الجمعة، 21 ديسمبر 2012

عين على السويداء: بركان "قرر" أن ينفجر

طابور كبير من الأشخاص يقف أمام إحدى محطات المحروقات قبالة المركز الثقافي في قلب المدينة. وفي ساعة متأخرة من ليل الأحد الفائت يتحول المصطفون فيه من أناس اعتادوا الوقوف يومياً بهذا الشكل للحصول على محروقات تقيهم برد الجبل القارس إلى متظاهرين يطالبون برحيل الأسد. "لا بنزين ولا مازوت الشعب السوري عم بيموت" هكذا بدأت الهتافات، لتتطور خلال لحظات إلى شعارات سياسية وصلت الى حد المطالبة برحيل النّظام وقطع للطريق من قبل المحتجين ما أدى إلى توافد حشود من قوات الأمن وسيارات الإطفاء لتفريق المحتجين وانتهت تلك الليلة من دون تسجيل أي حادث اعتقال أو إصابات بين صفوف المحتجين بحسب تنسيقية محافظة السويداء. يوم الأحد المنصرم لم يكن يوماً عادياً يمرّ على السويداء حيث شهدت المدينة تصاعداً في الأحداث لم يكن بهذا الحجم من قبل. ففي ساعات الصباح الأولى من يوم الاثنين 17 كانون الأول 2012 هاجمت كتائب السهل والجبل التابعة للمجلس العسكري الثوري في السويداء حاجزاً عسكرياً في قرية المجيمر في السويداء والتي تبعد عن بصرى الشام في درعا 7 كيلومترات. وذكرالمجلس العسكري الثوري في محافظة السويداء عبر بيان أصدره أن هجوماً آخر نفذته الكتائب على نقاط عسكرية أخرى تابعة لجيش النظام بالقرب من بلدة براق على طريق دمشق السويداء. وظهرَ نفس اليوم واحتجاجاً على قرار صدرَ بحق المدرس أدهم مسعود بإيقافه عن التدريس بعد اعتقاله والإفراج عنه، نفّذ طلاب ثانوية شكيب أرسلان اعتصاماً أمام مديرية التربية في المدينة، تدخّل الشبيحة في فضّه. وذكرت تنسيقية طلاب السويداء أن الطلاب عاودوا التجمع من جديد وخرجوا في تظاهرة بالقرب من المؤسسة العسكرية والفرن الآلي طالبوا خلالها بإسقاط النظام. الانتشار الأمني الكبير الذي حدث خلال يومي الأحد والاثنين بعد التظاهرات والعمليات العسكرية التي استهدفت مواقع للنظام، أجبر طلاب ثانوية شكيب أرسلان على الاستمرار في اعتصامهم داخل المدرسة، إذ قالت تنسيقية طلاب السويداء على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فايس بوك" أن الطلاب خرجوا بتظاهرات داخل باحة المدرسة على مدى يومين متتاليين ترافقت مع طوق أمني فرضته الأجهزة الأمنية حول المدرسة. العمليات العسكرية التي بدأتها كتائب السهل والجبل كانت مستمرة، حيث ذكر المجلس العسكري الثوري لمحافظة السويداء عبر بيان صدر عنه أن كتائبه شاركت في هجوم نفذته كتائب درعا على اللواء 34 المتمركز في قرية المسمية التابعة لمحافظة درعا. رابطة مغتربي السويداء الأحرار رأت في تصاعد الأحداث التي تشهدها السويداء فرصة للمطالبة بتوحيد وتكثيف الجهود الثورية في المدينة حيث أصدرت بياناً بهذا الخصوص جاء فيه "إن رابطة مغتربي السويداء الأحرار تدعو جميع أطياف المعارضة في محافظة السويداء (في الداخل والخارج) من تنسيقيات وتجمعات وأحزاب وروابط ونقابات وشخصيات وطنية في المحافظة إلى توحيد جهودها حول برنامج عمل واحد للحراك الثوري، وصولاً إلى تشكيل هيئة موحدة لتنسيق العمل من أجل إسقاط نظام الاستبداد ونهوض الجبل نهضة رجل واحد عقد العزم على استرداد حريته وكرامته". التطورات التي سجلت لمصلحة الثورة في السويداء خلال الأيام الأخيرة تخللتها بعض الأحداث التي أدت إلى توتر في المحافظة حيث قامت قوات الأمن أمس بإغلاق ساحة السير التي تعتبر من أكبر وأهم الساحات في المدينة بالحواجز الاسمنتية وسط انتشار أمني غير مسبوق بحسب ما ذكر ناشطون. وسجل انتشار لعناصر مسلحة من الأمن والشبيحة في شوارع المدينة وعلى بوابات مدرستي شكيب أرسلان والمتفوقين. وذكرت تنسيقية طلاب السويداء أن حصار مدرسة المتفوقين منع الطلاب من الخروج إلى باحة المدرسة. كما أفادَ ناشطون عن انتشار حواجز في كل من بلدة القريا مسقط سلطان باشا الأطرش وقرية الثعلة وكناكر وطريق الجبل ومنطقة الكوم. وترافق الانتشار الأمني في المدينة مع توتر سجل بين درعا والسويداء بعد أن هاجمت مجموعة من الجيش الحر حاجزاً في قرية المجيمر الأربعاء وأُسر على إثره عنصران من المجموعة المهاجمة ردّت عليه عناصر من كتيبة أخرى باختطاف ثلاثة مدنيين على الأقل من قرية الثعلة في السويداء، الأمر الذي استنكرته تنسيقية شهبا عبر بيان جاء فيه "أهلنا الأحباء. ثوار درعا الأحرار وجيشها الحر، أنتم تحاربون نظاماً غادراً وأدوات تابعة له بشكل مباشر. ومن الطبيعي أن تترتب على هذه الحرب المباشرة مع كتائب النظام نتائج كالقتل والأسر. إن الاتهامات المتكررة ومحاولات تحميل أهالي السويداء مسؤولية هذه النتائج لا تصب أولاً وأخيراً إلا في خدمة أهداف النظام ومآربه. فلنبتعد معاً عن هذا التلويح بالثأر. ولنمض معاً في دربنا الذي خطته أولاً دماء شهداء درعا نحو حريتنا ودولتنا المنشودة". عملية الخطف الأخيرة تعيد إلى أذهان أهل المحافظتين حوادث مشابهة تم التغلب عليها وأبرزها قضية الخطف المتبادل التي حصلت بين المحافظتين في شهر أيار من العام الجاري وانتهت بعد تدخل الشيخ حمود الحناوي شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز وشيوخ ووجهاء من درعا وناشطين من المحافظتين. ورد المجلس العسكري على قضيّة أسر العنصرين من الكتيبة التي هاجمت حاجز قرية المجيمر بإعطاء النظام مهلة يوم واحد لتسليم الأسيرين وجثث 6 آخرين قُتلوا أثناء تنفيذهم العملية قبل أن يرد ميدانياً. الجدير بالذكر أن القائد السابق للمجلس العسكري الثوري في السويداء العقيد حافظ فرج تخلّى عن قيادة المجلس لمصلحة العقيد مروان الحمد وأصدر بياناً قال فيه: "أنا العقيد حافظ جاد الكريم فرج أعلن تسليمي قيادة المجلس العسكري الثوري في السويداء للعقيد مروان الحمد بكامل وثائقه الإدارية وذلك مراعاة للقدم العسكري". كما صدر عن القائد العسكري للواء الشهيد مازن للدفاع الصاروخي الملازم أول مهند العيسمي بيان بارك فيه هذه الخطوة قائلاً: "باسم تجمع حماة الثورة لواء الشهيد مازن للدفاع الصاروخي بقيادة الملازم أول مهند العيسمي نبارك للثوار الأبطال في جبل العرب الأشم اخوتي وأهل بلدي الأعزاء تشكيل المجلس العسكري الثوري هذا التشكيل المبارك بإذن الله وندعو له بالتوفيق والنجاح بما يرضي الله والوطن لتحرير السويداء من عصابات الأسد الخائنة وقيادة وتوحيد صفوف الثوار العسكريين والسياسيين في السويداء والتعاون مع كافة الثوار في كل المحافظات لإنجاح الثورة وإيصال البلاد الى بر الأمان". المستقبل

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية