الأربعاء، 23 نوفمبر 2011
فصل جديد في التعرف على نظام "البعث" في سوريا: ازدراء الذات الإلهية وتعبيد الناس للحاكم!!
2:40 م
اضف تعليق
ليس الغاية من هذا المقال تسليط الضوء على عقيدة حزب "البعث" وأدبياته، ولا سرد تاريخه الدموي، ولا تبيان أوجه سوء علاقته مع الدين بشكل عام، ومع الإسلام بشكل خاص، فهذه أمور معروفة يسهل الحصول على معلومات بشأنها من مصادر متعددة؛ سواء من الكتب أو الإنترنت أو غيرهما ... لكن الجديد في هذا العرض أنه يضيف فصلاً جديداً في التعرف على نظام حزب "البعث العربي الاشتراكي" لجهة ازدرائه للذات الإلهية، ليس كحالات فردية، وإنما كنهج متبع، ظهر في محطات عديدة في معرض الثورة السورية المجيدة.
في 8/5/2011 داهمت قوة مسلحة منزل أحد الناشطين السوريين في مدينة بانياس. أخرجوه إلى الملعب البلدي، حيث اعتقلوه أيضاً مع ما يقرب من 4000 شخص وقد عصبوا العيون وقيدوا الأيدي. الناشط محمد روى قصة اعتقاله وتعذيبه مع والده – بعد إطلاق سراحهما- لصحيفة الشرق الأوسط التي نشرتها في 20/6/2011. وإذا كان الضرب العنيف لا جديد فيه بمثل هذه الحالات؛ إلا أن محمد روى كيف سقط على الأرض، حيث قاموا بالدوس على رأسه وسؤاله: "من أسيادك؟ قلت: آل الأسد، وكان بقربي أحدهم يسأل شخصاً آخر من المعتقلين: من ربكم؟ ولم يتوقفوا عن ضربه حتى قال لهم: بشار الأسد، واستمروا في ضربنا، وأخذ أحدهم يصرخ بنا قائلاً: الله ربكم وبشار ربنا وسنرى من سينتصر في النهاية... تريدون أن تسقطوا النظام؟ إن الله لا يستطيع ذلك، ألا تعلموا أن بشار الأسد هو من نصب الله إلهاً؟!" . كان ذلك قبل أن يرى العالم الشريط الشهير الذي يضرب فيه عناصر من الجيش السوري أحد السوريين ويجبرونه على قول: "لا إله إلا بشار الأسد" – "لا إله إلا ماهر الأسد" في 21/8/2011 .
ورغم فظاعة هذا الأمر، فقد تبين مع الوقت أنه ليس تصرفاً من مجموعة من الجيش، ولكنه سلوك فرض نفسه على الجيش بكل أسف (طائفية النظام فرضت أن يكون غالبية الضباط الكبار من الطائفة العلوية)، جراء التنشئة التي يتلقاها أفراده، لا سيما الضباط منهم بحيث يكون التلفظ بالألفاظ الكفرية، سواء على سبيل الجد أو المزاح، وفي حال الراحة أو الغضب، مفردات عادية للتخاطب بين أفراد الجيش أنفسهم، وهذا أمر يعرفه كل من له صلة بالجيش السوري (أقوال من قبيل "يلعن ربك" وما هو أشنع والعياذ بالله)، علماً أن التربية الإيمانية التي يتميز فيها المجتمع السوري تتفوق في نهاية الأمر لدى غالبية أبناء الجيش الكبرى، رغم أن ما يتلقاه الجنود في المعسكرات أقرب إلى التعبيد للحاكم منه إلى التجنيد للوطن.
وبالتأكيد فإن هذه التنشئة نفسها هي التي جعلت استهداف المساجد أو مآذنها بالقصف المدفعي، أو انتهاك حرمة المساجد، بما في ذلك في ليلة القدر العظيمة، أموراً سهلة على الوحدات التي قامت بها، وفق ما شاهده العالم في أكثر من مدينة سورية.
ولعله قد يكون مستغرباً لمن لا يعرف بدقة ما يجري في سوريا أن يعلم بأن هتاف الثوار: "لن نركع إلا لله"، ليس المقصود منه المعنى المجازي للركوع فقط (بمعنى الخضوع)، وإنما المعنى المادي أيضاً؛ على اعتبار أنه من الشائع لدى شبيحة الأسد (مجموعة من المجرمين والمنتفعين والمتعصبين مذهبياً للطائفة العلوية) السجود لصورة بشار الأسد، في كل مناسبة تعبير منهم عن حبهم له
وبالعودة إلى إفتان الناس عن دينهم، فإن الوقائع الموثقة حول ذلك باتت من الكثرة بحيث لا يمكن إحصاؤها، سواء ما يتعلق باقتحام المساجد وتخريبها وكتابة الكفريات على جدرانها:
- على سبيل المثال: اقتحام مسجد المريجة في حي باب السباع في حمص وتخريبه، وكتابة الكفريات على جدرانه، في 15/10/2011، ومنها: "بشار رب سوريا فلا تعبدوا سواه. و الاستهزاء بشعائر الإسلام
أو كتابة الكفريات على جدران مدينة حماه بعد اقتحامها في 1/8/2011 والاستهزاء بأحاديث رسول الله من قبيل: "بشار سنضعه مكان الله"- حديث أخرجه جنود الأسد.
لوثة الازدراء بالذات الإلهية لم تقتصر على العسكر، فلدى المثقفين من البعثيين نجد الأمر نفسه أيضاً، ليس في مجالسهم الخاصة فحسب، وإنما على شاشات الإعلام أيضاً، بحيث لا تكاد تخلو مقابلة مع أحد جلاوذة النظام من إطلاق لفظة كفرية، على سبيل المثال:
- طالب إبراهيم على قناة الجزيرة
- أحمد شلاش على قناة المنار
بل إن الأمر وصل إلى حد افتتاح شبيحة الأسد صفحة على الـ فايسبوك تحت عنوان:
"أنا عبد إصبعة رجلك الصغيرة يا ربي بشار الأسد" (والعياذ بالله) والصفحة التي يزورها المئات متخصصة في صياغة آيات وأحاديث بشكل محرف بحيث يكون فيها الإله هو بشار الأسد (والعياذ بالله العظيم).
هذه الوقائع المؤلمة، -ليس لجهة استقباحها دينياً فحسب، وإنما لجهة وقوعها في بلد مسلم يدعي نظامه الممانعة- لم تحرك، حتى الآن، ما تستحق من موجات استنكار، بالمقارنة مع هبة المسلمين لدى إهانة كتاب الله أو أحد الرموز الإسلامية، من قبل أي جهة أخرى، وهو أمر يدعو للأسف الشديد، وما هو مؤسف أكثر أن يكون بلد بحجم وأهمية سوريا محكوماً من نظام بهذا القدر من القبح؛ لا يعادي الحرية التي منحها الله لعباده فحسب، وإنما يعادي الله أيضاً... فكيف يمكن أن ينجو من السقوط بعد كل هذا الذي حصل، والعلي العظيم يقول: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ صدق الله العظيم.
بقلم: فادي شاميه
0 comments:
إرسال تعليق