرت أعملك.. طول عمرك كنتي تقوليلي بس موت ادفنيني جنب قبر أبوك، بس ما توقعت إنو أبي يكون مجرم لهل درجة.. يقتلك بس ليرجع يثبت حسن نيتو لهل نظام الواطي متلو.. سجل يا تاريخ.. جودت كامل مرعي قتل أم أولادو». وكتبت لبنى في تعليق ثان: «إلى أهل جبلة.. من قلب محروق: أمي ماتت، إذا كنتو جيراننا أكيد بتعرفو أخلاقا ومعاملتا. رضيانين عن يلي صار؟ تنقتل لأن قالت لأ للظلم؟
ما في أي كلام بواسيني أنا وأختي الكبيرة.. نحنا يلي ربينا معكون ورحنا على نفس المدارس. رضيانين يجي مجرم بكل بساطة يخطف ويقتل وما حدا من الدولة يسترجي يقلو شي؟ وين القانون؟ وين الدولة يلي عم تدافعو عنا؟ وين حماية الأقليات؟ أمي علوية من ضيعة القلايع، النظام حماها من الشبيحة؟». وأضافت: «قلبي محروق يا عالم.. أنا صرت يتيمة.. يتيمة بلا أي ذنب. جودت مرعي.. دم أمي برقبتك». وكانت لبنى من الناشطات العلويات القليلات اللاتي تجرأن على إعلان تأييدهن للثورة السورية، وقد تلقت إثر ذلك تهديدات كثيرة من النظام والشبيحة، بحسب ما أعلنته سابقا. وبعد ظهورها في شريط فيديو في بلدة سلمى في ريف اللاذقية، تعلن دعمها للثورة السورية، أعلنت لبنى قيام «قوات الأمن السورية باختطاف والدتها في 11 أغسطس الماضي في محاولة لإجبارها على تسليم نفسها للنظام. وقالت الناشطة، في حديث صحافي في وقت سابق، إن هاتف والدتها الجوال ظل مغلقا لأيام قبل أن تتلقى اتصالا منها طلبت منها خلاله «ضرورة الرجوع إلى سوريا لأنها ستخضع لعملية جراحية». وتضيف لبنى: «أحسست أن الاتصال غير طبيعي، لأن أمي كانت دائما تدفعني للخروج من سوريا خشية التعرض للأذى، وكان من المستحيل أن تطلب مني الرجوع لأي سبب، وتيقنت أنها خطفت لا محالة من قبل عناصر النظام».
وبينما تصر لبنى في أحاديثها على «أننا لم نرتكب جرما، كنا نسعى لبناء سوريا جديدة، سوريا لكل السوريين، ولم نتصور أن يكون هذا
هو العقاب»، مبدية أسفها لأن «النظام السوري يحاول إقناع الشعب بأنه يقوم بحماية الأقليات، رغم أن كل ما يقوم به هو العكس.
صحيفة الشرق الأوسط
0 comments:
إرسال تعليق