السبت، 29 ديسمبر 2012

ناصر بشارة... ضابط أمن مسيحي قاتل تحت راية الله اكبر


أنا أدرى منكم بوحشية النظام وشهوته للدماء، علينا أن نخطط كما يخطط " عبارة طالما كان ناصر بشارة يرددها على مسامع رفاقه قبل أن يستشهد، ليعيد ابن مدينة درعا وبلدة خربا التابعة إدارياً للسويداء بقاطنيها من الطائفة المسيحية -ليعيد-باستشهاده ليلة الميلاد رمزية الثورة وشرارتها إلى مهدها الأول بساحة السرايا (القصر العدلي) وحضور الشباب المسيحي ويعيد ذكرى أول مجزرة عرفتها مدينة درعا واحتضان الحي الشمالي ذي الغالبية المسيحية ببيوتهم وكنيستهم مئات الجرحى والفارين من وحشية كانت قد بدت أولى معالمها
.

من الأمن العسكري إلى "الله أكبر"
ولعل رمزية الملازم أول في فرع الأمن العسكري بدمشق ناصر بشارة ونيله الشهادة بين رفاق الكفاح لنيل الحرية والكرامة في أسخن بقعة في مدينة درعا جراء الاشتباكات اليومية بين الثوار من طرف وشبيحة النظام من الطائفة الشيعية بمدينة بصرى الشام إضافة إلى ما يروج عن سيطرة جبهة النصرة هناك متزامناً مع تصريحات سياسية غير مسبوقه ومخاوف مبتذله من أسلمة الثورة. فالشهيد منشق ومتطوع في "كتيبة الشهيد المقدم الطيار حافظ المقداد"، وهي كتيبة تشكّلت بتاريخ الثامن عشر من آذار 2012 من عسكريين انشقوا عن النظام.

ولم يكن لدى ناصر مشكلة في أن يقاتل ضمن كتيبة ترفع شعار "الله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين" كما لم يكن لدى عناصر الكتيبة حرجاً في ضمّ ناصر بشارة ابن السويداء المسيحي إلى صفوفهم، بل وأكثر من ذلك أعطوه شرف قيادة عملياتهم في بصرى الشام.

ناصر يا حبيب الله
صباح عيد الميلاد سجي الشهيد في واحدة من أهم عمليات الجيش الحر في المنطقة / تدمير كتيبة المجيمر التي تطلق حمم قذائفها على كامل المنطقة الشرقية، وحمله رفاق الدرب والمصير على أكفّهم عبروا به الحدود في آخر المحاولات لإنقاذ قائدهم لكن مهمتهم انتهت عند الحدود فغنت لهم حناجر اللاجئين بعيداً عن أهله وفي موكب هَتفَ "لا إله إلا الله ناصر يا حبيب الله" وبعيداً عن أجراس الكنائس التي تُقرع في قريته، شُيّع ناصر شهيداً سورياً في محافظة المفرق بالأردن بعد أن رفضت السلطات الأردنية تسليم جثمانه وإعادته إلى سوريا.

وفي قريته خربا40كم شمال شرق درعا / كانت وما زالت تنتظر من الإعلام الحر زيارتها،لتترك كاميرات النشطاء تصور احتضان الكنيسة والبيوت لإخوانهم من القرى المجاورة و مداواة جرحاهم، وتوفير مقومات حياة كريمة تليق بأبناء العيش المشترك بأفراحه وأتراحه، وإن كانت وحشية النظام لم تتح إلا لأمثال ناصر أن يعبروا بأبهى الصور رفضهم لبقاء النظام الأسدي والخنوع له.

يقول نشطاء بلدة معربه الشقيقة لخربا بلدة ناصر لـ"زمان الوصل" " نتذكره بكل تفاصيل حياته كان شهماً ومقداما ويخبئنا ويدفع البلاء عنا و يعمل على وحدة الصف بيننا في كل لحظة من حياته.
كان يضعُ على رأسه قبّعة فلا وقت يسمح له أن يشذّب شعره أو لحيته التي تركها تطول مثلما فعل كل رفاقه الذين يقاتل معهم في الجيش الحر.

دليل ثورة شعب ضد النفاق العالمي
كتائب المنطقة الشرقية في الجيش الحر نعت الشهيد وحضر القداس والصلاة على الشهيد الغائب في صورة أرادها النشطاء لتخليد ذكراه و بثّ الرسالة التي تمانع القوى العالمية من سماعها "هذه ثورة شعب" يقول الناشط الحقوقي عبد المنعم الفالح هم يريدون أسلمتها بتأخرهم وسماحهم بمزيد من الشهداء مستذكراً أن مظاهرات درعا في شهورها الأولى وقبل سيطرة فرق الجيش الأسدي على قرى وبلدات حوران كانت تشهد حراكاً سلمياً يشمل كل الطوائف المسيحي والشيعي وحتى بعض أفراد الطائفة العلوية لكن صمت العالم عن فظائع النظام السوري يأخذ منا ثورتنا وسلميتها إلى مسميات وأوصاف ما كانت تدور في خلد أي مواطن سوري.

الفالح يشير إلى أن الشهيد ناصر كان يقود العمليات بنفسه وكان من أوائل المنشقين عن النظام الأسدي ولم يسجل "يوتيوب" حرصاً على بلدته وأهله وصوابية رأيه بأن تبقى بلدته حاضنة للاجئين والجرحى .. كان ناصر يقول :" أنا أدرى منكم بوحشية هذا النظام وشهوته للدماء علينا أن نخطط كما يخطط ".

رحل ناصر جسداً لكنه سيبقى الرمز وأيقونة تهتدي كتائب الحر في معاركها وسيبقى نبراساً يهتدي من أضلّ الطريق لكل العالم المتآمر " كما وصفه الفالح، حيث لم يُذكر ناصر ولا حتى بخبر تلفزيوني "ناصر دليل إضافي على ثورة شعب يتحدى العالم المنافق ".

زمان الوصل

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية