الخميس، 4 أبريل 2013

عمدة مصر الفقيه - هل كان مرسي يمارس "التقية" على طول الخط، على سنة "اﻹخوان" و"يتمسكن حتى يتمكن..."؟


 
شهر العسل المصري اﻹيراني الذي بدأ مع حضور السيد "مرسي" لقمة طهران في آب الماضي ويستمر عبر التعاون و خاصة في "الموقف المشترك من اﻷزمة السورية" يتناقض مع تصريحات السيد "مرسي" نفسه قبل انتخابه وفي الفترة التي تلت هذا الانتخاب وحتى مع خطابه "الناري" أمام قمة عدم الانحياز. السوريون الذين استبشروا خيراً بانتخاب السيد "مرسي" في أول انتخابات حرة تشهدها مصر في تاريخها، سرعان ما خاب أملهم بعدما جاءت سياسات أول رئيس ٳخواني مناقضة لتصريحاته ومخيبة لآمال السوريين

يطول تعداد المواقف المتذبذبة من قبل ٳخوان مصر ورئيسهم العتيد تجاه الثورة السورية. رغم طغيان العامل اﻹخواني على تشكيل المجلس الوطني السوري ثم الائتلاف المعارض ورغم توسلات المعارضة السورية وانبطاحها أمام "الشقيق" المصري، فلم يتنازل السيد "مرسي" ويتعامل مع الائتلاف ورئيسه كممثل شرعي ووحيد للسوريين. ٳقامة أغلب أساطين المعارضة السورية و "يتامى العروبة" في القاهرة وتفضيلهم للدور المصري وتمسحهم بالجامعة العربية الميتة سريرياً، كل هذا لم يشفع للمعارضة السورية بشيء لدى الرئيس "مرسي" ونظامه الذي يتعامل مع السوريين بفوقية ويرفض مساعدة الائتلاف وتسليمه السفارة السورية، ناهيك عن المساهمة في تسليح الثوار السوريين

قد يقول قائل "لكن مصر تفتح أبوابها لكل السوريين؟". هذا صحيح، لكن مصر تفتح أبوابها أساساً للسوريين المقتدرين في ظل تدهور السياحة الأوربية ٳلى وادي النيل وهي لا تقدم تسهيلات للسوريين "المعترين" الذين لاطاقة لهم على كلفة اﻹقامة في "مصر المحروسة". ليس في مصر مخيمات للاجئين السوريين، لكن الدول المجاورة لاتفرض عموماً على السوريين الذهاب ٳلى المخيمات، فالسوريون المقتدرون مادياً يتواجدون في شقق بيروت وعمان والمدن التركية. وحدهم السوريون الفقراء هم من يذهبون ٳلى مخيمات اللجوء القميئة هذه حيث يجدون الحد اﻷدنى من مستلزمات الحياة

حين تفتح مصر أبوابها أمام المستثمرين السوريين، فٳنها تقدم خدمة لاقتصادها وليس للسوريين، بدلالة رفض السيد "مرسي" تسهيل عمالة السوريين في المشاريع التي يقيمها المستثمرون السوريون وٳصرار السلطات المصرية على أن يتم تشغيل تسعة عمال مصريين مقابل كل عامل سوري يتم توظيفه...هذا الموقف ليس فقط غير ٳنساني ويفتقد للحد اﻷدنى من الكياسة، لكنه ينطوي على عنصرية غير مفهومة وغير مقبولة خاصة في هذه الظروف

سقطات الرئيس اﻹخواني كثيرة ومسارعته هو والجماعة التي تسانده في التفرد بالسلطة ومصادرة القرار الثوري المصري لصالح طغمة حاكمة جديدة ٳخوانية هذه المرة هي أمور تخص المصريين ولا نسمح ﻷنفسنا بالخوض فيها، لكن حين تصل الوقاحة بهذه المجموعة ٳلى القفز على دماء شعبنا اﻷبي وٳلى التفاهم مع ٳيران على حساب ثورة السوريين فهذا يتجاوز كل اﻷعراف ويدفعنا للتشكيك في أخلاقيات ودوافع النظام اﻹخواني في مصر. النظام اﻹخواني في مصر يقدم تسهيلات للعدو اﻹيراني تسمح له بالاستمرار في سفك دماء السوريين ويفتح خطوطاً مع من يمدون عصابة اﻷسد بنسغ الحياة. هذا يساهم في دعم محور الشر ونخشى أن تنضم الغالية مصر، تحت مظلة اﻹخوان، ٳلى هذا المحور

لا أحد يطالب المصريين بٳعلان الحرب على العدوين الروسي واﻹيراني ولا قطع العلاقات معهما، لكن من غير المفهوم أن يحصل تقارب بين الدولة العربية اﻷكبر بنظامها الذي يتمسح باﻹسلام، مع منظومة "الولي الفقيه" الغارقة حتى الركب في دم السوريين! لماذا تغير "ٳيران" موقفها، ناهيك عن روسيا، حين يركض النظام المصري طالبا الرضى ومتناسيا لتصريحاته ذاتها وتعهداته "بعدم الاتصال مع ٳيران حتى تغير موقفها من الثورة السورية"؟

هل غير الرئيس "مرسي" موقفه ؟ أو أنه كان يمارس "التقية" على طول الخط، على سنة "اﻹخوان" و"يتمسكن حتى يتمكن..."؟

ما طبيعة النظام الذي "تطبخه" جماعة اﻹخوان في مصر؟ هل يكون النظام القادم في مصر نظاماً دينياً متحجراً يتمسح باﻹسلام لتوطيد سطوته السياسية وتأبيد القمع ويعيد سيرة "البعث" بمسوح متأسلمة هذه المرة ؟ هل تريد جماعة اﻹخوان والسيد مرسي ٳقامة دولة خلافة ٳخوانية في قاهرة المعز؟ في هذه الحالة يمكن فهم التماهي بين النظام الديني الوليد للسيد "مرسي" ونظام "الولي الفقه" في ٳيران، فأنظمة القرون الوسطى والتي تسير بعكس حركة التاريخ لها كل المصلحة في التعاضد...أليس هذا هو تعريف "محور الشر"؟
د. أحمد الشامي

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية