الأربعاء، 13 أبريل 2011

من اين لك هذا يا جنرال؟


ينظم عدد من المحامين والاعلاميين والناشطين السياسيين اعتصاماً تضامنياً عند الساعة العاشرة صباح غد الاربعاء امام قصر العدل في بيروت تضامناً مع رئيس "حركة التغيير" المحامي ايلي محفوض بعد شكوى قدمها رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بحقه.

وتأتي الشكوى على خلفية الكتاب الذي اصدره محفوض قبل عدة اشهر تحت عنوان "بثلاثين من الفضة" الذي يفضح سياسة العماد عون وتعاطيه المالي طوال مسيرته، وقد طالبه عون في نص الشكوى بعطل وضرر، وبمبلغ وقدره خمسمئة مليون ليرة لبنانية، اضافةً الى توقيف محفوض وسجنه.

لا شك ان تطرق الكتاب الى "الامور المالية" لعون، وكيف امر بتحويل مبالغ هائلة من المال من لبنان الى خارجه، اثار حفيظته ودفعه الى تقديم شكوى قضائية بحق محفوض.

يسأل محفوض في كتابه الجنرال عون "من اين لك هذا؟". ويعتبر ان "التحويلات بملايين الدولارات من لبنان الى مصارف في الخارج تمت بطلب من عون نفسه".

وفي الصفحة 145 من الكتاب، مستندات تثبت طلب العماد عون تحويل اموال الى خارج لبنان بورقة ممهورة بتوقيعه، اذ يقول نص الرسالة الموجهة الى مدير البنك اللبناني للتجارة – فرع الحازمية بخط يد العماد عون، وبتاريخ التاسع من شهر تشرين الثاني 1989: "يرجى تحويل مبلغ خمسة ملايين دولار اميركي لا غير من الحساب رقم 19/40663 الى حسابنا رقم 430-2162-51.4 المفتوح لدى البنك اللبناني للتجارة – فرع باريس".

المستندات الموجودة في كتاب محفوض ليست بجديدة على الناس، بل سبق وان نشرت في مجلة دولية عام 1991، وفي كتاب الرئيس الراحل الياس الهراوي، كما تكلم عنها مؤخراً النائب عمار حوري في مؤتمر صحفي مطول.

ففي وقت سابق، اتهم رئيس الجمهورية الراحل الياس الهراوي عون في صفحات كتابه "عودة الجمهورية من الدويلات الى الدولة بانه عمد الى تحويل ملايين الدولارات من مصرف لبناني الى اخر فرنسي، وقد تقدم الوكلاء القانونيون عن ورثة الهراوي في الدعوى المذكورة بمستندات الى المحكمة، وهي كناية عن 46 طلب تحويل موقّع بخط يد ميشال عون يطلب بموجبها تحويل مبلغ خمسة ملايين دولار اميركي الى رقم حسابه في احد المصارف الفرنسية.

وكانت مجلة "لو كانارا انشيني" الفرنسية قد نشرت مقالاً مهماً ذكرت فيه ان عون يملك 30 مليون دولار في حسابات مصرفية في باريس، الا أن عون ذاته قد برر يومها بأن المبالغ المذكورة هي عبارة عن تبرعات من مناصريه ومؤيديه في لبنان والخارج، كما زعم انه سيعيدها الى اصحابها.

الملفت في الشكوى المقدمة من قبل عون هو انه ليس معترضاً او رافضاً لحقيقة ما نشر من مستندات، اذ لم ينف قطعاً المعلومات التي تحدث عنها الكتاب وعدد كبير من الوسائل الاعلامية والشخصيات السياسية، انما ابدى اعتراضاً شديداً على الشكل، وعلى شخص رئيس حركة التغيير كونه انشقّ عن صفوف التيار بعد سنوات من"النضال" الى جانبه.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية