السبت، 10 ديسمبر 2011

روسيا بانتظار تظاهرات حاشدة يوم السبت احتجاجا على نتائج الانتخابات البرلمانية



من المخطط له ان تجري يوم السبت 10 ديسمبر/كانون الاول في موسكو وغيرها من المدن الروسية الكبرى تظاهرات لقوى المعارضة غير الراضية بنتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في البلاد يوم 4 ديسمبر/كانون الاول الجاري. وقد استجابت السلطات الرسمية لطلب منظمي المظاهرات ومنحتهم ترخيصا باقامتها وتم تحديد الوقت اللازم لاجراءها وعدد المشاركين فيها المسموح لهم. ويتوقع ان يتجمع في موسكو يوم 10 ديسمبر/كانون الاول نحو 30 ألف شخص من المتظاهرين.

وكان حزبا "الجبهة اليسارية" و"التضامن" قد قدما في البداية طلبا بمشاركة 300 شخص في تظاهرة موسكو، الا ان عدد المشاركين المحتملين زيد فيما بعد حتى 30 ألف شخص. ووافقت السلطة على طلب منظمي فعالية الاحتجاج الذين رفعوا عدد المشاركين المحتملين في هذه الفعالية .

ويعد ممثلو المعارضة غير الرسمية والاحزاب التي لم يتم تسجيلها لهذا السبب او ذاك في وزارة العدل منظمين للتظاهرة. الا ان ممثلي بعض الاحزاب التي تم انتخابها مؤخرا في مجلس الدوما قرروا الانضمام الى مظاهرات يوم السبت.

ويذكر ان ممثلي الاحزاب اليسارية واليمينية على حد سواء سيشاركون في مظاهرات الاحتجاج هذه . ويرى الخبراء ان هذا القرار اتخذ لكي لا يتم تصوير تظاهرات الشارع هذه وكأنها فعاليات يقوم بتنظيمها ساسة غير رسميين لا يحظون بشعبية.

ولا تعتبر تظاهرات السبت المقبلة اول تظاهرات تجري بعد الانتخابات البرلمانية. فقد اقيمت في موسكو يوم 5 ديسمبر/كانون الاول فعالية مرخص بها احتجاجا على انتهاكات ومخالفات ارتكبت في الانتخابات. ولكن تحولت هذه الفعالية فيما بعد الى مسيرة غير مرخص بها، وقامت الشرطة على اثرها بتوقيف 300 شخص. ونظمت المعارضة في اليوم التالي بساحة تريؤومفالنايا بموسكو تظاهرة غير مرخص بها اسفرت هي الاخرى عن توقيف 300 شخص ايضا. وقد اقيمت فعاليات الاحتجاج في مدن روسية اخرى، ومن اكبرها تظاهرة اقيمت في بطرسبورغ.

ووجد المجتمع الروسي نفسه منقسما على نفسه . ومن اهم المسائل التي يتم بحثها اليوم بروسيا في شبكة الانترنت هي مسألة المشاركة في الانتخابات الاخيرة. وبين الاشخاص المشككين اشخاص غير راضين بنتائج الانتخابات، لكنهم لا يرغبون في الحضور في التظاهرات لان منظميها لا يروقون لهم سياسيا وايديولوجيا، او انهم لا يصدقون في امكانية تغيير شيء ما . ويجدر الذكر ان فترة ما بعد الانتخابات شهدت ايضا فعاليات حاشدة للموالاة من انصار الحزب الحاكم"روسيا الموحدة" ابتهاجا بنتائج الانتخابات.

ليست هناك ازمة برلمانية والموجة ستتلاشى بعد قليل
يرى دميتري اورلوف الامين العام لوكالة الاتصالات السياسية والاقتصادية ان المشاركة المنتظرة لكل من الحزب الشيوعي الروسي وحزب "روسيا العادلة" في تظاهرة يوم 10 ديسمبر/كانون الاول لا تعد امرا جسيما ، نظرا لاعترافهما بشرعية الانتخابات.

وقال أورلوف ان مشاركة الحزبين المذكورين في التظاهرة لا تعتبر موقفا رسميا لهما، وان مشاركة ممثليهما في التظاهرة سيجري بشكل شخصي ، ولا يلعب ذلك اي دور، بغض النظر عن مشاركتهم او عدم مشاركتهم ". ونوه قائلا:" "واعتقد ان موجة التظاهرات ستنتهي في منتصف الاسبوع القادم". ويشاطره في هذا الرأي إيغور بونين الذي يرى ان مشاركة الاحزاب البرلمانية في التظاهرات هي وسيلة لاجتذاب الناخبين وليس عاملا واقعيا.

واشار ليونيد بولياكوف بدوره الى ان مدة تظاهرات الشارع ستتوقف على موقف الاحزاب البرلمانية اي اولئك الذين سيشكلون مجلس الدوما السادس. فيما يعتقد ميخائيل ريميزوف رئيس صندوق "استراتيجية – 2020 " ان المعارضة البرلمانية تنضم الى هذه الفعاليات الاحتجاجية لكي لا يتم تصوير تظاهرات الشارع وكأنها فعاليات يقوم بتنظيمها ساسة غير رسميين لا يحظون بشعبية. ويعتبرذلك امرا جيدا. وقال ريميزوف:" ان مشاركة القوى السياسية المتباينة ايديولوجيا في هذه الفعاليات سيؤكد ان المقصود بالامر هو حركة مدنية تقدم مطالب مشتركة". وبحسب قوله فان المعارضة البرلمانية ادركت ان الوضع اليوم ملائم لها ، علما ان تظاهرات الشارع تزيد من شدة موقفها في المفاوضات مع السلطة. كما انه يرى ان عواقب ذلك قد تكون جدية اذا نظرنا الى تظاهرات الشارع باعتبارها نقطة انطلاق نحو حركة لاحقة . وختم بقوله:" لا يمكن استبعاد ان موجة اخرى للحركة قد تجري في شهر مارس/آذار القادم"(موعد انتخابات الرئاسة الروسية).

رد فعل القيادة الروسية
علقت القيادة الروسية ممثلة بالرئيس الروسي دميتري مدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين لاول مرة يوم 8 ديسمبر/كانون الاول على تظاهرات المعارضة غير البرلمانية التي جرت في الايام الاخيرة بموسكو وبطرسبورغ احتجاجا على انتهاكات ارتكبت اثناء الانتخابات البرلمانية، وقالا ان التظاهرات هي شكل من اشكال الديمقراطية ، ولكن بشرط ان تقام في اطار القانون. ودعا بوتين زعيم حزب"روسيا الموحدة" الفائز في الانتخابات الى الحوار مع المعارضة. اما الرئيس مدفيديف الذي ترأس اللائحة الانتخابية لحزب "روسيا الموحدة" فدعا الى التحقيق في انتهاكات ومخالفات سجلت في اثناء الانتخابات. وعلاوة على ذلك فان رئيس الدولة أعلن ايضا ان لجنة الانتخابات المركزية يجب ان تخرج باستنتاجات فيما يتعلق بنتائج الانتخابات البرلمانية وتجري التحقيق في كافة الانتهاكات والمخالفات وتتخذ قرارات شرعية. ولفت كل من مدفيديف وبوتين الانتباه الى موضوع التأثير الخارجي على العمليات السياسية الداخلية في روسيا. وقال مدفيديف معلقا على تقييمات الانتخابات البرلمانية الروسية من خارج روسيا، قال ان النظام الانتخابي هو شأن داخلي للدولة الروسية.

اما بوتين فاقترح بدوره بالتفكير في اعادة النظر في القوانين الانتخابية وتشديد مسؤولية من ينفذ مهام دولة اجنبية بهدف التأثير على العمليات السياسية الداخلية. ونوه رئيس الوزراء الروسي بان ضخ الاموال الاجنبية في العمليات الانتخابية يعد امرا غير مسموح به. وقال ان دولا اجنبية تقوم بتوظيف مئات ملايين الدولار بغية القيام بهذا العمل. فلذلك من الضروري، بحسب بوتين، وضع آليات فعالة لحماية السيادة الوطنية من تدخل خارجي كهذا.

ووصف الخبراء السياسيون رد فعل القيادة الروسية هذا بانه منطقي واشاروا الى خطورة تنظيم تظاهرات حاشدة بغية تحقيق اهداف سياسية محددة.

قرينة البراءة والعلاقات السياسية العامة
لم تفاجئ تصريحات الرئيس ورئيس الوزراء الباحثين السياسيين الذين لاحظوا ان رد فعلهما هو منطقى. واشار الخبراء السياسيون الى ان السلطة والمواطنين العاديين يجب ان يميزوا بين المستفزين واولئك الذين يريدون التعبيرعن موقفهم.

وصرح سيرغي ماركوف عضو المجلس الاجتماعي لروسيا الاتحادية لوكالة "نوفوستي" الروسية للانباء صرح قائلا:" نشهد تظاهرات ومظاهرات ومسيرات تشارك فيها القوى السياسية السليمة وغير السليمة، ويجب على السلطة والمواطنين العاديين ان يميزوا بين هؤلاء واولئك. ويتوجب على السلطة التمييز بين شخص مستفز وشخص غير مستفز. كما يجب على المواطنين ان يعرضوا بوجوههم عن المستفزين". واضاف ان من واجب السلطة حماية حقوق المواطنين. كما من واجب المواطنين مراعاة القوانين.

اما ماكسيم غريغوريف رئيس صندوق الدراسات الديمقراطية الذي علق على تصريحات بوتين التي تفيد بانه بين منظمي التظاهرات يوجد اشخاص لهم اهدافهم ومصالحهم الضيقة فاعاد الى الاذهان مبدأ قرينة البراءة. وقال:" اذا حضر ممثل للمعارضة او تركيبة اخرى التظاهر الشرعي فليست هناك امكانية لتأكيد ما اذا كان يفعل ذلك استرشادا بمنطلقات شخصية انانية او استجابة لتعليمات قوى خارجية". ونوه بان معظم اعمال ممثلي المعارضة غير البرلمانية تتسم بالحماسة والسعي الى تحقيق اهدافهم الشخصية والدعاية لاانفسهم واقامة العلاقات العامة.

المصدر: وكالات.

0 comments:

إرسال تعليق

 
تصميم وتنفيذ الادارة التنفيذية