الخميس، 28 أبريل 2011

جنبلاط يدعو للانفتاح السني - الشيعي .. نصيحة فرنسية لميقاتي: لا تؤلف


النصيحة نقلتها من باريس اياد امينة، فأي حكومة تلك، والمنطقة تعيش حالة من انعدام الوزن، وانعدام الرؤية، اذا كانت ضد سعد الحريري، وسمير جعجع، وامين الجميّل، وايضا ضد رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وحتى ضد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي تعامل مع الوزير زياد بارود كما لو انه «الابن الشاطر» للكنيسة المارونية.

سيناريو الإنقاذ
وتتردد معلومات وراء الستار مؤداها ان ثمة من يعمل لــ«سيناريو الانقاذ»، فيعلن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط خروجه من المشاورات الخاصة بتشكيل الحكومة، وكذلك عدم الرغبة في المشاركة فيها، دون ان يعني هذا خروجه من «الأكثرية الجديدة» التي يرى أكثر من مصدر سياسي، وحتى داخل قوى 8 آذار/مارس، انها تحولت الى اكثرية كاريكاتيرية مادامت لم تتمكن من الخروج بحكومة بعد اكثر من 3 أشهر على التأليف.
والفرنسيون يرون ان الاحداث في سوريا لا تسمح البتة بحكومة سياسية من لون واحد، حتى ولو جرى تطعيمها بعناصر حيادية من فريقي سليمان وميقاتي، فالتداعيات لا بد ان تكون هائلة على لبنان، واذا كان الانفجار السياسي هو الاحتمال المباشر، فإن الاحتمال غير المباشر هو الانفجار الامني.

الانفتاح السني - الشيعي
الزعيم الدرزي الذي أصبح جداً بعد ان رزق نجله تيمور بولد أطلق عليه اسم فؤاد (والد الجد كمال جنبلاط) يتردد ان فرحه امتزج بنكهة سوداوية، فهو متخوف جداً من ان تنتقل الأثقال الطائفية والمذهبية من سوريا إلى لبنان، لذلك، ففي اتصالاته ولقاءاته يدعو القادة السنة والشيعة إلى الانفتاح بعضهم على بعض، وإلى حد التشديد على لقاء عاجل جداً بين رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري الذي يحظى بتأييد الغالبية الساحقة من السنة، والأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله، ووقف التراشق الإعلامي الذي يهيئ الأرضية النموذجية للانفجار.
وبحسب مقربين، فإن جنبلاط بات على قناعة تامة بأن مشكلة الحكومة أكبر بكثير من مشكلة الصراع الماروني - الماروني، وأن المنطقة دخلت في المجهول، ومع اقتناعه بديناميكية البطريرك الراعي، فهو لا يعوّل أبداً على القمة الروحية التي ستعقد في بكركي في 12 مايو المقبل، وتشارك فيها المراجع الدينية الإسلامية والمسيحية، باعتبار ان الوضع هو بحاجة إلى ما يتخطى كثيرا القرارات الروحية إلى القرارات السياسية والعملية، فالمشكلة في الأرض لا في السماء.

رابع المستحيلات

لكن كل المؤشرات تقول إن لقاء الحريري ونصرالله هو الآن رابع المستحيلات، فالأول الذي يرى انه طعن في الظهر يدرك، بدقة حجم المأزق الذي يواجهه "حزب الله" في ضوء التطورات التي تحدث في المنطقة، وإلى حد التلويح بورقة التفجير مع إسرائيل، وهي الورقة التي تعتبر قوى 14 آذار انها انتحارية "لهم وللبلد"، فضلاً عن انها تزيد الوضع تعقيدا بالنسبة إلى الحزب الذي لا بد انه يدرس مدى تأثير تلك التطورات ليس على مستقبله العسكري فحسب وإنما على مستقبله السياسي أيضاً. وأما نصر الله فله حساباته أيضاً.
جريدة القبس

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية