الثلاثاء، 12 أبريل 2011

خطاب نصرالله بين المؤامرة والطهارة


إستغرق الخطاب المسجل سابقا لامين عام "حزب الله" والمقدم تأويلا تحت اسم: "مباشر"، 81 دقيقة ودار حول ستة مواضيع هي كما اوردها:1-وثائق ويكيليكس التي تنشرها صحيفة "الاخبار" اللبنانيية المسيّرة من "حزب الله"، 2- اللبنانيون في ساحل العاج وجلهم من الطائفة الشيعية الكريمة، 3- الدفاع عن ايران ضد رئيس تيار المستقبل سعد رفيق الحريري، 4- البحرين والمعارضة الشيعية ومستقبل بقاء اللبنانيين في دول الخليج، 5- التمرد الاخير في سجن رومية اللبناني، 6- الوضع الحكومي في الشكل والمضمون وسبب التاخير، 7- وهذه لم تكن مدرحة على جدول الاعمال: التمسكن والتظلم بالتوحد مع الطائفة الشيعية اللبنانيية الكريمة واعلان تمسكه بلبنان.كان خطابا ينسف اخره مع ما ورد من زلة لسان في وسطه. ففي اخر الخطاب اختصر نصر الله الطائفة الشيعية بـ"نحن" الملتبسة بين الطائفة وبين الحزب، فراح يتمسكن ويعزف على لحن اللبننة لـ"نحن" المجهولة هذه فلبنان "قدرنا وليس خيارنا"! علما انه في وسط الخطاب اورد ما ينفي هذه إذ قال بالحرف الواحد: "لست أنا صاحب لبنان اولا". وبصرف النظر عن كون القدرية اي الجبرية هي عامل لبننته وما ينتقص ذلك من وجود مشيئة وارادة له في اللبننة، فقد عكس هذا التمسك الجديد لدى فرع الحزب الايراني بلبنان، عكس خوفا من إنعكاس التغيير في المنطقة على "نحن" الملتبسة في خطاب نصر الله.كان واضحا من كل البنود الستة وملحقها السابع ان "حزب الله" استشعر بخطر إنفضاض الطائفة الشيعية اللبنانية الكريمة عنه، فخصص جلّ النقطة الاولى من خطابه المتعلقة بتسريبات ويكليكس لرفع تاثيرها على الانقسام الواضح الذي ظهر بين جمهور "حزب الله" وحركة "امل".استغرق موضوع ويكيليكس 40 دقيقة من خطاب نصرالله، توزعت كما يلي: 10 دقائق للدفاع عن وحدة الحال بين الحزب والحركة، ودقيقة واحدة لما ورد في الوثائق عن نائبين في التيار العوني، ودقيقتان عمّن ظهر فيهم عن جنبلاط، واربع دقائق في التبرؤ من صحيفة "الاخبار" المحسوبة عليه بهدف تحميل الاعلام مسؤلية الانقسام الشيعي. بينما بقية الوقت عن الوثائق خصصه نصر الله في الهجوم على سعد الحريري.وعلى اسلوب تعاطي نصر الله مع النقطة الاولى في خطابه سار في بقية الخطاب: توحيد الطائفة - الدفاع عن ايران (سورية كانت غائبة، مما يعكس تباعدا سوريا عن ايران في هذه المرحلة) والهجوم على سعد الحريري.من نقطة إلى نقطة في خطابه راح نصر الله يستعيد اسطوانة المظلومية التاريخية والتباكي والندب على الامة وتلبس الطهارة والتمسح بالاخلاق كل هذا مع نزع هذه الصفات عن "سعد الحريري" تحديدا الذي من اجل "السلطة" - حسب زعم نصر الله وفريقه، والتي خسرها "اخيرا أو من اجل السلطة التي وعده الامركيون بها بعد خروج العسكر السوري من لبنان، فإنّ سعد الحريري حسب زعمه متورط في مؤامرة امركية، ولمصلحة اسرائيل لتجريد "حزب الله" من سلاحة تارة او بتقوية الجيش اللبناني بديلا عن الحزب.في واقع الامر انّ "حزب الله" نفسه ومن اجل مشاريع له خارج المكان وخارج الزمان ايضا، الحق كل الاضرار بالببنانيين عامة والطائفة الشيعية اللبنانية خاصة، وظهر في خطابه انه لا يستطيع إلا الهروب إلى الامام وبمزيد من الكذب على الذات والمتاجرة بكل اللبنانيين.هو خطاب ينطبق عليه القول: "كل إناء بما فيه ينضح". لم يكن نصر الله يغالي حين يصف بحقد دفين كل لبناني حماه وقدم له التغطية والمساعدة. لم يسأل نفسه ماذا عن إغتيال الرئيس الكبير رفيق الحريري الذي اتخذ من اسمه الكبير متكئا لتأكيد شرعيته الكاذبة في دعوة اكبر رؤساء الدولة اللبنانيية من القدوم الى عنده وهو لا يملك صفة رسمية كما اكد هو. دوما يهوى نصر الله ان يكون تلك الاصابع التي تحرك الدمى، ويهوى استخدام الفاظ: "المؤامرة الخونة العملاء ونحن الطهّار المظلومين"!!!!لم يتذكر نصر الله انه هو الذي أعلن مرارا وتكرارا انّ سلاحه ليس بحاجة إلى إجماع اللبنانيين. لم يتذكر نصر الله كم مرة إستخدم سلاحه في الداخل اللبناني. كم مرة لوح بسلاحه، كم مرة نزّل مليشياته بالقمصان السوداء. هو صورة مصغرة عن كل هذا النظام العربي الذي يسقط ونسخة إيرانية أكثر بداوة من النسخة العربية الموجودة.


بقلم فاروق عيتاني

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية