الأربعاء، 13 فبراير 2013

"كاركاتير" يطيح "ضبان" عقل عون فشبّه البطريرك بالنبي"


بقلم محمد البوعزيزي

"تجرأ بعض الاعلام السعودي على غبطة الكاردينال الراعي وزيارته لدمشق، فجاء كاريكاتور "الوطن اون لاين" الذي سترونه في سياق النشرة، ليعبر عن حقد دفين. فهل سيقدم المعنيون في لبنان والعالم على التنديد بهذا الاعلام المضلل، كما عندما تم التعرض للاسلام ونبيه الكريم؟"                                                                                                                                                                                                    
                                                                                                                                                                             
بهذه العبارات بدأت مقدمة أخبار التلفزيون الإيراني ـ العوني ـ البرتقالي ليل الثلاثاء الواقع فيه 12 الجاري. يبدو من خلال هذه المقاربة، أن الضابط المقال من الجيش ميشال عون يحاول من عبر هذه المقدمة ألمسمومة والمحملة بالحقد والكراهية، أن يختار من قاموسه اللاأدبي واللاسياسي، وهو العامل على خدمة المشروع السوري ـ الإيراني في لبنان لهذا الموضوع، كل ما لا يليق بالإسلام ونبيه الكريم، ويستخف بهما، بهدف الإيحاء بأن البطريرك الملون سياسيا بشارة الراعي مثل النبي صلى الله عليه وسلم.                                                                                                                                                                                       

وهو يحاول أن يتجاهل أن أول من تجرأ على رمز وسيد الصرح البطريركي البطريرك الماروني السابق الكاردينال نصر الله صفير، وتعرض له في مقر الصرح في بكركي ماديا وعنويا، ولم يحترمه هو عون نفسه، يوم كان ضابطا في الجيش ومتمردا على الشرعية، وهذه الرواية يعرفها اللبنانيون وغيرهم في العالم ممن يتابعون أخبار هذا الضابط المتهور وسلوكه، وخصوصا بعد أن أتت به الصدفة نائبا عن منطقة كسروان، التي لجأ إليها مرشحا للإنتخابات النيابية، لأنه لا يتجرأ على الترشح في المنطقة الجغرافية التي تحدر منها، وهي الضاحية الجنوبية، أو قضاء بعبدا، حيث حصرية السيطرة والقرار لحليفه ورفيق دربه في المحور السوري ـ الإيراني، الذي يرفض ترشح عون في المنطقة، كما يرفض أن يفتح لما يسمى "التيار الوطني الحر" مقرا في مسقط رأس مؤسسه ورئيسه عون في حارة حريك.                                                                                                      

ونسي عون هذا، صاحب التلفزيون الإيراني البرتقالي الشاحب كوجهه الكالح، أنه يتحدث عن شخصية دينية، تتعاطى الشأن السياسي العام، وبالتالي هي معرضة للإنتقاد والمديح، وللوم والثناء، وفقا للمواقف السياسية التي يتخذها صاحبها، وأن إنتقاد وسيلة الإعلام التي يقصدها للراعي، ما هي إلا إشارة الى الإستياء من زيارة الأخير الى سوريا في هذا الوقت بالذات، لما لها من رمزية واضحة، تعبر عن دعم وإعتراف الراعي بنظام زعيم عصابات الأسد، وتؤكد حرصه على القول بطريقة غير مباشرة، وبمجرد زيارة سوريا، بأن نظام عصابات آل الأسد قائم، على الرغم من فقدانه الشرعية الشعبية السورية الداخلية، والشرعية العربية والدولية، وقبل ذلك فقدانه الشرعية البشرية والإنسانية، وأيضا تصفيق الراعي الحار والحاد عند ذكر إسم الرئيس بشار الأسد في كلمة أحد المشاركين في الحفل الذي شارك فيه، خير دليل على إحترام وتقدير هذا الراعي للكنيسة المارونية في لبنان وإنطاكيا وسائر المشرق للمذكور، علما أن هذا الراعي نفسه، أكد في غير مناسبة، أنه ضد الإجرام والقتل والإعتداء على المدنيين، في سوريا وسواها، متناسيا أنه يصفق لذكر إسم رجل قتل من الشعب السوري ما قتل، ودمرت عصاباته ما استطاعت طائراته الحربية وطوافاته العسكرية ودباباته ومدفعيته أن تصل اليه في سوريا، من بشر وحجر، وبنى تحتية وفوقية في عموم الأراضي السورية.                                                          

فهل يعقل أن "ينطعج" خاطر عون لأن صحيفة عربية إنتقدت زيارته الى سوريا؟ وهل يقبل عاقل محاولة الإيحاء العونية، بأن هذا الراعي في منزلة الإسلام والنبي محمد (صلعم)، والراعي نفسه يعتبر نفسه عبدا لله، وخادما للكنيسة والمجتمع، فلماذا يصر عون على رفعه الى مرتبة النبي؟ مع تأكيدنا على ضروة إحترام المقامات الدينية في أي موقع كانت، ولأي جهة إنتمت، ولكن عندما تتعاطى الشخصيات الدينية الشأن السياسي، وتعبر عن مواقفها وآرائها، ستتعرض حكما للنقد أو المديح، وبالتالي عليها أن تلتزم أصول الحوار والرد كما كل السياسيين، بما لا يتناقض وأصول التصدي للشؤن السياسية .العامة، وما يترتب عنها من مواقف سلبية وإيجابية، وإنتقادت ورفض، أو قبول وإطراءات

أما محاولة عون الإيحائية، فهي في غير مكانها، وليست في زمانها، ولا تصح في سياق ما أسلفنا، ولا في سياق الرد على رسم "كاركاتيري"، أراد صاحبه إيصال رسالة نقدية لزيارة الراعي الى سوريا، في وقت تحصد قوات عصابات الأسد مئات الشهداء من السوريين يوميا، منهم الأطفال والعجائز والنساء، والمعوقين الذين لم يسلموا من الإستهداف، وكذا تدمر مئات بل آلاف المنازل، وتحرق آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية، وتقطع أوصال  البلد، وتهجر من يبقى في بعض القرى والمدن على قيد الحياة، ومع ذلك، ويصر البعض على اعتبار زيارة الراعي الى سوريا مناسبة وفي محلها، وإذا شاء وأصر هذا البعض يمكن إحترام رأيه هذا، وفي المقابل من حق أي فرد آخر رأى أن الزيارة في غير موقعها، زمانا ومكانا، أن يعبر عن ذلك من دون أي تجريح أو إبتذال، وهذا ما حصل مع الصحيفة التي إستهدفتها مقدمة التلفزيون العوني ـ الإيراني "الإخبارية"، فلماذا هذه الإيحاءات، خصوصا وأن الصحيفة المعنية تصدر في المملكة العربية السعودية، هذه الدولة التي يحج اليها المسلمون في العالم سنويا، وليس فقط العرب، ولطالما أطلق عون وغيره من الحلفاء المسلمين الإنتقادت التي لا تليق إلا بمطلقيها الى المملكة العربية العربية السعودية، هذه الدولة الإسلامية؟ فهل يمكن اعتبار إيحاءه إساءة الى المسلمين لمجرد تعرضه عبر تلفزيونه لدولة عربية شقيقة، ولدولة يحج اليها المسلمون؟.                                                 

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية