الجمعة، 1 مارس 2013

العرب السنّة يحشدون لـ"جمعة العراق خيارنا"


25.5px;">تجسّد تحذيرات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من تفجير حروب طائفية في العراق ولبنان، في حال انتصار الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد، نظرية "المؤامرة" القائمة على أسس "طائفية" تؤكد النهج "المذهبي المتطرف" لطريقة إدارة الدولة العراقية واصطفافها مع موقف طهران الحليف الاستراتيجي للأسد.
وتثير المكاسب التي تحققها المعارضة السورية في معركتها مع الأسد مخاوف لدى المالكي من أن يكون الهدف المقبل بعد سقوط نظام دمشق، في ظل استمرار الاحتجاجات، تنديداً بسياسات إقصاء "العرب السّنّة" الذين يستعدون اليوم للخروج في بغداد وخمس محافظات سنّية بتظاهرات في جمعة جديدة أطلق عليها اسم "العراق خيارنا" إذ لم تفلح كافة حملات التشويه والضغوط الحكومية واستمالة زعماء عشائريين من القضاء عليها.
فقد حذر المالكي من أن انتصار المعارضة في سوريا سيذكي حروباً طائفية في العراق ولبنان ويخلق ملاذاً جديدا لتنظيم "القاعدة". وجدّد في تصريحات صحافية موقفه بأن "التدخل الأجنبي ليس حلاً لإنهاء الأزمة في سوريا"، داعياً دول العالم إلى أن تكون "أكثر عقلانية حيال سوريا"، ومشيراً إلى أنه "إذا كان العالم لا يؤيد دعم الحل السلمي من خلال الحوار، فإنني لا أرى أي نهاية للنفق".
وأضاف المالكي أن "أياً من طرفي النزاع في سوريا لن يتمكن من الإجهاز على الآخر"، محذراً من أنه "إذا انتصرت المعارضة (على نظام الأسد)، فستندلع حرب أهلية في لبنان، وتحدث انقسامات في الأردن، وستشتعل حرب طائفية في العراق".
وتندرج مخاوف المالكي من اندلاع حرب "طائفية" في بلاده في سياق الخشية من حصول انقلاب على حكومته بالتزامن مع سقوط نظام الأسد.
وأفادت مصادر إعلامية مطلعة بأن "أوساطاً مقربة من التحالف الشيعي سربت معلومات عن اجتماع سري عقد في منتصف شهر شباط المنصرم في منزل المالكي واقتصر حضوره على عدد محدود من القيادات السياسية في التحالف وعدد من القيادات العسكرية المقربة من المالكي لبحث التطورات السياسية في العراق".
وأوضحت المصادر أن "المالكي أشار إلى أن ما يحدث في مناطق ومحافظات السّنّة حالياً هو تمهيد لانقلاب يجري الإعداد له بسرية بالغة لتقويض الوضع السائد في العراق وتدمير العملية السياسية وإسقاط حكومته، وأن الانقلابيين يتهيأون لتنفيذه في اليوم الذي يعلن إسقاط الأسد في دمشق"، مبينة أن "المالكي يرى ضرورة أن تقوم القوات العسكرية والأمنية بعملية استباقية واسعة تبدأ في الأنبار لانهاء التظاهرات والاعتصامات واعتقال الناشطين والمسؤولين عنها كمرحلة أولى وإفشال خطط الانقلاب".
وبالتزامن مع مواقف المالكي المناوئة للتظاهرات، أكملت اللجان الشعبية في محافظات الأنبار وبغداد وصلاح الدين ونينوى وكركوك وديالى استعداداتها لإطلاق موجة جديدة من الاحتجاجات في جمعة "العراق خيارنا" على الرغم من محاولات الحكومة العراقية التضييق على المحتجين وممارسة الضغوط عليهم عبر التلويح بمذكرات القبض أو اللعب على وتر التنافس العشائري بهدف فض الاعتصامات التي تؤرق المالكي.
وأكدت اللجان الشعبية في بيان لها أنه "مع دخول اعتصام العراق يومه الثامن والستين على التوالي"، فإنهم ماضون "في اعتصاماتهم السلمية حتى تستجيب الحكومة لجميع مطالب العراقيين المشروعة"، موضحة أن "وفوداً من المحافظات الشمالية والوسطى والجنوبية بدأت تتوافد على المحافظات التي تشهد الاعتصامات للتضامن معهم وانتقاد الصمت الحكومي حيال تلك المطالب"، مشددة على أن "عدم السماح للمندسين والمخربين أن يشوهوا صورة هذه الاعتصامات".

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية