الأربعاء، 27 فبراير 2013

"حزب الله" يُفرغ الضاحية الجنوبية من شبابها والوجهة الحدود السورية

دخل "حزب الله" بشكل جدّي وعلني على خط الأزمة السورية ليصبح طرفاً أساسياً في معركة لم تُسفر حتى اللحظة عن رابح أو خاسر. وعليه فأن الأمر لا يحتاج إلى الغوص في علم الماورائيات لمعرفة نيّة الحزب من اعترافه بمقتل عدد من عناصره في بلدة القصي السورية مؤخراً، إذ أن كل الامور تدل على خطّة ما قد بدأ الإعداد لها بشكل مدروس بدات ملامحها تظهر إلى العلن منذ الأن.
منذ فترة ليست ببعيدة، بدأ "حزب الله" وبمساعدة ضباط كبار من الحرس الثوري الإيراني لديهم خبرات قتالية عالية اكتسبوها في زمن حرب ايران والعراق في عهد الرئيس صدام حسين، بوضع خطّط عسكرية مدروسة ومُحكمة هدفها إزاحة عبء المعارك الضارية التي يخوضها الثوار ضد النظام السوري والتي باتت تهدد وجوده حتى في المناطق التي كان يعتبرها النظام حصنه وملجئه.
"زعران" غزوة "٧ أيار" إلى الجبهة السورية!
وفي سياق التحضيرات التي يقوم بها، فقد أصدر "حزب الله" منذ اسبوعين تقريبا تعميماً شفهيّاً لجميع كوادره وعناصره في المناطق تحت عنوان "الدعوة إلى الواجب" يدعوهم فيه إلى الإستعداد النفسي والجسدي للإلتحاق بمن سبقوهم من إخوانهم إلى الجهاد في سوريا دفاعاً عن الأئمة، وتحديداً عن الوجود الشيعي في المنطقة. كما دعا البيان "الكوادر" إلى استنهاض بعض الشباب الذين يمتلكون خبرات قتالية نوعاً ما وتحديداً أولئك الذين شكلوا في مرحلة سابقة نواة "سرايا المقاومة" التي كان لها الدور الأبرز في اجتياح الحزب لمناطق الجبل وبيروت في السابع من ايار 2008.
ووفق معلومات حصل عليها "الشفاّف" أن "حزب الله" يعمد هذه الفترة إلى تجميع اعداد هائلة من عناصره في المناطق المتاخمة للحدود مع سوريا والتي تخضع لجماعته وبيئته مباشرة. وتأتي هذه التجمّعات في سياق تأقلمٍ العناصر مع طبيعة الأرض وتضاريسها، كون معظمهم جاء الحزب بهم من خارج هذه المناطق تحضيراً لعمل عسكري ضد الثوار السوريين حالما تنتهي هذه المجموعات من التدريبات على بعض الأسلحة التي تتناسب مع ظروف المعركة.
وتكشف المعلومات أنه خلال الأيام القليلة الماضية، تم استحضار أكثر من الف عنصر لـ"حزب الله" إلى مناطق متاخمة للحدود السورية. وقد توزّع هؤلاء على بعض القرى مؤقتاً إلى حين يتم نقلهم إلى الداخل السوري لمساندة جيش الأسد، ومعظم هذه العناصر جرى استقطابها من قلب الضاحية الجنوبية وهي عبارة عن مجموعات كانت تتسكع على الطرقات داخل المقاهي وعلى أبواب المحال التجارية فارضين بوجودهم خوّات مالية على أصحاب المؤسسات. وهؤلاء شكلوا في مرحلة سابقة ستاراً للحزب استخدمهم في أعمال التخريب وفي تظاهرات كان يدعو هو اليها. وتشير إلى أنه رغم الإرتياح الواضح الذي يبديه معظم سكان أهل الضاحية وخصوصاً منطقة حيّ السُلّم لرحيل بعض من هؤلاء الشبان عن المنطقة نظراً للسرقات والإشكالات اليومية التي كانوا يقومون بها، إلا أن صرخات أهاليهم بدأت تؤرق قيادة "حزب الله" وتهددها بالكشف عن مخططها الذي يهدف إلى زج الشباب الشيعي في حرب لا ناقة لهم بها ولا جمل.
وجزمت المعلومات أن أحد القتيلين اللذين سقطا لـ"حزب الله" في "القصير" الاسبوع الفائت، هو من سكان الضاحية، وقد تم دفنه ليلاً في مقبرة كان الحزب استحدثها مؤخراً وذلك بوجود عدد قليل من أهل القتيل إضافة إلى بعض العناصر الأمنية التابعة للحزب، وقد سُمع كلام أثناء الدفن يتحدث عن أن إمكانية ارتفاع عدد القتلى في تلك المواجهة نظراً للجراح البالغة التي أصيب بها بعض هذه العناصر، وأن هؤلاء قد وقعوا في كمين للثوار على الأطراف الداخلية لبلدة "القصر" في الوقت الذي كانوا يتحضرون للتسلل إلى مناطق تقع في العمق السوري.

بتصرف  عن مقال لعلي الحسيني موقع شفاف

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية